نساء مصر يقتحمن مواقع القيادة..

بعد نجاح نادية عبده.. هل تسيطر المرأة على مقاعد المحافظين؟

الإثنين، 04 يونيو 2018 07:00 م
بعد نجاح نادية عبده.. هل تسيطر المرأة على مقاعد المحافظين؟
ناديه عبده محافظ البحيرة
كتب- زينب عبداللاه

 

أثبتت التجربة أن المرأة المصرية قادرة على النجاح في كل المناصب التي تتولاها، حتى تلك التي يظن البعض أنها لا تصلح إلا للرجال، واستطاعت أن تثبت قدرتها على منافسة الرجال بل والتفوق عليهم في الإدارة والعمل العام والتنفيذي.

وخلال السنوات الماضية حرص الرئيس السيسي على تمكين المرأة المصرية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وفى كل المجالات، وتولت المرأة في عهده و لأول مرة في تاريخ مصر منصب محافظ، وذلك بتعيين المهندسة نادية عبده محافظا لمحافظة البحيرة، كما ضم تشكيل الحكومة الأخير الذي تم في يناير الماضي ولأول مرة 6 وزيرات، بعد تعيين إيناس عبد الدايم  وزيرة للثقافة ورانيا المشاط وزيرة للسياحة، إضافة إلى الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، والدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي.

ونجحت النساء في اقتناص منصب العمدة الذي ظل لسنوات حكرا على الرجال وأثبتن قدرتهن على حل المشكلات وإدارة الأزمات حتى في محافظات الصعيد التي تعاني من سخونة الأحداث وترتفع بها وتيرة النزاعات القبلية بسبب الثأر أو غيرها من الأحداث.

وقدمت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، نموذجا لقدرة المرأة على الإدارة ومكافحة الفساد وحل المشكلات في تلك المحافظة المترامية الأطراف، التي تصل إلى 9300 كيلو متر، وتضم أكبر تجمعات سكنية ونجوع تقدر بثلث النجوع الموجودة في مصر، فحازت لقب المرأة الحديدية.

واستطاعت المهندسة نادية عبده، أن تثبت نجاحات كثيرة حتى قبل أن تتولى منصب المحافظ، حيث كانت تتولى منصب نائب المحافظ ونجحت فى حل عدد من مشكلات المحافظة، ومنها خفض معدلات معدلات الإصابة بفيروس «سي» وزيادة محطات مياه الشرب ومواجهة السيول، وقبلها كانت أول سيدة في العالم العربي تترأس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالإسكندرية وظلت بالمنصب لمدة 12 عامًا، ورشحها  صندوق المرأة المسلمة والإفريقية للحصول على جائزة أفضل إنجاز علمي إنساني لمجهوداتها في مجال المياه والعمل الإنساني، كما رشحها محافظ الإسكندرية للحصول على «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمرأة الإدارية العربية المتميزة»

وفى بداية توليها منصب محافظ البحيرة أكدت عبده أن أهم أولوياتها محاربة الفساد الإداري وضبط الأسعار وتمكين الشباب والسيدات الأكفاء من المناصب الإدارية. وبالفعل وعدت محافظ البحيرة وأوفت، حيث استطاعت أن تضرب بكل قوة معاقل الفساد داخل المصالح الحكومية، وأحالت 71 واقعة فساد للنيابة،ووقّعت الجزاءات على 2300 موظفا لتقصيرهم في العمل، وباشرت النيابة التحقيق في أكثر من 220 واقعة فساد إداري.

وكانت ولا تزال المهندسة نادية عبده على قدر الثقة والمسئولية الملقاة على عاتقها كأول سيدة تتولى منصب المحافظ، وأثبتت قدرة المرأة المصرية على النجاح في هذا المنصب، مما يثير تساؤلات وتوقعات حول زيادة عدد النساء على مقاعد المحافظين، خاصة مع تحمس الرئيس السيسي لتمكين المرأة سياسيا وإيمانه بقدرتها على النجاح فى كل المواقع والمناصب.

وليس أدل على ذلك من نجاح المرأة حتى فى منصب العمدة الذي ظل لسنوات طويلة قاصرا وحكرا على الرجال، وذلك بتولي 4 سيدات هذا المنصب، في عدد من القرى والمحافظات التي لم يتوقع الكثيرون أن تنجح فيها ، وخاصة محافظات الصعيد، وهن نشوى سرحان، عمدة قرية حميدة الجندي بمركز مغاغة بالمنيا، و عزة عبد المحسن، عمدة مركز «بيلا» بكفر الشيخ، و ناهد لاشين، عمدة قرية «حانوت» بالشرقية، والمحامية إيفا هابيل، عمدة قرية «كم بوها» في محافظة أسيوط.

وجميعهن أثبتن قدرات فائقة في التعامل مع أصعب المشكلات والأزمات وحل النزاعات. وكانت المحامية إيفا هابيل كيرلس أول امرأة مصرية تشغل منصب العمدة، عام 2009  في قرية كمبوها بمحافظة أسيوط ، بعد فوزها على ستة رجال، وهو ما يدحض فكرة أن المجتمع الصعيدي لا يقبل زعامة وقيادة المرأة وتوليها المناصب، ويؤكد قدرتها على القيادة في أي موقع أو مكان.

وتخرجت إيفا في كلية الحقوق جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1980 وعملت بالمحاماة، وتولت منصب العمدة بعد أبيها ، حيث كانت تساعده لسنوات طويلة، وكان حصولها على هذا المنصب في أسيوط أمرا مثيرا للدهشة لما ينتشر في صعيد مصر من أفكار الثأر والسلاح، ولكنها استطاعت إثبات جدارتها وقدرتها على حل كل المشكلات والنزاعات والأزمات التي واجهتها.

أما المهندسة الزراعية عزة عبد المحسن، فتولت  منصب العمدة بقرية «كوم الحجنة» مركز «بيلا» في محافظة كفر الشيخ، في مايو 2016، خلفاً لزوجها الراحل وهي أم لأربعة أبناء، وكانت تحضر مع زوجها الجلسات العرفية وإنهاء المنازعات والمشاكل بين أهالي القرى، وجاء تعيينها بعد أن خاضت منافسة مع 5 من رجال القرية على منصب العمودية، وساندها أهالي القرية.

فيما تولت  ناهد لاشين منصب عمدة قرية «حانوت» بمحافظة الشرقية، عام 2014 بعد فوزها أمام 3 مرشحين رجال، وبعد خلو المنصب بوفاة عمها العمدة السابق محمد لاشين، وهى خريجة معهد الخطوط العربية، ولديها أربعة أبناء، ودعمها زوجها خلال رحلتها للفوز بهذا المنصب.

أما آخر السيدات اللاتي فزن بمنصب العمدة مؤخرا؛ فهي نشوى سرحان، 54 سنة، الحاصلة على ليسانس دار العلوم، وحفيدة الفنانين شكري وسامي سرحان، وهي أول سيدة تجلس على مقعد العمدة في المنيا بصعيد مصر حيث تولت منصب عمدة قرية حميدة الجندي، التابعة لمركز مغاغة في المنيا، عقب منافسة شرسة مع نجل شيخ البلد الذي كان مرشحاً للمقعد.

وكانت الحاجة نشوى- كما يطلق عليها أهالي القرية- متزوجة من عمدة القرية، وبعد وفاته رشحتها  العائلة لشغل المنصب لاستكمال مسيرة زوجها ووالده، و نجحت في إدارة العديد من الأزمات، وحل المشكلات بالقرية.

تلك نماذج لنساء مصر أثبتت كل منها أنها تستطيع تولى أي منصب وفى أي مكان وأن تنافس الرجال وتتفوق عليهم وتتغلب على كل العوائق لتحقيق النجاح، وهو ما يؤكد أن المرأة المصرية قادرة على تولى منصب العمدة والمحافظ والوزير، فهل يكفى أن نرى نموذج واحد للمرأة في منصب المحافظ أم ننتظر أن تشغل المرأة أكثر من مقعد من مقاعد المحافظين؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق