«من النهارده مفيش حكومة أنا الحكومة».. عزت حنفي: شمشون الصعيد

الأربعاء، 23 مايو 2018 11:00 ص
«من النهارده مفيش حكومة أنا الحكومة».. عزت حنفي: شمشون الصعيد
قوات امن
الشربينى العطار

فى الوقت الذّى تعلن فيه قوات الأمن بوزارة الداخلية، أنها داهمت جزيرة النخلية مسقط رأس عزت حنفى بأسيوط، أشهر تجار المخدرات فى الصعيد، والقرى المحيطة بها بأبوتيج، ونجحت فى ضبط 3 قطع سلاح نارى، وتنفيذ 50 حكما قضائيا، لا تزال قصة عزت حنفى شمشون الصعيد حية فى ذاكرة عصابات الإجرام.

بخمسين عربة مدرعة، وستين زورقا نهريا، وما يزيد على ثلاثة آلاف من الجنود وضباط القوات الخاصة، بدأت قوات الشرطة المصرية هجومها على قرية النخيلة التابعة لمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط للبحث على عدد كبير من كبار المطلوبين في هذه الحملة في أيدي رجال الأمن، وعلى رأسهم رأسهم عزت علي حنفي، الذي يطلق عليه الأهالي هنا اسم "شمشون"، حيث أنه مطلوب لتنفيذ أحكام يبلغ مجموعها 156 سنة.

"عزت حنفى" أحد الأساطير التى يرددها أهالى الصعيد، فهو صاحب إمبراطورية المخدرات فى الجنوب، والذى تناولته الدراما من خلال أكثر من عمل، حيث جسد شخصيته الفنان أحمد السقا فى فيلمه الأشهر "الجزيرة"، وتم تجسيد شخصيته فى مسلسل حدائق الشيطان حيث ظهر باسم "مندور أبو الدهب".

عالجت بعض الأعمال الفنية قصة حياة عزت حنفي مثل شخصية منصور في فيلم الجزيرة وشخصية مندور أبو الدهب في مسلسل حدائق الشيطان...

طبقا لموقع ويكيدبيا، فإن أحداث القصة تدور فى في جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بأسيوط مصر، وهى  ليست جزيرة، ولكنها شبه جزيرة متصلة بوادي النيل من ناحية قرية النخيلة، وهي تنقسم طبيعيا إلى جزأين، الجزء الغربي، وبه مساحات واسعة من الزراعات، والجزء الشرقي، ويضم معاقل الخارجين على القانون.

كانت عصابة أولاد على حنفي والعائلات الموالية لها تتركز في القطاع الشرقي من الجزيرة، وهو القطاع الذي يضم مساحات هائلة من زراعات القنب الهندي والبانجو وغيرها من النباتات المخدرة، يحرسها رجال لا تخيفهم قوات الشرطة، لأن الكثيرين منهم محكوم عليهم غيابيا بالإعدام أو بالسجن المؤبد.

وتقوم العصابات في هذه القرية، فهم يقومون بزراعة المخدرات بكثافة، كما يقومون بالإتجار في هذه المخدرات على نطاق واسع، كما أنهم يقومون بالإتجار في السلاح، الذي يمتلكون الكثير منه ويستخدمونه في ترويع المواطنين من سكان القرية.

 عنما قامت عصابة باستقطاب الهاربين من أحكام في شتى محافظات الصعيد، واستولت على مئات الأفدنة في المنطقة لزراعتها بالمخدرات، وبلغت سطوتها في قيامها بتهديد بعض الصحفيين لمنعهم من متابعة الجرائم التي يرتكبونها والتي بلغ عدد ضحاياها خلال السنوات الخمس الأخيرة 103 قتيلا، كما شملت تلك التهديدات عددا من نواب البرلمان المصري.

بعد مقتل خمسة أشخاص في نزاع بين عائلتين في القرية قامت قوات الشرطة المصرية بحصارها لمدة 7 أيام، وقد قامت العصابة بأحتجاز عدد من الرهائن، ولكن أقتحمت الشرطة الجزيرة في هجوم عنيف في 1 مارس 2004 واستخدمت فيه الشرطة المصرية في أكثر من خمسين عربة مدرعة وستين زورقا نهريا وما يزيد على ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة.

وقامت العصابات ببناء حصون لها في كافة أنحاء جزيرة النخيلة، بعدة أشكال: منها الأبراج، التي ترتفع أحيانا إلى خمسة طوابق، ومنها الدشم الحصينة التي بنيت من الطوب اللبن، الذي لا تستطيع طلقات الرصاص اختراقه، كما قاموا بحفر عدة خنادق تحت الأرض تمكنهم من إطلاق الرصاص على أي قوات مهاجمة.

 أما نهر النيل، فقد ملأوه بالأسلاك الشائكة والعوائق الصناعية حتى لا تتمكن الزوارق النهرية من الالتفاف حولهم، واحتجزوا عدة مئات من الرهائن، وهددوا باستخدامهم كدروع بشرية في حالة الهجوم عليهم.

وإضافة إلى هذه التحصينات، تمتلك العصابة كمية هائلة من الأسلحة والذخائر، تتدرج من المسدسات والبنادق العادية والآلية، إلى المدافع من طراز جيرنوف، التي يبلغ مداها أكثر من سبعة كيلومترات، وتطلق قذائف من عيار نصف بوصة. وتقدر الشرطة أعداد هذه المدافع في النخيلة بحوالي ثمانية مدافع.وكان الممول الأساسى لهم هو أبوورده.

وزيادة في التحصين، قامت عائلة أولاد علي حنفي بنصب اسطوانات غاز البوتاجاز على الأسوار وعلى جذوع النخيل توطئة لتفجيرها إذا ما أقدمت قوات الأمن على اقتحام مواقعهم، أما نهر النيل، فقد ملأوه بالأسلاك الشائكة والعوائق الصناعية حتى لا تتمكن الزوارق النهرية من الالتفاف حولهم وكان معهم رجال كثر.

وأثناء الحصار تحدث عزت حنفي عبر الهاتف الجوال إلى إحدى القنوات الإخبارية العربية، وقال إن السلطات ترغب في التخلص منه على الرغم من أنه ساعدها من قبل خلال انتخابات مجلس الشعب. كما قال إنه ساعد السلطات في حربها ضد الإرهاب خلال التسعينات التي شهدت نشاطا كبيرا للجماعات الإسلامية في أسيوط والصعيد بشكل عام، وكذلك قال إنه قام بقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين بناء على تكليفات من السلطات الأمنية، بل قال إنه حصل على أسلحة من الشرطة لإتمام هذه المهام.

وأسفر الاقتحام عن تحرير الرهائن سقوط 77 من أفراد العصابة في أيدي رجال الشرطة وفي مقدمهم عزت حنفي الذي كان ينوي الانتحار بتناول السم.

تم تنفيذ حكم الإعدام في عزت حنفي وشقيقه حمدان في سجن برج العرب بالإسكندرية في الساعة السادسة من صباح من يوم 18 يونيو 2006، وتم دفنهما في مسقط رأسهما في قرية النخيلة وسط حراسة أمنية مشددة.

54
 

 

54L
 

 

KJ
 

 

OJ
 


 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة