أمريكا أولا.. تأثيرات اقتصادية على واشنطن والحلفاء

السبت، 28 يوليو 2018 04:00 م
أمريكا أولا.. تأثيرات اقتصادية على واشنطن والحلفاء
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
رانيا فزاع

 

السياسة الجديدة التى سعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتطبيقها مذ وصوله للبيت الأبيض، تأثيرات على اقتصاد الولايات المتحدة، وعلاقته بعدد من الدول، وهو ما ظهر مؤخرا في علاقة واشنطن بحلفاءها.

سياسة ترامب واضحة منذ خطاباته الأولى وقت إعلان نيته الترشح، تحدث عن  تطوير الصناعات الأجنبية على حساب صناعة بلاده، كذلك دعم جيوش الدول الأخرى مع السماح بالنضوب المحزن للجيش الأمريكى - على حد قوله - وأكد عليه في خطابه الافتتاحي: لقد جعلنا الدول الأخرى غنية بينما اختفت ثروة بلدنا وقوتها وثقتها في الأفق، ومن الآن فصاعدا «أمريكا أولا».

أمريكا أولا

ترتبط أمريكا وحلفائها باسم النظام العالمي الليبرالي - والترتيبات الاقتصادية والأمنية الدولية التي تربط الديمقراطيات الرئيسية الموجهة نحو السوق.

الترتيبات قادت واشنطن بعد الفوز في الحرب العالمية الثانية، واتفق رؤساء الدول المشاركة في الحرب - آن ذاك-  على أن مؤسسات مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، تساعد في منع الحروب وتعزيز القيم الأمريكية.

وأصبح اقتصاد العالم المعدل من حيث التضخم، أكبر بسبعة أضعاف مما كان عليه في عام 1960. ويبلغ حجم اقتصاد الولايات المتحدة ستة أضعاف.

واليوم تنفق الولايات المتحدة ما يقرب من 14 مليار دولار سنويًا لدعم هذه المؤسسات، لكن دراسة أجرتها مؤسسة راند في وقت سابق من هذا العام خلصت إلى أن أمريكا استمدت المئات من المليارات من الفوائد من خلال التوسع التجاري وتحسين الإنتاجية ومنع الصراعات والضمانات للنظام المالي العالمي.

أمريكا وحلفاؤها 

ميشيل مازار الخبير السياسي في راند قال: «لقد كان للولايات المتحدة صوت غير متكافئ في كيفية اكتشاف هذا النظام ، وهذا كان مفيدًا للغاية للدبلوماسية والمصالح الأمريكية، من الإنصاف القول، استناداً إلى ما فعلناه أنه لم تكن لأي قوة عظمى أي ميزة تنافسية أكثر عمقاً من تلك التي نملكها من نظام ما بعد الحرب هذا».

لكن البعض أصيب بأذى شديد. يقدر معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن التجارة الموسعة كلفت حوالي 150 ألف وظيفة أمريكية سنوياً في السنوات الأخيرة، حيث خسر هؤلاء الذين فقدوا وظائفهم، والتغيرات الثقافية من ارتفاع مستويات الهجرة، مجتمعات ذوي الياقات الزرقاء في الولايات المتحدة وأوروبا - وجعلوا النظام العالمي هدفاً للثورات الشعبوية.

وهو أيضا هدف من القادة الروس الذين يتوقون لاستعادة السلطة والنفوذ الضائعين ،ويحقق البرلمان البريطاني الآن في محاولات روسية سرية لمساعدة حملة Brexit لعام 2016 لتقسيم المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

اتفاقيات 

سياسة ترامب كانت واضحة وبدأ فى تطبيقها من خلال عدد من الاتفاقيات التى انسحب منها: «اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ»، وهدد بإنهاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، ووضع رسوم جمركية على السلع  المستوردة من الحلفاء.

وحمل ترامب أمراً تنفيذياً بسحب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ بعد توقيعها

وتخلى عن اتفاق باريس العالمي الذي يهدف إلى الحد من تغير المناخ. وألغى الصفقة التي تحد من طموحات إيران النووية، التي وقعتها إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران وقوى عالمية كبرى أخرى.

وشكك ترامب في دعائم الناتو الاقتصادية من خلال تمزيق الحلفاء في أوروبا لعدم إنفاق ما يكفي على دفاعهم. حتى أنه تساءل عن التزام أميركا بالدفاع الجماعي عن الدول الأعضاء 

وهناك مجموعة واسعة من المسؤولين يشعرون بالقلق من أن يؤدي تقويض التحالفات التقليدية إلى الإضرار بالاقتصاد وجعل الولايات المتحدة أقل أمنا ، ما يجعله يندفع إلى الوراء.

وسارع وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى الدفاع عن «الناتو»، قائلا إن الولايات المتحدة ملتزمة بـ 100 % لمنظمة الدفاع المشترك.

ويقول مسؤولون من الإدارات السابقة إن شبكة العلاقات العالمية القائمة منذ أمد طويل لا تزال باقية.

وقال كوري شاكي مساعد سابق للأمن القومي للرئيس جورج بوش، ويساعد الآن في إدارة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «إن هذا النسيج كثيف ، ويمكن أن يتسبب في الكثير من الضرر»، و«هذه ليست المرة الأولى التي توجد فيها مشاكل في العلاقات عبر الأطلسي».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق