ماذا فعلت الدول العربية لتعزيز الدبلوماسية الدينية؟.. 5 أسباب وراء ذلك

الأحد، 20 مايو 2018 05:17 م
ماذا فعلت الدول العربية لتعزيز الدبلوماسية الدينية؟.. 5 أسباب وراء ذلك
محمد الشرقاوي

كيف تعاملت الحكومات العربية مع الزوايا الدينية؟، يظل السؤال الأكثر جدلا على الساحة السياسية، في وقت تسود فيه حالة من الإسلاموفوبيا، تتراجع حدتها بين الحين والأخر.

بدا التعامل العربي مع الزوايا الدينية ملفتا، حيث تباينت آليات التعامل خلال الفترة الماضية. مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، أعد عرضا بحثيا تناول تلك الآليات، حددها ما بين الدعم أو الحصار، الاحتواء أو التجميد أو الاستبعاد للمنتسبين لها، لا سيما في المناطق العشوائية والشعبية والطرفية، على نحو ما حدث في السودان وليبيا والجزائر والمغرب ومصر وتونس.

وتابع أن التعامل جاء بما يحقق عدة أهداف تمثلت في تعزيز المرجعية الدينية، ودعم الشرعية السياسية، والتصدي للسلفية المدخلية، ومنع تفريغ الأفكار المتطرفة، ووقف أعمال العنف الداخلي المحتمل، وضمان الاستقرار في دول الجوار، وتعزيز الدبلوماسية الدينية في دول القارة الأفريقية.

وأشار المركز إلى أن خبرات الدول العربية في إدارة ملف الزوايا الدينية، وفق عدد من المحددات الحاكمة، أولها  «تعزيز المرجعية الدينية»، وهو ما تمثل في الدور الذي تؤديه الزوايا الصوفية، في الجزائر.

تابع المركز أن من بين المحددات «تأييد الحكم ودعم الشرعية السياسية» ويسود اتجاه في الأدبيات مفاده وجود علاقة بين صانع القرار والزوايا، مثال الجزائر، حيث أعاد الرئيس بوتفليقة المكانة والسلطة المعنوية لشيوخ الزوايا بعد سنوات، تراجع فيها دورهم منذ فترات الحصول على الاستقلال في الستينيات من القرن الماضي، وبصفة خاصة في فترة الرئيس هواري بومدين، وبشكل أقل في فترة الرئيس الشاذلي بن جديد.

وهو ما بدا في دعم الزوايا ترشح الرئيس في ولايته الأولى، ثم امتدت إلى الولايات الأخرى، وكان لها دور كبير في استمالة قطاعات واسعة من مريديها ومؤيديها لدعم بوتفليقة، ووصل تحالف الرئيس والزوايا إلى حد إعلان بعضها، في نوفمبر 2017، أن التفكير في مرشح آخر لرئاسة الجمهورية غير بوتفليقة حرام، الأمر الذي يشير إلى تحضيرات محتملة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وجاء المحدد الثالث «التصدي للسلفية المدخلية»، بدليل قرار صدر عن الغرفة الأمنية المركزية في بنغازي ورئاسة أركان قوات عملية الكرامة، في 9 إبريل 2018، موجه إلى نقيب عام السادة الأشراف في ليبيا عزالدين بلعيد الشيخي، ويتضمن الموافقة على إعادة فتح الزوايا الصوفية وممارسة دورها في نشر تعاليم الإسلام السمح، وهو ما أثار رفض السلفية المدخلية، التي اتسع نطاق خلافاتها مع الصوفية بشكل كبير.

رابعا «منع تفريغ الأفكار المتطرفة»، حيث توجه انتقادات محددة للزوايا المنتشرة في عدد من المحافظات المصرية، والتي ترفع شعارات تحفيظ القرآن ويعمل معظمها بلا رخصة قانونية ويخالف بعضها قوانين البناء، تتمثل في تسلل عناصر من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وغيرها من الجماعات العنيفة إليها، وهو ما أكد عليه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

خامسا، تمثل في وقف أعمال العنف الداخلي المحتمل، حيث جمدت الأجهزة الأمنية السودانية، في 16 يناير 2016، نشاط ما عرف بزاوية الأمين عمر الأمين في الخرطوم، ومنعت تجمع روادها، تفاديًا لأية احتجاجات قد تتطور إلى أعمال عنف منظم، على خلفية الأحكام القضائية بالإدانة التي صدرت بحق منسوبي تلك الزاوية، الأمر الذي يسلط الضوء على مخاطر احتماء بعض المواطنين السودانيين بزوايا دينية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة