كيف دعمت الجزيرة صفقة القرن بدعم الإرهابيين في سيناء؟

السبت، 28 يوليو 2018 08:00 ص
كيف دعمت الجزيرة صفقة القرن بدعم الإرهابيين في سيناء؟
جانب من سيطرة الجيش المصري على سيناء .. وعمليات التطهير والقضاء على الإرهابيين
مصطفى الجمل

 
في 2013 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان وقتها وزير الدفاع والإنتاج الحربي قراراً بمنع تمليك أراضي سيناء، مؤكداً أن أرض سيناء أمن قومي ووطني لا هوادة لمن يوسوس له الشيطان المساس به، وبعد سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي  وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر البلاد في 2014، كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس تفاصيل مشاورات جرت بين حركة حماس واسرائيل لاقتطاع 1000 كم من أراضي سيناء لتوسيع غزة، مشيراً إلى أن مرسي طرح هذا المشروع وقت تواجده بالحكم للحصول على موافقة أبومازن لكن رئيس السلطة الفلسطينية رفض المقترح من الجانبين الاخواني والاسرائيلي، وأكد أن هذه الأرض مصرية لا لأحد إمكانية التصرف فيها أو التفاوض بشأنها. 
 
منذ 2013 حتى وقتنا هذا - أو بالأصح قبل هذا التاريخ بعامين منذ أن شعرت جماعة الإخوان بعد ثورة يناير بأن مصر كلها دانت لها- وهم لا يأولون جهداً في تمرير هذه الصفقة التي تدعى «صفقة القرن»، فبعد أن سدت كل الطرق أمامهم لتمرير هذه الصفقة الخبيثة، وكلوا إلى حرق المنطقة المراد الاستيلاء عليها بالرصاص والنار، فراحو يديرون عن طريق داعش سيناء عمليات لا هدف لها سوى تفتيت الدولة المصرية، وقتل أي أمل في استعادة هذا المثلث من قوى الشر التكفيرية، إلا أن جهود الدولة المصرية وقوات تنفيذ القانون قطعت عليهم كل الطرق، ونجحت في غضون شهور قليلة القضاء على البؤر الإرهابية في هذه المساحة الصغيرة من أرض الفيروز عن طريق العملية الشاملة، الأمر الذي استفز قناة الجزيرة الإرهابية، التي كرست كل جهودها لتقديم العون مادياً ومعنوياً لدواعش سيناء. 
 
«الدولة الإسلامية» استخدمت قناة الجزيرة هذا الاسم قاصدة به تنظيم داعش الإرهابي، في محاولة لإضفاء صبغة دينية على التنظيم الذي لا شاغل له سوى قتل المسلمين وإبادتهم في المناطق المحددة مسبقاً لإضرام النيران فيها، تستخدم هذا الاسم في تقاريرها المصورة وفيديوهاتها على الموقع والقناة، وفي شريط الأخبار المثبت أسفل الشاشة، في ظل أنها لم تكن قبل ذلك تطلق على حركة حماس حركة المقاومة الإسلامية، ولا تسمي فتح بـحركة التحرير الوطني الفلسطيني، حتى يمكن لغافل أن يتحجج ويدعي أنها تحرص على قدر ما من المهنية، لنبقى أمام حقيقة واحدة وهي أن القناة القطرية لا تستهدف سوى ترسيخ في أذهان المشاهدين أن التنظيم الإرهابي بمثابة دولة داخل كل الدول التي يحاول العبث بمقدراتها، وأنه حال انتصاره على أجهزة الأمن بهذه الدول، سيكون له حق التصرف في أراضيها، فيصبح له حق التصرف في بعض أراضي ومصر وليبيا وفرنسا والمانيا والعراق، وبالتالي يمكن له أن يمرر صفقة القرن.  
 
الغريب في الأمر أن القناة التي تعتبر منبراً واسعاً لجماعة الإخوان الإرهابية والمتحدث الرسمي باسمها، لم تطلق على جماعة الإخوان يوماً الدولة، رغم أن قواعد الجماعة الإرهابية أكبر وأوسع بالبلدان العربية والأوروبية وجذورها ضاربة بأعماق عدد كبير من هذه البلدان، فضلاً عن أن الجماعة خرج من رحمها تنظيمات عنف كثيرة كالجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والطليعة المقاتلة والجماعة الإسلامية المسلحة، ولم تبد القناة اهتماماً بها مثلما أيدت بتنظيم داعش ولم تسمهم يوماً أيضاً الدولة، بل لم تبد هذا الاهتمام بتنظيم القاعدة المنبثق أيضاً من رحم جماعة الإخوان الإرهابية مثلما دفعت بكل ما لديها من إمكانيات من أجل خدمة داعش، ليتضح لنا أمرين الأول أن القناة رأت أن الجماعة قارب دورها على الانتهاء، وبات الأكثر قدرة على استخدام العنف لتقسيم المنطقة العربية هو تنظيم داعش، الذي وضعت الجزيرة نفسها تحت تصرفه، أينما حل تتبعه بتقاريرها الداعمة له ولجهوده وتبشر بالحرب الأهلية المقبل على إشعال فتيلها أينما ارتحل. 
 
في كل عملية تكفيرية على أرض سيناء، كانت تبادر قناة الجزيرة بعرض مقاطع فيديوهات صورتها العناصر التكفيرية لاستهداف جنود وضباط مصريين، ورسائل التكفيرين من نظام داعش، الذين كانوا يهددون المصريين من دخول بعض الأماكن أو زيارة بعض البلدان، أو لاقتراب من بعض الميادين في أماكن محددة، لم تخجل من نفسها فس إذاعة مقاطع حرق وذبح مواطنين عرب لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا فريسة في يد التنظيم الإرهابي الذي تدعمه القناة القطرية. 
 
اعتادت القناة منذ نشأتها على القيام بمثل هذه التصرفات، فهي كانت القناة الوحيدة التي يبث منها أسامة بن لادن رسائله للعالم، ومن بعده حرصت على إذاعة الرسائل الصوتية لأيمن الظواهري، ولازالت القناة تحرص كل الحرص على تلميع الجماعات المسلحة في ليبيا وتدافع عنهم في مواجهة جيش خليفة حفتر. 
 
عندما اغتيل العميد عادل رجائي من قبل جماعة إرهابية تابعة لجماعة الإخوان، أقامت القناة القطرية وما تبعها من قنوات مستجدة بتمويل تركي وقطري الأفراح، ولااحت تذيع بين اللحظة والأخرى بيانات من الجماعات الإهاربية  تعلن فيه مسئوليتها عن الحادث وتهدد بتكراراه خلال الفترة المقبلة ضد قيادات أخرى من الدولة المصرية، وراحت تروج كم لا حضر له من الشائعات ضد الدولة المصرية. 
 
راحت تصف قناة الجزيرة العمليات الإرهابية في سيناء بأنها عمليات ثورية، وتبعة تقاريرها التيحملت هذ االوصف بإذاعة  فتاوى من شيوخها المضللين يحللون فيها العمليات التفجيرية.
 
خلال الشهر يوليو الجاري، أجرى صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص للسلام للشرق الأوسط جاريد كوشنر جولة بالشرق الأوسط، حاول خلالها الترويج مجدداً لهذه الصفقة، وقال في هذا الشأن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة محمد العمادي إن الدوحة لعبت دور الوسيط في إنهاء صفقة بين اسرائيل وحماس لاقتطاع جزء من أرض سيناء لتوسعة قطاع غزة. 
 
أكد جاريد كوشنر خلال حوار لصحيفة القدس الفلسطينية، أن هناك إجماع بين الزعماء والقادة العرب وفي المقدمة منهم مصر والسعودية الأردن على أمر واحد، هو التمسك بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، في إشارة  إلى رفض الطرح الأمريكي الذي يحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية في استرجاع أرضه المحتلة بما يشمله (الطرح) من تغييرات جوهرية في وضع القدس المحتلة، لكن يبدو أن الدوحة التي زارها كوشنر ضمن جولته للمنطقة لها رأي أخر لإحياء هذه الصفقة عبر مفاوضات جديدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق