آمال فهمي.. سيدة «على الناصية»

غادرت ملكة الكلام آمال فهمي الحياة وتركت «الناصية» فارغة من أهم وأشهر إذاعية عرفها العالم العربي، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 92 عاما، بعد أن قدمت العديد من البرامج الإذاعية.

 وطبقا لتصريحات لها قبل وفاتها، اعتبرت آمال فهمي الرئيس جمال عبدالناصر «فاتحة خير عليها شخصيا»، حيث سافرت معه لهيئة الأمم المتحدة، بالولايات المتحدة الأمريكية للتغطية كمبعوث عن التلفزيون المصري وتعرفت هناك على الكثير من كبار رجال السياسة.

 كان من أشهر برامجها «حول العالم»، وهو البرنامج الذي عرفها الجمهور من خلاله، وقدمت تسجيلات نادرة، منها حلقة عن ألمانيا بها تسجيل نادر لهتلر، وأخرى عن الهند مع تسجيل نادر للزعيم نهرو.

 آمال فهمي أول من أدخل الفوازير في الإذاعة العربية، ومن أشهر برامجها «على الناصية»، وحازت على جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة، وحولت تحقيقاتها الصحفية إلى تحقيقات إذاعية.

حصلت «فهمي» على لقب «ملكة الكلام» للوطن العربي، وهي أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، ثم وكيلًا لوزارة الإعلام فمستشارًا لوزير الإعلام وتولت منصب مستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات، إلا أنها طوال هذه السنوات وعلى الرغم من مسؤولياتها العديدة، فإنها لم تتخل عن تقديم برنامج «على الناصية».

أسهمت في دعم الأعمال الخيرية  وتنسيقها مع حالات متعددة لعلاجها على يد الطبيب العالمي المعروف مجدي يعقوب، وعرضت الإذاعية آمال فهمي مختلف القضايا حيث سجلت في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي مع أحد الجنود في وسط ميدان الحرب قضية الطفلتين نسمة وبسمة.

التقت من خلال برنامجها الكثير من الشخصيات المهمة بينهم رائد الفضاء الروسى (جاجارين)، و نزلت من خلاله في أحد الاحتفالات بعيد البحرية في غواصة من القوات البحرية إلى عمق 800 قدم تحت سطح الماء، وأفردت مساحة من برنامج على الناصية لجمع التبرعات لمستشفيات القلب والأورام، وكانت صاحبة فكرة برنامج «الشعب يسأل والرئيس يجيب» مع الرئيس المعزول محمد مرسى.

في أغسطس من العام الماضي، بدأت آمال فهمي الاستعداد لاستئناف برنامجها على الناصية، واجتمعت خلال تلك الفترة بفريق عمل البرنامج أثناء فترة علاجها بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، غير أنها لم تستقر على تقديمه من المستشفى أو من خارجه، وصرحت وقتها ملكة الكلام أن البرنامج سيعود بثوب جديد ومناسب حتى للأطفال.