ماذا تخبرنا بيوت المصريين عن الكريسماس؟ (معايشة)

السبت، 30 ديسمبر 2017 10:24 م
ماذا تخبرنا بيوت المصريين عن الكريسماس؟ (معايشة)
بيوت المصريين
كتب - طلال رسلان ومحمد أبو ليلة ودينا الحسيني ومريان ناجي

 
 
تنويه هام: الأسماء الواردة في التقرير أسماء مستعارة بناء على رغبة أبطالها
 
الكل انصرف إلى غايته، ليغني على ليلاه، هذا لا يعدو الاحتفال بالنسبة له إلا سبوبة، وآخر لا تربطه علاقة بالأمر سوى أنه "عيد العيال الحبيبة اللي بيلبسوا أحمر"، أما الثالث فقد عكفت أسرته من الآن على الاحتفال مثل كل عام.
 
العالم كله يحتفل، الهدايا والزينات تُعلق على الشجرة الشهيرة، داخل بيوت المصريين طقوس مختلفة للاحتفال بالكريسماس، أو ربما غابت، لأسباب تتعلق بلقمة العيش، أو حتى أسباب أمنية ودينية، حكايات مختلفة يرويها أصحابها، كيف تحتفل بيوت المصريين بميلاد المسيح؟.
 
"الكريسماس أصلاً حرام"
 
"كريسماس إيه وبتاع إيه.. مش دا اللي العيال السيس بيلبسوله أحمر.. يا عم كبر مخك دا أصلا حرام في كل النصوص".. هذا كان تعليق الشيخ حاتم الشيهر في منطقته (إحدى مناطق حي شبرا الخيمة) بأبو لبنى، عن احتفالات رأس السنة.
 
في شقة ظهرت عليها علامات الحال اليسيرة، جلس حاتم ينفض لحيته الطويلة بيده، متذكرا أيام دخوله الدعوة السلفية منذ التحاقه بكلية الحقوق جامعة حلوان، لذلك خلى البيت من أي مظاهر للاحتفال بأعياد رأس السنة، "تهنئة الأقباط بأعيادهم حرام شرعا، والإفتاء بالجواز أشد حرمة، من يظهر من المسلمين مظهرا من مظاهر الاحتفال بأعياد الأقباط كشراء ما يسمى بشجرة الكريسماس أو تبادل التهنئة فهو آثم".
 
لم يزد أبو لبنى، الذي يحصل على قوت أسرته من مكتبة ورثها عن أبيه، على كلامه كثيرا فقط رفض الاحتفال بالكريسماس رفضا قاطعا على مذهب الدعوة السلفية، ثم أفرد ما يجب على المسلمين الاحتفال به من المناسبات. 
 
 
26236640_1563390227081693_1541426585_o
 
"سانتا كلوز المحبة والسلام"
 
شجرة الكريسماس حاضرة دائماً في معظم البيوت القبطية من بين تلك المنازل المتراصة بجانب بعضها في حي مميز بمنطقة التجمع الخامس، كان بيتر زكي يستعد لسنة جديدة هو وأسرته الصغيرة في منزله الذي تزينت جدرانه بصورٍ شتى لـ "الصليب" والعذراء مريم، فهو يوم العيد بالنسبة لهم ينتظروه من السنة لـ السنة.

تعبيرات الفرحة والإبتسامات كانت مرسمومة على جدران ذلك المنزل القبطي كل شبر هناك جاهز للإحتفال، بعدما انتهى من تزيين منزله بأشجار الكريسماس وصلبان ذهبية تناثرت في كل أركان منزله بصورة انسيابية هادئة، كان بابا نويل أو "سانتا كلوز"، حاضر في الركن البعيد الهادئ من غرفة الصالون لديه.
بابا نويل كان لابد أن يحضر في ذلك المنزل القبطي أثناء الاحتفالات برأس السنة، لأنه يرتبط دائما بأعياد الميلاد لدى الأقباط كـ "فال خير"، بسبب طيبته كشخصية تاريخية ارتبطت بصفات إنسانية نبيلة في مساعدة المحتاجين ولاسيما الأطفال الذين يحبونه حتى الثمالة، فمن ذلك الطفل الذي لا يحب "بابا نويل" على هذا الكوكب. 

زوجة بيتر أعدت له الوجبة المُفضلة التي يتناولها معظم الأقباط في تلك المناسبة "سمك وجمبري"، فهي طقس سنوي للأقباط لأن ليلة رأس السنة سيكون الجميع صيام والأسمالك هي الوحيدة التي لا تُبطل الصيام في العقيدة المسيحية.
 
WhatsApp Image 2017-12-27 at 6.00.30 PM
 
 
26194223_1563390233748359_1979741592_o

احتفالات مُعلقة
 
في بيت هادئ كعادته في المناسبات، لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، استيقظ الضابط عماد وأيقظ أهل بيته، البدلة العسكرية جاهزة ومعدة للانطلاق، فاليوم مهمة أخرى من المهمات الصعبة "تأمين إحدى كنائس القاهرة في أعياد الميلاد".
 
الاحتفالات في بيت عماد مؤجلة دائما، لم يحضر مع زوجته وابنه الوحيد أية مناسبة في وقتها، دائما بعدها بأيام إلى يحين وقت الإجازة إذا كانت هناك إجازة من الأساس.
 
يقول عماد "كعادة رجال الشرطة في كل المناسبات والأعياد احتفالاتنا مُعلقة على الجدران، لا يعنينا سوى تأمين البلد وتنفيذ المهمة على أكمل وجه، وفي أعياد رأس السنة مُهمتنا تكون ثقيلة، لأن تأمين الكنائس بات ضروريا وسط مناخ متوقع به حدوث عمليات إرهابية، نحمل أروحنا في أيدينا، الكل ينتظر الشهادة وهذا أفضل احتفال لنا".
 
يكمل، بعد أن يودع زوجته وابنه، "فرحتنا واحتفالنا إن البلد تكون في أمان، هذه مكافأتنا التي لم نعرف غيرها منذ التحاقنا بكلية الشرطة، تأمين الوطن والمواطنين".

26179837_1563390230415026_337707482_o
 
26238088_1563390203748362_623881719_o
 
سبوبة الكريسماس
 
في غرفة ضيقة لم تتجاوز مساحتها خمسة أمتار أسفار بالقرب من كنيسة أرض اللواء، كان عم سيد ذو الـ 54 عام يحرس ذلك العقار المُجاور للكنيسة، "يوم الكريسماس بالنسبة لي هو يوم للسبوبة".. يقول ذلك عم سيد في تصريحات خاصة لـ صوت الأمة.
 
اعتاد عم سيد طيلة ما يقرب من 20 عام على عمله كحارس عقارات، أن ينتظر كل عام في ليلة أس السنة كي يأخد نصيبه من الهدايا والمعايدات المادية من سكن عمارته أو من أولئك الماريين على الكنيسة المجاورة له احتفالاً بليلة رأس السنة.
 
وبجوار عمله تُعتبر ركنت سيارات ميسوري الحال، هي المتنفس له ولأسرته في ليلة كهذه، فهو السايس في ليلة الكريسماس، وحارس العقار طيلة الأيام، "ان بستني الليلة دي من السنة للسنة، عشان ركنات العربيات بتساعد شوية انا بحرس عربيات الاقباط اللي داخلين الكنيسة وباخد اللي فيه النصيب"..يقول.
 
لدى عم سيد ثلاثة بنات يعيشون داخل هذه الغرفة الضيقة وسبوبة الكريسماس بالنسبة لهم هي الحياة، ففي هذه الليلة  كُلٌ يغني على ليلاه، ميسوري الحال يحتفلون بالعيد، والفقراء ينتظرون هذه الهبات والهدايا من أصحابها.
 
26179637_1563390210415028_1637399203_o
 
26194201_1563390200415029_1389227451_o
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق