تطورات في علاقة «المحافظين» وروحاني.. إعادة ترتيب أوراق من أجل ترامب

السبت، 28 يوليو 2018 08:00 م
تطورات في علاقة «المحافظين» وروحاني.. إعادة ترتيب أوراق من أجل ترامب
دونالد ترامب وحسن روحانى
محمد الشرقاوي

«لا عايزه ولا قادر على بعده».. إسقاط لغوى لخص به خبراء الشأن الدولي طبيعة العلاقة بين السلطة التنفيذية وتيار المحافظين في إيران، باعتبار أن الأخير أكبر الداعمين لبقاء حكومة حسن روحاني، تجلى ذلك في الدعم الذي حظي به الانتخابات الأخيرة في 19 مايو 2017.

تتسم الحياة السياسية الإيرانية بحالة من التناقضات، ففي الوقت الذي دعم فيه تيار المحافظين حسن روحاني، استغل «الأصوليين» - على استحياء - المشكلات التي تواجهها طهران، على الساحتين الداخلية والخارجية من أجل تصعيد حدة الضغوط على حكومة الرئيس حسن روحاني وتيار المعتدلين بشكل عام، وفق دراسة لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، الأربعاء الماضي.

ضغوط المحافظين على روحاني زادت بعد محاولات الأخير تصدر المشهد على حساب السلطة الأعلى في إيران والحرس الثورى.

تيار المحافظين الأصوليين لا يرغب في رفع مستوى تلك الضغوط بشكل قد يؤدي في النهاية إلى حدوث فراغ في السلطة التنفيذية أو انقسام شديد داخل مؤسسات النظام القائم، وذلك لعدم العودة إلى فترة أحمدي نجاد بعد 2005، حينما فقدوا السلطة.

 

تيار المحافظين العمود الفقري لرجال الدين ورجال الأعمال في إيران يميل إلى تطبيق السياسات الاقتصادية التي تتبنى وجهة السوق الحرة والحد من تدخل الدولة.
 

التعامل الحالي لتيار المحافظين مع روحاني، يساهم في إضعاف قدرة النظام على التعامل مع الاستحقاقات الداخلية والإقليمية الأخيرة، في ظل تفاقم المشكلات الاقتصادية ونقص الخدمات المعيشية الأساسية، إلى جانب إقرار تفعيل العقوبات التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس ونوفمبر المقبلين، بحسب المركز.

ما يحيط بالنظام الإيراني في الوقت الحالي من ضغوط، دفع تيار المحافظين إلى ضرورة التأكيد على ضرورة الوقوف إلى جانب «روحاني» من أجل دفع الجهود الحكومية للوقوف في وجه عقوبات ترامب، والتي من شأنها إضعاف النظام القائم، وهو ما تعول عليه الإدارة الأمريكية.

التيار الذي ينتمي إليه أكثر رجال الدين الأكثر شهرة في إيران إلى هذا الفصيل، وأشهرهم المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، وجد نفسه مجبرا على الوقوف بجانب «روحاني» أمام الضغط الأمريكي، يضيف المركز: «لذا، وصل الدعم الذي يحظى به الرئيس روحاني حاليًا إلى أعلى قمة السلطة في إيران، الذي حرص خلال لقاءه مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف وسفراء إيران في العالم وممثليها في المنظمات الدولية في 21 يوليو 2018، على تأكيد أن تصريحات الرئيس روحاني التي ألمح فيها إلى أنه في حالة عدم تمكن إيران من تصدير نفطها فإن المنطقة كلها لن تقوم بتصديره، في إشارة إلى احتمال إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، تعبر عن نهج وسياسة الجمهورية الإسلامية».

يشير المركز إلى أن دعم خامنئي جاء لإنهاء الجدل السائد داخل إيران وخارجها بعد إدلاء روحاني بهذه التصريحات خلال زيارته إلى سويسرا في بداية يوليو الجاري، خاصة بعد أن حرص بعض المسئولين على تأكيد أن تلك التصريحات «أُسئ فهمها»، في محاولة لتقليص حدة الانتقادات التي تعرضت لها إيران بعدها من قبل العديد من القوى الإقليمية والدولية المعنية بضمان حرية الملاحة في المنطقة، في محاولة لتخفيف الضغوطات المنتظرة.

 

ينقسم تيار المحافظين في إيران إلى «براجماتيون / تكنوقراط» - النخبة الإيرانية – والمعتدلين – رجال الدين.
 

من بين الظروف التي اضطرت المحافظين إلى دعم روحاني، تجنيب رجال مجلس الثورة والحرس الثوري صدارة المشهد السياسي الإيراني، باعتبار أنها أحد مبررات الإدارة الأمريكية في توقيع العقوبات، يقول المركز إن النظام لم يعد يملك خيارات بديلة للتعامل مع الأزمة، سوى دعم الحكومة.

وتعول حكومة روحاني على الدعم الأوروبي لتعزيز فرص استمرار العمل بالاتفاق النووي بعد الانسحاب الأمريكي من خلال العمل على دفع الحلفاء إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية من شأنها تقليص تداعيات الانسحاب، كذلك محاولة استغلال توتر الأوضاع بين الصين وروسيا مع ترامب.

يضيف المركز أن تيار المحافظين لديه تحفظات على تحركات الحكومة، وأبدى شكوكه في نتائج التعويل على المواقف الأوروبية تجاه السياسة التي تتبناها الإدارة الأمريكية، إلا أنه حريص على عدم عرقلة تلك التحركات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق