صناعة الكتاب في خطر.. مواقع التجارة الالكترونية تضرب المكتبات في مقتل

الخميس، 28 يونيو 2018 04:00 ص
صناعة الكتاب في خطر.. مواقع التجارة الالكترونية تضرب المكتبات في مقتل
إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة
وجدي الكومي

حينما تحل المواقع الإليكترونية محل المكتبات وBookstores وتتحول التجارة الإليكترونية إلى آلية أيسر وأسهل على القراء من الذهاب إلى المكتبة، فعلى أصحاب المكتبات أن يطوروا أفكارا أكثر مرونة للحفاظ على عرش تجارتهم المهدد.

حدثت هذه القصة معي بالأمس، كنت بحاجة لشراء كتاب ما، وتوجهت إلى دار المعارف فوجدت أحد المسؤولين بالدار يخبرني أنه لن يمكنه أن يبيع لي أي إصدار من إصدارات دار الكتب، لأنهم يجرون جردا سنويا، ووجدت ورقة معلقة على الباب الزجاجي للدار – التي كانت مفتوحة في أوقات العمل الرسمية لكن بلا فائدة – مكتوب عليها: مغلق للجرد السنوي.

وعلى الرغم من  العديد من الإلحاح من جانبي لإتمام عملية الشراء، وسط حالة من التعسف من جانب المسؤول عن الدار، عدت خائب الآمال وأخذت أبحث عن الكتاب عبر المواقع الإلكترونية في محاولة يائسة تماما لاقتنائه أو لإيجاد من يمكنه أن يعيره لي.

وقادتني الصدفة إلى إعلان وضعه صاحبه على أحد مواقع بيع العقارات والأجهزة الكهربائية المستعملة، يعلن فيه عن بيع الكتاب الذي أبحث عنه باستماتة، مع رقم هاتفه فورا اتصلت به وأتممت عملية الشراء من صاحب الكتاب الذي كان يعرضه لأنه بائع كتب، يمارس التجارة الإليكترونية في مجموعته الخاصة من الكتب، وبشكل حر،دون أن يفتتح مكتبة في الشارع.

وفي الحقيقة في الوقت الذي تكلفت فيه عناء الذهاب إلى وسط المدينة المزدحم، تحققت لي بغيتي بشراء الكتاب، من شخص قريب من محل عملي، أو محل سكني، وهو ما أعفاني طبعا من المشوار، وهذا يشير إلى أن التجارة الإليكترونية لم تعد قاصرة فقط على بيع الأجهزة الكهربائية، بل أيضا دخلت التجارة الإليكترونية مجال بيع الكتب والمجموعات الخاصة، وهو بالتأكيد ما سيجعل تداول الكتب أيسر وأقل تكلفة، وما سيجعل أيضا أصحاب المكتبات في حيص بيص، خصوصا أن هؤلاء يستخرجون بطاقات ضريبية، ويدفعون إيجارات، ويدفعون فواتير عن خدمات الكهرباء وغيرها.

وأنا هنا لا أهاجم التجارة الإليكترونية، بل أعظم من مميزاتها، وأدعو دور النشر الكبرى، أن تفتتح لها نافذة على الانترنت، وتحذو حذو التجار العمالقة على الانترنت، ومنهم أمازون، وهو أحد أكبر باعة الكتب وغيرها من الأشياء، وأمازون في القلب من هذه التجارة العملاقة الضخمة، إلا أنه لم يتوسع حتى اليوم في بيع الكتب العربية بحد علمي.

ودور النشر الحكومية العملاقة مثل دار المعارف، والهيئة المصرية العامة للكتاب، والمركز القومي للترجمة، ودار الكتب، هم الأولى بهم أن يسبقوا دور النشر الخاصة في بيع الكتب على الانترنت، وأعني هنا الكتب الورقية، ولا أعني بيع الكتب بنسخ "ديجتال" أي عليهم أن يجدوا أفكارا مبتكرة لإتاحة هذه الكتب على الانترنت، للقراء، ويدخل القارئ ويختار أن يشتري كتابا ما، من هذه الكتب، ويتلقى الكتاب إما بالبريد، أو بمندوب توصيل.

وأعتقد أن بعض دور النشر الخاصة حاولت أن تخطو خطوات في هذا المجال، فطرحت إحدى دور النشر التي لا أتذكر اسمها مبادرة "كتابك لحد بابك" وقامت على فكرة توصيل الكتب "ديليفيري"، فيما طرحت دار الشروق للبيع إصدارات عملاق الرواية المصرية نجيب محفوظ، وإصدارات باقي مؤلفي الدار، عبر إعلانات على صفحاتها بموقعها، وموقع فيسبوك، ووقتها دخل القراء وحددوا الكتب التي يرغبون في شرائها ثم أرسلتها دار الشروق إلى المشترين عبر شركة بريد، ويتحمل تكلفة الإرسال القارئ.

تعددت شركات شحن الكتب التي تربط القراء بدور النشر، مما يعني أنه لا توجد صعوبات كبيرة في طريق ازدهار التجارة الإليكترونية، وأن المبادرة تحتاج للتنشيط عبر دور النشر الكبرى، والحكومية منها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق