آخرهم عنتيل الدقهلية.. متى تصلح نقابة الأطباء بيتها الزجاجى بعد تكرار الاعتداءات على المرضى؟

السبت، 28 يوليو 2018 09:00 ص
آخرهم عنتيل الدقهلية.. متى تصلح نقابة الأطباء بيتها الزجاجى بعد تكرار الاعتداءات على المرضى؟
نقابة الأطباء بدار الحكمة
كتب ــ محمد أبو النور

أثار قررا نيابة مركز أجا محافظة الدقهلية ــ منذ قليل، والذى يقضى بحبس طبيب مشهور 4 أيام على ذمة التحقيقات لقيامه بتصوير مرضاه دون علمهم، بعد بلاغ ورد من زوج إحدى السيدات، يتضرر فيه من الطبيب لقيامه بالتحرش بزوجته ــ قضية تعدى الأطباء على حرمات وأسرار المرضى خلال علاجهم ، وهو ما يتناقض مع مواثيق الشرف الصحى والأخلاقى والدينى ،والقسم الذى أداه هؤلاء الأطباء ، الذين ينحدرون إلى هذا المستوى المتردى فى ممارسة المهنة.

واقعة تصوير المرضى

وتعود تفاصيل الواقعة عقب تلقى اللواء محمد حجى ، مدير أمن الدقهلية إخطارا من المقدم محمد فوزى زيدان رئيس مباحث مركز شرطة أجا ، يفيد بورود بلاغ من "ح . ا" يتضرر فيه من طبيب مسالك بولية ، يدعى "م . ح" لقيامه بالتحرش بزوجته عقب توقيع الكشف الطبى عليها.

وقد انتقل ضباط المباحث لفحص البلاغ ، وسماع أقوال الطبيب، وتبين من خلال معاينة العيادة ، قيام الطبيب بتثبيت كاميرا دقيقة بالكمبيوتر الخاص به،موجهة لتصوير المرضى على سرير الكشف دون علمهم.

وقام العميد محمد شرباش مدير الإدارة العامة للمباحث ، بالتحفظ على الكمبيوتر، وبفحصه تبين أنه يحوى على مقاطع فيديو ، لعدد من السيدات المترددات على العيادة أثناء توقيع الكشف الطبى عليهن، كما تم التحفظ على فيديوهات أخرى جنسية، وتم تحرير محضرا بالواقعة برقم 4273 لسنة 2018، وبعرض الطبيب على النيابة قررت حبسه احتياطياً على ذمة التحقيقات واستدعاء المبلغ وزوجته، لسماع أقوالهما.

عقوبة الاعتداء على أسرار المرضى

hhhhh
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان

وعن الرأى القانونى ، فى مواجهة هذا الخلل والخروج عن آداب ممارسة المهنة وعقوباته، أكد الدكتور السيد أبو الخير ، الخبير القانونى أنه طبقا للمادة ٣١٠ من قانون العقوبات ، والتى تنص على ( كل من كان من الأطباء أو الجراحين أو الصيادلة أو القوابل أو غيرهم مٌودعاً إليه بمقتضى صناعته أو وظيفته سر خصوصى أؤتمن عليه فأفشاه ، فى غير الأحوال التى يلزمه القانون فيها ، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز500 جنيهاً ) ، وأردف الخبير القانونى قائلاً : إذن عقوبة أفشاء السر 6 أشهر واعتبارها القانون من الجنح أو يُعاقب بغرامة ٥٠٠ جنيهاً أو بإحدى هاتين العقوبتين،هذا فضلا عن العقوبة التأديبية ، التى تطبقها عليه نقابة الأطباء ، ومنها الإيقاف عن العمل أو غلق العيادة الخاصة به.

عقوبات إفشاء أسرار المرضى فى العالم

بينما قال الدكتور محمود رفعت ، أنه جرت العادة أن تكون أخلاقيات المهنة الواحدة متقاربة بدول العالم ، ويكون المنوط بتنفيذها النقابة أو الاتحاد الذي ينظم المهنة، ولكن القوانين الجنائية تختلف من بلد لبلد وإن بقت متقاربة بمعظم بلدان العالم فى الخطوط العريضة ، ومن هنا يمكن أن نؤكد أن عقوبة الطبيب الذي يقوم بكشف أسرار مرضاه دون إذن منهم ، تتراوح عادة بين الإنذار والتوبيخ حتى الفصل من النقابة ، على حسب الضرر الذي يشكله على المريض ، ومعظم أخلاقيات المهن النقابية في مصر مماثلة لما هو في أوروبا لكون هذه النقابات قد نشأت قبل عام 1952 ، وكانت مصر فى ذلك الوقت تتساوي فى التقدم مع كثير من دول أوروبا ، بل وتسبق دول كأيطاليا وأسبانيا وقتها.

آداب المهنة

 وانطلاقاً من الحفاظ على كرامة وشرف وأسرار المرضى رجالاً ونساء وأطفالاً ، فقد حددت لائحة آداب المهنة الصادرة بقرار من وزير الصحة والسكان ، رقم 238 لسنة 2003 بتاريخ 5 سبتمبر 2003 ، وبعد العرض و الموافقة من الجمعية العمومية المنعقدة فى 21/3/2003 ، ومؤتمر النقابات الفرعية لأطباء مصر فى الفترة من 4 – 6/7/2003 ، فقد نصت  المادة (1) من اللائحة على ( يجب على كل طبيب قبل مزاولته المهنة أن يؤدى القسم التالي أمام نقيب الأطباء أو من ينوب عنه ) وهو ( اقسم بالله العظيم أن أراقب الله فى مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان فى كافة أدوارها فى كل الظروف والأحوال باذلا وسعى فى استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وأن احفظ للناس كرامتهم واستر عورتهم واكتم سرهم، وان أكون على الدوام من وسائل رحمة الله باذلا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، للصالح والخاطئ والصديق والعدو،  وان أثابر على طلب العلم أسخره لنفع الإنسان لا لآذاه، وان أوقر من علمني واعلم من يصغرني، وأكون أخا لكل زميل فى المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى، وان تكون حياتى مصداق إيمانى فى سرى وعلانيتى نقية مما يشينها تجاه الله ورسله والمؤمنين،  والله على ما أقول شهيد )) .

ثم تأتى  المادة رقم (3 ) والتى تنص على ( على الطبيب أن يكون قدوة حسنة في المجتمع بالالتزام بالمبادئ والمثل العليا ، أميناً على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة، منزهاً عن الاستغلال بجميع صوره لمرضاه أو زملائه أو تلاميذه )، ليس هذا فقط ، بل تؤكد المادة ( 6 ) من لائحة آداب المهنة أنه( على الطبيب أن يراعى الأمانة والدقة في جميع تصرفاته وأن يلتزم السلوك القويم  وأن يحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها وفقاً لما ورد في قسم الأطباء  وفى لائحة آداب المهنة ).

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق