هل ينجح نظام تقييم الثانوية العامة الجديد في القضاء على الدروس الخصوصية؟

الجمعة، 10 أغسطس 2018 09:00 ص
هل ينجح نظام تقييم الثانوية العامة الجديد في القضاء على الدروس الخصوصية؟
وزير التعليم والدروس الخصوصية
محمد فرج أبو العلا

وتيرة متسارعة من التصريحات لوزير التربية والتعليم حول النظام الجديد للتعليم خاصة فى مرحلة الثانوية العامة، وتأكيدات كثيرة أيضا حول أن تطبيق النظام الجديد يقضى على ظاهرة الدروس الخصوصية، حيث أشار الوزير مرارا إلى أن النظام الجديد الذى سيطبق على طلاب الصف الأول الثانوى فى العام الدراسى المقبل، سيعتمد على «التابلت» إلى جانب تغيير طريقة صياغة الأسئلة من قياس الحفظ إلى قياس المهارات فى التفكير والنقد، وأن هذا النظام التراكمى على مدار 3 سنوات سيساعد على إنهاء أزمة الدروس الخصوصية، ويرفع العبء عن كاهل المواطنين.

 

وكشفت وزارة التربية والتعليم عن تفاصيل النظام الجديد للثانوية العامة، موضحة أن خطة التطوير تقتصر فقط على تغيير نظام التقييم، مشيرة إلى أنها تسعى فقط إلى تطوير التقييم بما يضمن قياس مهارات الفهم والإبداع بدلا من الحفظ والتلقين، حيث تهدف تلك الإجراءات إلى القضاء على ظاهرة الغش من المنبع، والقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية.

 

وزارة التربية والتعليم أعلنت أيضا عن آلية استخدام أجهزة «التابلت» داخل الفصول من قبل طلاب الصف الأول الثانوى، مشيرة إلى أنه جارى تجهيز البنية التكنولوجية داخل المدارس لتتضمن وضع خادم داخلى بالمدارس يشمل المحتوى الرقمى للمناهج الدراسية، موضحة أن هذا الخادم هو الأساس فى المنظومة، حيث تتغذى منه أجهزة التابلت، على أن يتم إمداده بالإنترنت والأسئلة الإلكترونية.

اقرأ أيضا: لتوفير اللحوم والسلع الغذائية.. كيف استعدت وزارة التموين لاستقبال عيد الأضحى؟

كما أكدت الوزارة أن بنك المعرفة المصرى سيلعب دورا هاما فى المنظومة الجديدة للتعليم بالمرحلة الثانوية، موضحة أن دوره سيكون داخل وخارج المدرسة، ولكن فى المرحلة الأخيرة خارج المدرسة سيكون أكبر، مشيرة إلى أنها أضافت محتويات كثيرة إلى بنك المعرفة خلال الفترة الماضية، لخدمة المناهج والمقررات الدراسية، لنقل الطالب من مرحلة الاعتماد على الكتاب المدرسى الذى كان المصدر الوحيد فى التعلم، إلى أكثر من مصدر مثل بنك المعرفة الذى يتضمن خلطة مكثفة من مصادر المعرفة.

 

الوزارة أكدت أيضا أن أبرز المحتويات التى تم إضافتها إلى بنك المعرفة، هى البرامج التعليمية لجميع الأعمار فى السلم التعليمى، إلى جانب برامج تفاعلية لمادة الرياضيات من الصف الأول الثانوى حتى الثالث الثانوى، بالإضافة إلى الأفلام ثلاثية الأبعاد فى مادتى العلوم والرياضيات للمرحلة الثانوية.

 

وأشارت الوزارة فى خطتها إلى إضافة إدارة التعليم الرقمى «IMS» والكتب الخارجية فى جميع المواد إلى بنك المعرفة، وإضافة كتب أخرى مثل كتاب سلاح التلميذ من الثانى حتى السادس الابتدائى، إلى جانب المناهج الأمريكية التفاعلية من الصف الأول الابتدائى حتى الصف الثالث الثانوى، وإضافة 650 درسا متنوعا للصف الأول الثانوى باللغة العربية واللغة الإنجليزية.

اقرأ أيضا: بالتعاون مع الأوقاف.. كيف تنفذ «الصحة» استراتيجية الحد من الزيادة السكانية؟

وحول نظام تقييم الطالب فى المنظومة الجديدة، أكدت الوزارة أن فكرة تطوير نظام الثانوية العامة تعتمد على نظام حساب متوسط درجات امتحانات جديدة على المستوى الوطنى تطبق خلال الأعوام الثلاثة للمرحلة الثانوية المعروفة بالامتحانات التراكمية، حيث تشهد الامتحانات تعديلات فى الشكل والمضمون، لتشجيع مهارات التفكير عند الطلاب، إلى جانب طرق أخرى لتقييم المنقطعين عن الدراسة بعد التعليم الثانوى، وتزويدهم بالمهارات والسلوكيات اللازمة للتوظيف فى المستقبل، والقبول بالجامعات.

 

الوزارة أوضحت أيضا أن الطالب يؤدى فى الثانوية العامة 12 اختبارا على مدار السنوات الثلاثة، مشيرة إلى أنه جارى إعداد مجموعة من الاختبارات الجديدة التى ستجرى مرتين خلال العام الدراسى للصفوف الأول والثانى والثالث الثانوى، حيث يتم تجميع النتائج فى نظام حساب المتوسط التراكمى للطلاب «GPA» الذى سيحدد تخرج الطالب من الثانوية العامة.

 

وفى نفس السياق، كان الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، كشف عن خطة الوزارة فى التعامل مع ظاهرة الدروس الخصوصية، بعد تطبيق منظومة التعليم الجديدة، مؤكدا أنه سيتم تغليظ العقوبات على «الدروس الخصوصية» حيث يتم تصنيفها كجريمة فى قانون التعليم الجديد، وأنه لن يتم السماح لأى من معلمى التربية والتعليم بمزاولة هذا النشاط دون الحصول على تصريح مسبق من جهة الولاية والمسئولية، وتشديد عقوبة من يخالف ذلك.

اقرأ أيضا: «لبيك اللهم لبيك».. كيف استعدت وزارة الأوقاف لموسم الحج وعيد الأضحى؟

نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، أكد أيضا أن النظام التعليمى الجديد يقضى على كل تلك الظواهر الإدارية الخاصة بالمعلمين، مشيرا إلى أن كل الموضوعات الخاصة بتغيير وتعديل المسمى الوظيفى قيد الدراسة، وأنه يوجد 130 تخصصا آخر سوف تصدر الوزارة القرار المناسب لوضع ضوابط جديدة ومستدامة لهذا الأمر، متابعا: «فى النهاية نعمل جميعنا فى الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة، وهى التى تعيد توظيف موظفيها بجميع درجاتهم وتخصصاتهم، وليس العكس، ونعمل حاليا على ذلك الأمر لتعظيم الاستفادة من القوة البشرية التى تمتلكها الوزارة».

 

اقرأ أيضا: لمواجهة التطرف.. كيف تنفذ «الأوقاف» خطة الحكومة لتجديد الخطاب الديني؟

ما أعلنته وزارة التربية والتعليم بخصوص منظومة التعليم الجديدة التى سيبدأ تنفيذها مع حلول الموسم الدراسى الجديد، تؤكد أن الوزارة جادة فى تطبيق التراكمية التى تعتمد على الفهم لا التلقين بالثانوية العامة، وهناك مباركات وإشادات واسعة من جانب أعضاء البرلمان لذلك النظام، كما يتضح أيضا أن أولياء الأمور والطلاب لا يعرفون حتى الآن ماذا سيكون مصيرهم ومصير أبنائهم فى ظل النظام الجديد الذى لم يترجم إلى واقع من خلال برامج ومناهج جديدة حتى الآن، ولكن جميعنا يأمل فى أن يحقق النظام الجديد أهدافه، خاصة القضاء على الدروس الخصوصية التى تلتهم موارد الدولة وقوت الشعب.

اقرأ أيضا: لمواجهة التطرف.. كيف تنفذ «الأوقاف» خطة الحكومة لتجديد الخطاب الديني؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق