قصة منتصف الليل.. عائشة وفاطر رمضان

الأحد، 20 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل.. عائشة وفاطر رمضان
خلع
أحمد سامي

«رمضان شهر الرحمة والغفران.. فمن شهد منكم الشهر فليصمه» هكذا أوصى الله المسلمين بالصيام في هذه الأيام المباركة، فجعله ركن من أركان الإسلام الخمسة، وعظم جزاء من ترك الصيام عامدًا متعمدًا متناسياًُ عقاب الله، لمن يجاهر بإفطاره بين الناس، لذا لم تصبر «عائشة» على الاستمرار في حياتها مع زوجها وقررت أن تفارقه بالمعروف.
 
نشأت «عائشة» في جو عائلي يشوبه الخلافات الدائمة بين والديها، بسبب الأزمات المالية، فوالدها نجار مسلح يعمل يومين ويجلس بالمنزل يوم آخر، وما يتحصل عليه لا يكف احتياجات المنزل والإنفاق على ثلاثة أطفال، الأمر الذي دفع الأم للنزول للعمل بالبيوت، من أجل المساعدة في تربية الأولاد، والتخلص من الخلافات الدائمة مع زوجها.
 
حصلت «عائشة» على التعليم الإعدادي فقط، لتتولى بعدها شئون المنزل والإعتناء بأشقاءها الصغار، فكانت بمثابة الأم الثانية لهم رغم صغر سنها، واستطاعت أن تشملهم بالحب في ظل غياب الأم، وزيادة المشاحنات بين والديها، سواء لتأخر والدتها عن المنزل أو تكاسل الأب عن الخروج للعمل وتركه المسئولية كاملة على الزوجة، التي أصبحت تدور كالنحلة بين البيوت للحصول على أموال أكثر.
 
اتمت عائشة عامها السابع عشر، وكأنه كتب عليها العذاب، فأثناء خروج والدتها للعمل صدمتها سيارة أثناء عبور الطريق، لتعود إلى منزلها جثة هامدة، وتكتمل أركان مأساتها، وتفقد الأسرة عائلهم الوحيد ومصدر حنانهم، فبعد وفاة الأم ترك الأب أطفاله الثلاثة دون رعاية وظل على عادته القديمة، يجلس على المقاهي وينفق الأموال على اصدقائه.
 
عاد الأب في ذات مساء، طالبا من نجلته الكبرى أن ترتدي ملابس لائقة، فهناك ضيف سيحل عليهم بعد قليل، أتى لخطبتها واتفق معه على كافة الإجراءات، واليوم سيقرأ الفاتحة على أن تتزوجه بعد 5 أشهر، وتنتقل للعيش معه، لم تصدق عائشة ما تسمعه من والدها فكيف تترك اشقاءها دون ونيس أو سند، وتحرم منهم، حاولت الاعتراض ورفض الأمر ولكن والدها قابل كلماتها بلا مبالاة طالبا منها الإنصياع لتعليماته.
 
تفاجأت عائشة بمظهر الزائر القادم، فهو يرتدي جلباب مهلهلا، تملأه الأتربة والأوساخ، ويبدو من هيئته عدم نظافته الشخصية، وأنه أكبر منها سناً بكثير، فأقشعر بدنها، عند رؤيتها له، ولكن والدها كان قد أنهى الأمر، وعليها تدبير أمرها، فأيام معدودة وستنتقل بعدها لمنزل زوجها الجديد.
 
مرت الأيام سريعا، وغادرت عائشة، أشقائها والدموع تغرق فستانها الأبيض، وهي ترى مصير والدتها ينتظرها مع هذا الكائن الأشعث.
 
وفي ليلتها الأولى، تعرضت للعنف البدني من زوجها، فشعرت بأنه يلتهم جسدها كالوحوش، وبعد انتهاءه منها، جلس يلف سيجارة حشيش، تناولها ألقى بجسده إلى جوارها، فشعرت بأنفاسها تختنق لمجرد رؤيتها له، ورغم ما تعانيه، إلا أنها حاولت أن تتعايش مع حياتها الجديدة وتبتهل لله أن يساعدها على محنتها.
 
حرصت «عائشة » على أن تلعب دور الزوجة المطيعة الخاضعة، حتى تتفادى لكمات زوجها وعصبيته، ففي كل مساء، كانت تستقبله ببرود وهو يلتهم جسدها ويتناول الحشيش ويرقد إلى جوارها دون الالتفات إلى ما تعانيه من معاشرته القاسية، وفشلت كافة محاولاتها في إصلاحه وإبعاده عن طريق المخدرات دون فائدة، فحاولت أن تذكره بعقاب الله وتحسه على الصلاة، فكان يوبخها ويتهكم عليها قائلا:«ربنا ينفعنا من بركاتك ياشيخة عائشة».
 
هل هلال الشهر الكريم، وبدأت تستعد عائشة بشراء التمور والياميش، وقررت استدعاء والدها وأشقائها، ليشاركاها إفطار اليوم الأول، وبعد منتصف الليل قليلا، حرصت على تحضير السحور لتتناوله هي وزوجها، ولكنها انتظرت كثيرًا ولم يحضر كعادته، فتناولت سحورها واستعدت لصلاة الفجر، لتجد زوجها يدخل عليها ورائحة السجائر والمخدرات تفوح من فمه، وطلب منها إعداد كوبا من الشاي، فذكرته بأنه لا يجوز تناول إي شئ بعد الفجر، فقام بسحبها للمطبخ وأرغامها على تنفيذ طلبه.
 
حاولت إخفاء دموعها ووضعت أمامه كوب الشاي، ودخلت إلى غرفتها وتركته يلف سيجارة الحشيش، وداخلها شعوراً بالإشمئزاز من قذارته وعدم التزامه بتعاليم الدين، ولم تمر دقائق معدودة حتى وجدت زوجها يحاول الاقتراب منها، فابتعدت عنها، لكنه لم يحترم رغبتها وقرر معاشرتها جنسيا بالقوة، فهو لا يصوم ويجبرها على أن تفعل مثله، فرفضت تنفيذ طلبه خشية أن تغضب ربها، وهو الذي لم يقبله الزوج، وقرر الاستمرار في ممارساته اللأخلاقية، فكان كل مساء، يأتي للمنزل ويعاشرها دون رحمة، وعندما طلبت من والدها مساعدتها والوقوف في وجه زوجها، إلا أنه تخلى عنها، وانتهز زوجها الفرصة، وطلبها في بيت اطعة، مدعيا أنه هو من يتحمل ذنبها، فلم تستطع أن تصبر عليه أكثر من هذا، وتقدمت للمحكمة بدعوى خلع.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق