عيد يمني تحت قصف الحوثيين: ضحكات الأطفال تهزم المدافع.. والبيض بديل الأضاحي

الخميس، 23 أغسطس 2018 09:00 م
عيد يمني تحت قصف الحوثيين: ضحكات الأطفال تهزم المدافع.. والبيض بديل الأضاحي
عيد يمني تحت قصف الحوثيين

استقبل اليمنيون عيد الأضحى تحت قصف مدافع ميلشيات الحوثي الذين احتجزوا المواطنيين اليمنيين المسافرين في صنعاء لقضاء العيد، وربما فسر ذلك البؤس الذي سيطر على وجوه الأطفال الذين لا زالوا يعانون منذ 4 سنوات من قصف الهاون والكاتيوشا، إلا أن مدينة تعز لم تستسلم وفتحت منتزه قلعة القاهرة وسط المدينة لاستقبال المحتفلين.

وتعيش مدينة تعز تحت حصار الحوثيين منذ أكثر ؤمن ثلاث سنوات، ورغم الألم والحزن إلا أنها أرادت تشعر مواطنيها بأجواء العيد قدر ما استطاعت، فافتتحت منتزه قلعة القاهرة وسط المدينة، الذي تم تم تفعيله في عيد الأضحى لأول مرة بعد فترة انقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات بين القصف والدمار، وبادر اليمنيون بالذهاب للقلعة بعد تطويرها وتجهيزها لاستقبال الأضحى هذا العام.

وافتتح وكيل محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي قلعة القاهرة ودشن فيها أولى مهرجانات العيد وسط حضور واسع من أبناء محافظة تعز، بعد تسليمها للجنة الرئاسية لتهيئتها لاستقبال الزوار وأبناء المحافظة واحتضان احتفالاتهم بالعيد.

 
ضحكة الأطفال تعلو صوت المدافع
ضحكة الأطفال تعلو صوت المدافع

في غضون ذلك،  نقلت وكالات الأنباء عن المحامي نجيب القحطاني قوله، إن أكثر من 200 عامل تم توزيعهم للعمل على تجهيز قلعة القاهرة وباحاتها، مشيرا إلى أنهم بذلوا جل جهدهم صباحاً ومساء، من أجل أبناء تعز، حتى يقضون أيام عيد سعيدة في قلعتهم الشامخة والصامدة كصمود أبنائها، قلعة القاهرة.

وأضاف القحطاني، أن هناك بعض الأسر تذبح الأضحية، وهناك رجال خير يذبحون أضاحى ويوزعون للفقراء والمحتاجين، لا تزال قذائف الحوثى تصل إلى كل منطقة فى تعز، ومع ذلك تأبى تعز، إلا أن تحتفل رغم القصف غير آبهة لقذائف الحوثيين، وللموت الذى يتم تصديره لهم من أطراف المدينة.

وقال أحد أبناء تعز، يدعى «أحمد المحمودي»: اليوم شعر الأطفال بفرحة العيد، خاصة أنه بعد افتتاح قلعة القاهرة بعد 3 أعوام من غلقها، وأيضا حديقة سيتى التى تم افتتاحها فى عيد الفطر، وبعض مجموعات الشباب قامت برمى البالونات من أعلى الأسطح في ساحة الحرية بتعز للترويح من نفسية الأطفال المتعبة، وبعض البنات رسمن الحنة على أيديهن.

وتابع: وفي الوقت نفسه استشهد شخصين في قصف للحوثي، عقب أداء صلاة العيد التي شارك فيها النساء أيضا، حيث تجمعن في ساحة الحرية، فاختلطت الفرحة بالدماء لكن نحاول التغلب على مآسي الحرب وظلم الحوثي لأن أهل تعز صامدون وسيظلوا هكذا.

 

تعز تقاوم الحصار
تعز تقاوم الحصار 

وهنأ محافظ تعز، الدكتور أمين محمود، أهل اليمن وتعز بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، مؤكدا استمرا بذل الجهود لاستكمال تحرير المحافظة وترسيخ الأمن والاستقرار وتأهيل وتفعيل المؤسسات وتطبيع مظاهر الحياة العامة.

وأكد محمود، أنه رغم كل الملفات الشائكة لمحافظة تعز، إلا أنه تم استلام عدد من المواقع الاستراتيجية من قبل الوحدات العسكرية، وتم تجهيز بعض هذه المرافق كمزارات سياحية وترفيهية لأبناء المدينة، وعلى رأسها قلعة القاهرة التاريخية، ومجمع نادي تعز السياحى، وإقامة مهرجانات فيها، سعياً منا لإعادة البسمة والبهجة إلى قلوب ووجوه أبناء محافظتنا، وفلذات أكبادنا الأطفال على وجه الخصوص.

 

افتتاح قلعة تعز بعد غلقها 3 سنوات
افتتاح قلعة تعز بعد غلقها 3 سنوات

وأضاف: «نعمل بكل جد على ترميم وتأهيل الشوارع وإصلاح منظومة الصرف الصحي، وشرعنا في  ترميم الشوارع، وتهيئتها للعابرين، ولما فيه خدمة وراحة وطمأنينة وسلامة مواطنينا، كما نعمل في ذات الوقت، على استكمال أعمال الترميم، وتمكنا من ترميم عدد كبير من المرافق الخدمية والتعليمية على وجه الخصوص، وتفعيل عمل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والقضائية والأمنية سعياً الى بسط حضور الدولة وتسهيل أمور الناس وحل قضاياهم»، مشددا على عزم تعز على الخروج من محنتها.

وعن الأضاحى قال أحد الموظفين بصنعاء- رفض الكشف عن هويته- لموقع اليوم السابع، إنه موظف لكن لا يتقاضى مرتبه منذ سنين بعد أن استولى عليه الحوثيون، متابعا: «أبنائي يحتاجون كل شيء لا أستطيع أوفر لهم احتياجاتهم، لدرجة أنني كرهت دخولي للمنزل حتى لا أرى الحرمان في عيونهم، نحن نشعر بالعجز، وعيدنا الحقيقي هو يوم انتصارنا».

تجمع نساء في ساحة الحرية

تجمع نساء في ساحة الحرية
 
 
وأضاف: «أجواء العيد تكاد تكون معدومة في صنعاء، فالبؤس والألم تراه يعتلي محيا الناس، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وتوقف صرف الرواتب منذ ما يقارب عامين.. الوضع سيء غابت بهجة وأجواء وملامح..الكبير والصغير يعيش على الفتات والأهالي عجزوا عن كسوة أبنائهم».
 
وتابع: «الحدائق نادرة.. لم يستطيع أحد الخروج من المنزل لضيق ذات اليد فالعيد أصبح عبء  على رب الأسرة خصوصاً مع استمرار وقف صرف الرواتب وارتفاع الاسعار بشكل جنونى، الحبة البيض بخمسين وهذا بدل من الأضاحى، لنا سنتين ما عاد أبسرنا فلس، هذه السنة ضحينا بالبيض فى ظل تحكم الحوثى فى كل مصادر دخلنا».
 
 
142983-13cc94ea-8f14-4cc6-b55a-5490d84aca99
ضحكة الأطفال تعلو صوت المدافع

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة