«الخوجه».. كيف حكمت الـ«قرن غزال» امتحانات الثانوية العامة والدبلومات؟

الأحد، 05 أغسطس 2018 02:00 م
«الخوجه».. كيف حكمت الـ«قرن غزال» امتحانات الثانوية العامة والدبلومات؟
أرشيفية
إبراهيم الديب

لا يزال مراقبو لجان الامتحانات خاصة في مرحلة الثانوية العامة، والدبلومات الفنية، يواجهون شبح الاعتداء على أيدي بعض الطلاب المشاغبين، لتيسير الغش في اللجان «عنوة»، ووضعهم أمام خيارين اثنين، أولهما ترك الحبل على غاربة، وفتح باب الغش الجماعي داخل اللجنة الامتحانية، أو التعرض للضرب والإيذاء على يد هؤلاء الطلاب، كما يلجأ الطلاب إلى الهروب بكراسات الإجابة، خارج اللجان لوضع القائمين على كنترول التصحيح في مأزق، وإجبارهم على وضع الدرجات النهائية في المواد التي أدوا بها امتحاناتهم.
 
«الخوجه» أو مطواة قرن الغزال.. سلاح أبيض بدأ تصنيعه في جنوب أفريقيا لقص الحشائش وعمليات الصيد، وانتشرت بشكل واسع بين أبناء الطبقة الشعبية في مصر وخاصة أرباب السوابق، وفي الأونة الأخيرة أصبحت أحد الأدوات المدرسية المتسخدمة بكثرة بين طلاب التعليم الفني، على الرغم من تجريمها وحيازتها، إلا أنها خرجت إلى النور داخل لجان الامتحانات كوسيلة إرهاب للمعلمين وإجبارهم على السماح بالغش.
 
 
تكررت وقائع الاعتداء على مراقبي لجان الامتحانات، أمس السبت، بحسب تقرير تلقاه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، عن تعرض مراقب لجنة «طنان الصناعية بنين»، رقم (2149)، للاعتداء على يد الطالب «ك.أ.س»، تخصص حديد مشغول، في الزقازيق، بآلة حادة «مطواه قرن غزال»، ومهاجمة العاملين باللجنة، والفرار بكراسة الإجابة خارجها، وتم استدعاء الشئون القانونية وتحرير مذكرة إثبات حالة، ومحضرا بالواقعة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها. 
 
وكان أبرز وقائع الاعتداءات التي شهدتها لجان الامتحانات تعرض معلم في محافظة الغربية للطعن أسفل كتفة الأيمن على يد طالب بسلاح أبيض، كاد يودي بحياته، وتم إنقاذه على الفور، ووفاة معلم بالإسكندرية بعد سقوطه إثر أزمة قلبية تعرض لها بعد مشادة كلامية بينه وبين أحد طلاب المرحلة الإعدادية، وهجوم أولياء الأمور في وقائع مشابهة على حرم عددا من المدارس بالمحافظات لسحل المعلمين لتعرضهم لأبنائهم أو تعنيفهم لهم على أخطاء ارتكبوها كما هو الحال في مدرسة «الشهيد الصفتي الإبتدائية» ببورسعيد، وسحل محسن المزاحي، معلم التربية الرياضية بالمدرسة، لتعرضه لأحد أولياء الأمور ومنعه من ضرب طفل وقعت بينه وبين نجله مشادة داخل الفصل، ومدرس التربية الرياضية، بمدرسة الشروق الإعدادية ببولاق الدكرور، الذي انتهى به الحال بجرح غائر في الرأس بعد ضربه بكوب زجاجي من قبل ولية أمر أحد الطلاب داخل حرم المدرسة.
 
كما تلقى اللواء علاء الدين شوقي مساعد وزير الداخلية لأمن البحيرة، أخطارًا من الرائد محمد أبو غزالة رئيس مباحث مركز شرطة كوم حمادة من رئيس لجنة امتحانات النقل بالمدرسة الثانوية الزراعة بكوم حمادة لتعرضه للاعتداء على يد طالب يدعى «عوض.م.ع»، 18 سنة بالصف الثانى بالمدرسة، بإضهار صلاح أبيض «مطواه قرن غزال» بوجهة داخل اللجنة بعدما منعه من الغش.
 
 
 
وأثارت حالات الاعتداء على المعلمين أثناء تأديه واجبهم تساؤلات عدة حول إجراءات وزارة التربية والتعليم لحماية موظفيها داخل حرم دور العلم، وماهي الإجراءات التي من شأنها ردع الطلاب عن التجاوز مع معلميهم والاعتداء عليهم، لاسيما وأن الوزارة تقف مكتوفة الأيدي عن توفير الحماية اللازمة لهم، خاصة في أوقات الامتحانات، والدور الثاني لها، والتي تستوجب تشديد التأمين داخل المدارس وليس بمحيطها فقط، ووضع الطلاب بعين الاعتبار عن وضع الخطط التأمينية للامتحانات، لاسيما وأن تجاوزت الاعتداءات مرحلة الضرب إلى التحرش بالمعلمات، وهي الوقائع التي شهدتها إحدى مدارس منطقة الكونيسة بالعمرانية في الجيزة، من تحرش أحد الطلاب بمعلمته بعد رفضها السماح بالغش، وتحرش طالب بالصف الثاني الإعدادي المهني بمدرسة «طه حسين» التابعة لإدارة بندر دمنهور التعليمية بمحافظة البحيرة، بمعلمة أولى دراسات اجتماعية.
 
 
«ثورة غضب».. هكذ حذرت نقابة المهن التعليمية في بيان رسمي لها، من تكرار حوادث الاعتداء على المعلمين سواء داخل اللجان، أو أثناء اليوم الدراسي، مايدعو لضرورة معالجة الانفلات الأخلاقي للطلاب، والذي يؤدي بدوره إلى إنهيار العملية التعليمية، مشيرة إلى ضرورة محاولة البعض لإسقاط الحصانة المعنوية والأدبية والتربوية للمعلم منذ وقت مبكر، الأمر الذي خاطبت معه مجلس الوزراء، لتوفير سبل الحماية اللازمة للمعلمين داخل مدارسهم.
 
وحذر خلف الزناتي، نقيب المعلمين، من ثورة غضب، تندلع على أيدي المعلمين حال استمرار مسلسل الانتهاكات التي يتعرضون لها، لافتا إلى ضرورة وضع إجراءات رداعة تتصدى لتلك الأزمة.
 
 
1200 معلم يتم الاعتداء عليهم سنويا بالمراحل التعليمية المختلفة، بحسب تصريحات أيمن البيلي، الخبير التعليمي، مشيرا إلى أن طبيعة المجتمع القبلي في الأرياف، والمشكلات الاجتماعية والأخلاقية التي يعيشها المجتمع المصري حاليا، والعادات والتقاليد الخاطئة التي اكتسبها الطلاب من مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاهد السينمائية السلبية، زادت من وتيرة تلك الاعتداءات، الأمر الذي يضع المعلم في مقصلة طرفاها الاعتداء أو التهاون في ممارسة مهام عمله، لافتا إلى أن الإجراءات التي تتم لحماية المعلمين داخل اللجان غير مجدية في ظل التطورات التي شابت أخلاق الطلاب.
 
وأوضح «البيلي»، أن لائحة الجزاءات بالامتحانات تقر بفصل الطالب عن الدراسة لمدة عام، بالإضافة إلى إحالته للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضده، وعامان حال كون اعتداؤه لممارسة الغش، وغرامة 50 ألف جنيه تنطبق على الطالب وولي أمره حال مهاجمته للمدرسة لتسهيل الغش، لافتا إلى أن إجراءات الوزارة تختص بتوفير الحماية داخل اللجنة فقط، على الرغم من تقصيرها في ذلك أيضا، إلا أنها لاتعي المعلمين وممتلكاتهم الخاصة أي اهتمام خارج حرم المدرسة ولجان الامتحانات الأمر الذي يضعهم وممتلكاتهم الخاصة كالسيارات وغيرها في مرمى الاعتداء من قبل الطلاب، مطالبا بفرض إجراءات رادعة تعيد للمعلم مكانته واحترامه وتحميه من تلك الممارسات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق