عبد الله "السعيد".. أم "السعيد" للغاية؟

الأحد، 11 مارس 2018 09:06 م
عبد الله "السعيد".. أم "السعيد" للغاية؟
مصطفى الجمل يكتب..

الضجيج ليس كله مضر، الثورة بعضها مربح، أن تصبح حديث الساعة - حتى ولو تعرضت جماعة لك بالسوء- ليس أمراً سهل المنال، في أزمة تجديد لاعبي النادي الأهلي عبد الله السعيد وأحمد فتحي عقديهما مع الشياطين الحمر، والمعروفة إعلامياً بـ"أزمة عبد الله السعيد"، هاجت الجماهير وفرغت شحنات غضب كبيرة، خصص الإعلام مساحات كبيرة في الجرائد والمواقع والقنوات لمناقشة القضية التي غطت بطبيعة الحال على قضايا سياسية واجتماعية أكثر أهمية، خرج أعضاء من إدارة النادي الأهلي بتصريحات انفعالية خصمت من رصيدهم لدى جماهير القلعة الحمراء، التي اعتادت الصمت خير وسيلة لحل أزمات أبناء صالح سليم، خسر الكل وربح اللاعب وحده، حتى دون رفيقه "فتحي" الذي احتل  هامش صغير من الأزمة في أي معالجة لها إعلامياً وتناول لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضاً: عصبية مرتضى منصور أبرزهم.. 3 سيناريوهات تنتظر عبد الله السعيد حال رحيله للزمالك

 

جمع "السعيد" كل المكاسب وحده، فترقى وأصبح "السعيد" للغاية، تضاعفت قيمته التسويقية، احتل مساحة شعبية، حتى بات يقارن لأول مرة مع نجوم كبار كمحمود الخطيب، رغم أنه حتى وقت قرب كان يتأذى من وضعه في هذه المقارنة، مقراً بأن إمكانياته وجهده وانجازاته بأي حال من الأحوال لن تصل لما حققه هؤلاء النجوم. 

لا أظن أن اللاعب الدولي المميز بشهادة جميع المحللين وعدد كبير من المدربين، حزين على ما وصل إليه الحال، ولا غاضب من الحالة العامة القائمة بيده وبيد غيره، هو حتى الآن لم يخسر جماهير الأهلي كلها، في أي وقت يقرر أن يجدد تعاقده مع النادي ستنسى الجماهير غضبها وثورتها عليه، في أول مباراة بعد التجديد ستهتف باسمه وترفع صوره، وتدخله جحافل "السوشيال ميديا" ضمن أساطير "ولاد النادي.. بارابابا". 

اللاعب الذي كان حتى  شهور قريبة يطاله النقد في كل كرة يلمسها مع الأهلي والمنتخب بسبب عدم قدرته على التصرف فيها بشكل جيد من مشجعي قطبي الكرة المصرية، بات موضع معركة حامية بينهما، وتأتيه عروض من أمريكا وانجلترا والسعودية والإمارات بمبالغ لم يجمعها السعيد منذ لعبه كرة القدم، سُأل عبد الله قبل ذلك عن تطلعه للاحتراف في أوروبا، فأجاب إجابة وقتها انتزعت آهات الجماهير الأهلاوية و"لايكاتهم" و"شيرهم"، قال عبد الله:"لقد تخطيت الثلاثين، وباتت فرص الاحتراف قليلة، كل ما أتمناه أن اختم مشواري الكروي مع النادي الأهلي، لقد سعيت لدخوله كثيراً".

يعرف عن عبد الله أنه لاعب شديد الذكاء، قليل الحديث، يدير أموره ويتخذ قراراته بالدراسة والتشاور مع المقربين والمتخصصين، كل ما يثار عن قرب انتقاله لنادي الزمالك هي أخبار صنعها وروج لها أعضاء بمجلس إدارة النادي الأبيض التي تترقب توجيه صفعة قوية للغريم التقليدي حتى ولو كانت في صفقة سيدفعون فيها ربع ميزانيتهم، فلقد خسروا في موسم واحد كل شيء، أما عبد الله فيعرف جيداً أنه سيخسر كثيراً إن مر من بوابة ميت عقبة، سيخسر قاعدتين جماهيرتين، الأولى فقدها قديماً عندنا انتقل للنادي الأهلي من الاسماعيلية، سيخسر مناصب محجوزة له بعد اعتزاله في القلعة الحمراء، سيخسر نفسه كلاعب يعشق اقتناص البطولات في ظل تعثر أبناء ميت عقبة منذ ما يقرب من عشر سنوات، سيظل مشكوك في أمره وانتمائه، سبقه كثيرون ولم ينالوا كامل الرضا. 

 عبد الله سيظل يراوغ ويستمتع بركض إدارة الأهلي وجماهيره خلفه طلباً للتجديد، حتى العودة من كأس العالم، إن قدم أداءً جيداً يرفع من قيمته التسويقية لن يعد إلى الجزيرة ثانية لأن سعره وقتها سيتخطى الـ 90 مليون، ويقفز كاسراً حاجز الـ100، ما يجعل الرفض وقتها مستحيلاً، وإن كان العكس، فسيطلب عبد الله عقود التجديد من النادي الأهلي بنفسه ويطلب التجديد والرضا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق