شلة معصوم.. نكشف بالتفاصيل: كيف استخدم الإخوان معصوم مرزوق كواجهة مدنية.. ودور عزمي بشارة (2-5)

السبت، 25 أغسطس 2018 10:00 ص
شلة معصوم.. نكشف بالتفاصيل: كيف استخدم الإخوان معصوم مرزوق كواجهة مدنية.. ودور عزمي بشارة (2-5)
شلة معصوم مرزوق
يوسف أيوب

حينما خرج معصوم مرزوق بمبادرته المزعومة، وقال إن هدفها إنقاذ مصر، كان من الواضح منذ الوهلة الأولى أنها صيغت بمعرفة وتوجيهات الإخوان، لكن القيادى بالتيار الشعبي، جادل وأنكر وقال إنها من بنات أفكاره، لكن الحقيقة كانت واضحة منذ البداية، أنه لم يكن إلا متحدثاً بلسان الإخوان، وهو ما كشفته الأيام تباعاً بإقرار عدد من القيادات الإخوانية أن هذه المبادرة تخصهم، وهو ما تسبب فس حرج كبير لشلة معصوم في مقدمتهم حمدين صباحي وعمار علي حسن، فرغم أن بعضهم كانوا شركاء في لقاءات وتجمّعات سابقة على الإعلان عن المبادرة الإخوانية، لكن حينما انكشف السر أصدروا بيانا رماديا تضمن دعما مبطّنا للمبادرة الإخوانية، وفي الوقت نفسه التبرؤ منها.
 
 
العلاقة بين الإخوان ومعصوم تحكمها شواهد كثيرة، لعل منها كشف عماد أبو هاشم، أحد حلفاء الإخوان في الخارج، المستور حول الإخوان وخارطة طريق معصوم مرزوق، وقوله في تصريحات له عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن خارطة معصوم مرزوق: «هي مبادرةٌ جنونيةٌ بلسان إخوانىٍّ ركيك، قدمت صياغةً إخوانيةً متهاترةً في مبانيها ومعانيها فجةً في أهدافها ومراميها أسطوريةً في إمكانية إنفاذ بنودها بلغةٍ أكاد أعرف هوية كاتبيها.. مبادرةٌ ـ أو بالأحرى مؤامرةٌ ـ إخوانيةٌ موءودةٌ قبل مولدها لانتفاء ما يبرر طرحهَا و انعدامِ ما يُوجب قبولها، طُرحتْ من باب الدعائية وتحصيل الحاصل فحسب، ربما ليكون فشلها الحتمىُّ بمثابة شرارة البدء لموجة تحركاتٍ نوعية يائسةٍ يستهدف بها الإخوان أركان الدولة المصرية لاعبين بآخر ما لديهم من أوراق اللعب سعيًا لإزالة الاحتقان بين صفوفهم أو للحد من النفقات التى أضجرتْ مموليهم أو لحمل النظام على التفاوض معهم».
 
 
وزاد من الدلائل هذه الهجمة التى تمارسها الجماعة دفاعاً عن «المناضل المقهور»، ويكفى أن أشير هنا إلى أن تغريدة الإخوانى «أحمد البقري» أستلقفها الإخوان والموالين لهم مثل أيمن نور كإشارة لبدء حملة التمجيد فى معصوم والدفاع عنه، مثل إيمن نور.
 
كل ذلك يوضح لنا السر الذي يقف خلف دفاع الإخوان المستميت عن معصوم مرزوق، وشلته التي تم القبض عليهم بناء على أمر ضبط وأحضار من النيابة العامة، فهو آخر الكروت التي كانوا ينوون استخدامها تحت شعار «وجه مدني جديد»، يستطيعون الترويج له والدفع به لتصدر المشهد السياسي، وليكون الواجهة الخفية للإخوان، وهي اللعبة التي طالما لجأت لها الجماعة كثيراً، فاختارت بعد 30 يونيو شخصيات قالت إنها مدنية لتكون الواجهة مثلما فعلت مع أيمن نور وآخرين، كانوا مجرد دمية في يد الإخوان، يسافرون ويعقدن المؤتمرات والاجتماعات في العواصم الغربية، ويتحدثون عن مصر المدنية، وغيرها من الشعارات التي حاولت من خلالها الجماعة الترويج لها، لكي تحاول تصوير ثورة 30 يونيو على أنها ضد الحركة المدنية في مصر، وليست ضد تنظيم إرهابي.
 
احترق كارت أيمن نور، خاصة بعد الكشف عن فساده المالي والأخلاقي أيضا، وأصبح عبئاً على التنظيم الإرهابي، فكان البديل له حمدين صباحي، وقيادات التيار الشعبي، ممن تربطهم بالجماعة علاقات قديمة، تمتد لما قبل 25 يناير 2011، وجرت ترتيبات لكي يتصدر حمدين المشهد، لكنه مثل أيمن نور احترق سريعا، حتى عبد المنعم أبو الفتوح، الذي حاول إجراء جراحات تجميلية لإخفاء الوجه الإخواني القديم والظهور في صورة الشخصية المدنية المعتدلة، لم يصمد كثيراً، وأحترق هو الأخر، فلم يكن أمام الجماعة سوى معصوم مرزوق، خاصة أنه كان قريب الصلة بالإتفاقات السابقة بين الإخوان وحمدين صباحى، بأعتباره تلميذ حمدين فى السياسة، وكان متوافقاً مع أفكار الإخوان، حتى وأن حاول الظهور فى صورة الشخصية المدنية المعتدلة، للتخديم على الخطة الإخوانية القديمة الجديدة بإستخدام شخصيات مدنية للترويج لإفكارهم.
 
ما يهمنا فى واقعة «إخوانية معصوم مرزوق» أمران، الأول هي استخدام الإسرائيلي عزمي بشارة، المستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، منصات جديدة للهجوم على مصر، وهو ما يمكن الكشف عنه من خلال رصد ومتابعة ردود الإفعال الإخوانية وشلة «معصوم» في أعقاب قرار التحقيق معه في البلاغات المقدمة ضده، ففي السابق كان «عزمي بشارة» باعتباره المسئول عن الملف السياسي والإعلامي للتنظيم الدولي للإخوان، يستخدم قنواته الفضائية المعروفة «الجزيرة ومكملين والشرق»، وبعض الحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه اليوم أدخل تطور جديد، ليس فقط بالاستعانة بشخصيات شبابية جديدة، تمتلك عدد كبير من المتابعين خاصة على تويتر، وإنما بخلق جيل جديد مثل غادة نجيب، زوجة الفنان الإخواني الهارب في تركيا هشام عبدالله، التي تم استخدامها في 2011 والدفع بها في ميدان التحرير، لتبدو وكأنها ليبرالية في حين كانت من أنصار الجماعة الإرهابية ليست بمفردها بل معها بعض أفراد من عائلتها.
 
غادة نجيب ونيرمين حسين قبل حصولهم على تمويلات الإخوان
غادة نجيب ونيرمين حسين قبل حصولهم على تمويلات الإخوان
 
 
ظهرت غادة نجيب في عدة فعليات وكانت دائمة الهجوم على الدولة والترويج لوقائع مختلقة لا أساس لها، وكان هدفها زيادة حدة الاحتقان بين الدولة والمتظاهرين وإشعال نيران الفتنة وتأجيجها، وبعد ذلك دخل هشام عبدالله زوجها على الخط بتحريض منها، وظهر هاتفاً ضد الدولة في عدة فاعليات مختلفة إلى أن جاء المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم، ووقتها كان هشام عبد الله ينتقده وبشدة ليعود ويعلن تأييده له بعد أن وسوست له زوجته.
 
وبعد 30 يونيو فر هشام عبدالله وزوجته إلى تركيا ليهاجم الدولة المصرية طمعا في أموال الجماعة، وتورط هشام عبدالله بفعل وسوسة زوجته له في العديد من الجرائم الإرهابية، ما دعا الإنتربول الدولي لأن يدرجه على قوائم الإرهاب «الكود 87» وهو ما وصفته غادة نجيب نفسها بأنه أعلى درجات الإرهاب الدولي وكأنها سعيدة بما وصل إليه زوجها من إجرام!
 
اليوم استعان عزمي بشارة بمجموعة جديدة من المغردين من أمثال غادة نجيب، كنوع من التجديد والتغيير، وخلق منصات جديدة للهجوم على مصر، وهو ما كشفته واقعة «معصوم مرزوق»، الذي كان أحد الوسائط الجديدة التي وضعها «بشارة» للهجوم على الدولة المصرية، فمن المعروف أن معصوم لا يملك القدرة على التنظيم والإدارة ولا التأثير، فكيف له أن يخطط ويكتب بياناً يدعو فيه المصريين للاحتشاد في 31 أغسطس الجاري بميدان التحرير، بالتأكيد هو لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه، بل كانت أوامر يقوم بتنفيذها، وكانت الخطة أن يتوجه معصوم مرزوق وشلته إلى ميداني «هشام بركات»، رابعة العدوية سابقاً، وميدان النهضة في 31 أغسطس الجاري، لالتقاط الصور وسط الحشود المنتظر أن تخرج وفقاً لتخيلات «عزمي بشارة»، ورجله الجديد في مصر «معصوم مرزوق»، ثم الدعوة للاجتماع والاعتصام في ميدان التحرير لاستعادة المشاهد التي أحدثت الانقسام في مصر في 2011.
 
بجانب غادة نجيب ومعصوم توجد «نيرمين حسين»، المتهمة في القضية رقم 1922 جنح مصر الجديدة بتهمة خرق قانون التظاهر، وهى من المعروفين للمقربين منها أنها ناشطة سياسية، لكنها في الخفاء كانت تعمل لصالح «عزمي بشارة»، الذي قام بتجنيدها بمعونة من صديقتها غادة نجيب، وكان يتم استخدامها في كتابة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة للدولة المصرية وقياداتها، والدعوة إلى تظاهرات في الشوارع.
 
وبمراجعة أرشيف الصور الخاصة بها وبصديقتها «غادة نجيب» سيتأكد لنا أمران، الأول مدى القرب بينهما، والثاني، التغير الذي طرأ عليهما بعد استخدامهما من جانب عزمي بشارة، ووصول التمويلات الإخوانية والقطرية والقطرية إلى حسابتهما الشخصية، فبعد الضيق يأتي الفرج على يد أموال الإخوان، وهو ما يمكن أن نلحظه ببساطة شديدة حينما نجري مقارنة بين صورة نيرمين وغادة قبل وبعد ارتباطهم بتنظيم «عزمي بشارة»، فأموال الخارج أحدثت الكثير من الفوارق في حياتهما الشخصية. 
 
يبقى السؤال الآن، كيف تعامل عزمي والإخوان مع كل هؤلاء، كيف كان يمول كل تحركات معصوم مرزوق، وكيف كان يتواصل معه، المتوفر من معلومات أن التمويلات الإخوانية لمعصوم مرزوق وشلته كانت تأتيهم عن طريق مالك شركة «المدينة للتجارة والمقاولات» الإخوانية، والممثل القانوني لمدرسة «فضل الحديثة»، المملوكة للإخوانى عمرو محمد جمال فضل، وهو من ضمن الخاضعين للتحقيقات التي تجريها سلطات التحقيق الآن مع مصعوم وشلته، وتضم القائمة أيضاً نيرمين حسين وآخرين، منهم الإخواني رأفت كمال عبد اللطيف، وسامح سعودي أحد مؤسسي حركة اتحاد الجرابيع.
 
الأمر الثاني مرتبط بكيف يتعامل الإخوان مع الأوامر القضائية المصرية؟ فالإخوان لهم عداء تاريخي مع السلطة القضائية في مصر، منذ اغتيالهم القاضي أحمد الخازندار  عام 1948، وقد حاولوا بعد 2011 أن يفرضوا سيطرتهم وسطوتهم على القضاء المصري، من خلال الدفع بعدد من الموالين لهم في المناصب القيادية سواء في وزارة العدل أو مكتب النائب العام، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة، لولا يقظة رجال القضاء الشرفاء الذين وقفوا في وجه مخطط أخونة القضاء، وتصدى قضاة مصر لهذا المخطط.
 
كان لنادى القضاة موقف قوى ووطني، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو لتكتب شهادة الوفاة النهائية لهذا المخطط، ومن حينها ويعتبر الإخوان أن النيابة والقضاء هم أعداء لهم، لذلك لا يتوانون عن الهجوم عليهم، وتصوير كل التحقيقات التي تجريها السلطات القضائية خاصة مع العناصر الإرهابية وكل الموالين للإخوان على أنها وسيلة للقمع، وهو نفس ما يكروونه اليوم في واقعة التحقيق مع معصوم، فقد تناسى الإخوان الجرائم التي ارتكبها رجلهم، وركزوا فقط في الإساءة للسلطة القضائية، وهو أسلوب يتبعه الإخوان كثيراً.. يتبع

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة