وراء كل مثل قصة وحكاية.. "تاتش وود"

الخميس، 18 يناير 2018 09:00 م
وراء كل مثل قصة وحكاية.. "تاتش وود"
امسك الخشب
إسراء سرحان

"امسك الخشب" أو في قول آخر وبلادًا أخرى "تاتش وود".. يعد هذا المصطلح مثل ولكن على عكس جميع الأمثال الشعبية التى تم ذكرها من قبل، حيث أنه لم يختص فقط بالشعوب العربية بل يستخدمه الأجانب أيضًا خلال أحاديثهم، وذلك لما يكمن وراء حكايته.

وترصد "صوت الأمة" جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداها حاز على شهرة واسعة، وهو"امسك الخشب"، والذي تردد على ألسنة الكثيرين خلال أحاديثهم، ولكن قليلون من يعلم في أى مناسبة خلق هذا المثل.

وهذا المثل له قصة خاصة بعض الشئ، ويستخدمه المصريون والأجانب على حد سواء، ويقال عند التعبير عن صفات حميدة لدي شخصًا ما، بهدف الحماية من الحسد أو أن يصيبه أى مكروه، دون دراية لماذا الخشب يدفع الحسد عن الناس، ولكن هذا التعبير لا يعود لمجرد حكاية بين الاهل أو الجيران، بل له حكاية تاريخية من أصل قبطي.  

الخشب الوارد بالذكر في هذا المثل الشعبي "الصليب"، وذلك لأن كلمة الصليب باللغة القبطية تعنى "شى اثؤاف"، وهي الخشبة المقدسة، وعادة ما كانوا الأقباط القدامى يدعون إلى التمسك بالخشبة المقدسة، لأنهم كانوا يروا انها دائمًا ما ترعاهم وتحفظهم من كل شئ ليس فيه خير، بجانب أنها وكما نقل عنهم في الكتب القديمة تمثل لهم البركة والحصانة من كل شر، ومن ثم فإن إمساك الشخص بالخشبه يعني إمساكه بالصليب وتبركه به.

ووفقًا للروايات ولما ذكره البطريرك الأرثوذكسي اليونانى "أنستاسيوس زافاليس"، أنه كان من العادة فى عهد الإمبراطور قسطنطين أن المؤمنين بالمسيحية، كانوا يسيرون فى مواكب عامة ويلمسون الصليب الخشبى بهدف الحصول على البركة والشفاء ويلمسونه ثلاث مرات طبقا لعقيدة الثالوث.

وبعد وضع الصليب المركزي الخشبي فى القسطنطينية أصبح من التقاليد لمس أى صليب خشبى للتبرك به، ثم تحولت العادة فى وقت لاحق إلى لمس أى شىء مصنوع من الخشب، لتحصين الشخص من الحسد والضرر والأذى، وتناقل الأقباط العرب والأجانب هذه العادة حتي اصبحت متداولة لدينا جميعًا في وقتنا هذا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق