"أروح مصدق ازاي".. قصة شارع أطاحت بصاحبه المخابرات الأمريكية وشهدت على دموعه "شرفة" شيبرد

الأحد، 17 ديسمبر 2017 11:00 ص
"أروح مصدق ازاي".. قصة شارع أطاحت بصاحبه المخابرات الأمريكية وشهدت على دموعه "شرفة" شيبرد
شارع مصدق
أمل غريب

"مصدق يا سطي".. "منين شارع مصدق"، لا أحد يعرف سبب تسمية شارع مصدق بالدقي، بهذا الإسم غير القليل، رغم كونه أحد أشهر الشوارع الحيوية في حي الدقي التابع لمحافظة الجيزة. 

بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 ووفاة شاه إيران، غيرت محافظة الجيزة اسم الشارع من الإمبراطور بهلوي، الذي أطلق في السبعينات تكريما لموقفه النبيل ودعمه لمصر في حرب أكتوبر 1973، إلى مصدق.

الزواج الملكي

البداية كانت في 1951 حينما ألغى مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر، معاهدة "36" مع الاحتلال الانجليزي، وطالب الشعب بمقاومة الاحتلال لإجبار انجلترا على الجلاء عن الأراضي المصرية، وفي نفس التوقيت أمم محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني، شركة بترول إيران، وطرد الشركة الإنجليزية،الأمر الذي كان له صدى واسع في العالم.

بعدها دعى مصطفي النحاس باشا محمد مصدق لزيارة مصر، وتم استقباله بحفاوة من جانب الشعب المصري الذي خرج يستقبله فى مطار القاهرة، بعدما أخذت العلاقات المصرية الإيرانية منحنًا سالبًا بعد خلافات دأبت بين شاه إيران والملك فاروق. .

مصدق يبكي 

بعد الاستقبال البالغ الذي ناله  "مصدق" من المصريين، وقف رئيس الوزراء الإيراني في شرفة فندق شبرد، ليلقي  خطبة للشعب المصري، إلا أنه لم يستكملها بسبب الكثافة الجماهيرية التي كانت تملاء الشوارع من محطة مصر حتي ميدان الأوبرا، فلم تكن الميكروفونات أمامه كافية ليصل صوته للجماهير الغفيرة، كذلك لم يستطع حبس دموعه فبكى، وتأثرت جموع الشعب بدموعه، واشتعلت الهتافات، ولم يتمكن من إلقاء خطبته، واستكملها في اليوم الثاني عبر الإذاعة المصرية.

بعد زوال الحكم الملكي وقيام ثورة 23 يوليو، وعزل الملك فاروق من الحكم، أعجب الرئيس جمال عبد الناصر بتجربة وشخصية محمد مصدق، لدوره الوطني بعد إدخال إدارته إصلاحات اجتماعية وسياسية واسعة، كان من بينها الضمان الاجتماعي، وتنظيم الإيجارات، واستصلاح الأراضي، لكن تأميمه لصناعة النفط الإيرانية، التي سيطرت عليها انجلترا منذ 1913 من خلال شركة النفط الأنجلو- إيرانية، هي الخطوة التي حظيت باهتمام جمال عبد الناصر للرجل بشدة، فقد كانت مصر تسعى بكل جهدها إلى طرد الاحتلال الإنجليزي وإجلاء أخر جندي عن أراضيها.

الاستعمار البريطاني

ولد محمد مصدق عام 1880، وكان أحد قادة إيران السياسيين، نشأ في أسرة تنتمي إلى طبقة الصفوة الإيرانية الحاكمة، فقد كان والده وجده لأبوه وزراء الجباية "الضرائب" وورث عنهم اشتغالهم بالسياسة.

بدأ حياته السياسية مع اندلاع الثورة الدستورية في 1905- 1907، وانتخب نائبًا عن أصفهان في البرلمان الجديد الذي سمي مجلس "إيران" لمدة عام، كما شغل منصب نائب المرشد العام للجمعية الإنسانية.

في 1919 غادر إيران متجهًا إلى سويسرا، احتجاجًا على معاهدة "أنجلو فارسية"، إلا أنه في 1920 دعاه رئيس وزراء إيران الجديد حسن بیرنیا، ليتولى منصب وزير العدل، ثم وزيرًا للمالية في حكومة أحمد قوام في 1921، فوزيرًا للخارجية عام 1923 في حكومة في نفس الحكومة، إلى أن أسند إليه حكم مقاطعة أذربيجان في نفس العام، إلى أن أُعيد انتخابة مرة أخرى في نفس العام لمجلس إيران في 1923.

اقترح أنصار رضا خان في المجلس إصدار تشريعًا لحل حكم سلالة "قاجار" في 1925،  وتعيين رضا خان شاهًا، الأمر الذي عارضه محمد مصدق بشدة، وألقى كلمة في المجلس الإيراني أشاد فيها بإنجازات رضا خان، وشجعه على احترام الدستور الإيراني، والسعي ليكون رئيسًا للوزراء وليس شاهاً، لكن في ديسمبر 1925 انقلب المجلس، على الملك الشاب أحمد شاه قاجار، وإعلان رضا شاه عاهلًا لإيران، فأجبره الشاه على اعتزال الحياة السياسية عام 1941، وفي نفس العام أجبر البريطانيون الشاه على التنحي عن عرشه لإبنه محمد رضا بهلوي.

عام 1944 عاد مصدق للحياة السياسية، وأعيد انتخاب محمد مصدق مرة أخرى لعضوية البرلمان الإيراني، وتسلم قيادة الجبهة الوطنية الإيرانية، بهدف إرساء الديمقراطية وإنهاء الاحتلال البريطاني وتأميم النفط الإيراني المتمثل في شركة النفط الأنجلو- إيرانية، وعُين رئيسا لحكومة مقاطعة فارس، وظل يتابع تنامي قوة رضا خان.

تدخل المخابرات الأمريكية​

في عام 1951 أجاز البرلمان تأميم النفط، فزادت قوة مصدق، وعُين رئيسًا للوزراء، إلا أن الصراع بينه وبين الشاه كان كبيرًا بعد الإصلاحات الإجتماعية والسياسية التي أدخلها مصدق لأول مرة في إيران، فقرر الشاه إقالة مصدق من منصب رئيس الوزراء في 1953 بتدخل من المخابرات الأمريكية، إلا أن الشعب خرج على قرار الشاه ونزل إلى الشوارع وأجبروا الشاه على التراجع عن قراره.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق