شاهد.. شنبات وجلاليب ومقتنيات الفنان محمد رضا أشهر «معلم» في السينما (صور)

السبت، 25 أغسطس 2018 10:00 م
شاهد.. شنبات وجلاليب ومقتنيات الفنان محمد رضا أشهر «معلم» في السينما (صور)
الفنان الراحل محمد رضا
زينب عبداللاه

 

«لن يظهر بعد محمد رضا ممثل آخر فى دور ابن البلد، فهو الأول والأخير».. بهذه الكلمات وصف الكاتب الساخر محمود السعدنى الفنان الراحل محمد رضا أشهر معلم فى السينما والمسرح فى كتابه «المضحكون»، حيث تميز رضا فى دور المعلم وأداه ببراعة كبيرة، وحفظت كل الأجيال تعبيراته وإيفيهاته المميزة، فلا يزال الجميع يذكر مشاهده فى فيلم «المدير الفنى» ، وهو يتحدث إلى الخوجة قائلا: «بذمتك أنت خوجة أنت.. بقى الأرض اللى احنا واقفين عليها بتلف حول نفسها، يعنى افتح محل السمك بتاعى فى السبتية الصبح ألاقيه فى مصر عتيقة».

 

كما قلدت أجيال كثيرة طريقة المعلم «جنجل أبو شفطورة.. اللى بيقص الكلا» فى فيلم 30 يوم فى السجن. وكان سر نجاح المعلم رضا، صدقه وخفة ظله واهتمامه بكل تفاصيل الشخصية التى يؤديها.

 

وعن إتقان تفاصيل شخصية المعلم وتميز والده فيها تحدث أحمد محمد رضا ابن «معلم» السينما والمسرح فى تصريحات خاصة لصوت الأمة،  قائلا: «مع تعدد ونجاح أدوار والدى  فى شخصية المعلم، توحد مع هذه الشخصية وتعامل معها بصدق، وتعرف على مجموعة من المعلمين الكبار، ونشأت بينهم صداقة، ومنهم المعلم إبراهيم نافع أحد كبار المعلمين بالجيزة الذى كان أقرب أصدقائه وبمثابة شقيقه و لم يفارقه حتى آخر يوم فى حياته».

 

AHMED MAROUF (1)

 

وتابع ابن الفنان محمد رضا: «لم يكن المعلم إبراهيم يتكلم بالطريقة التى اشتهر بها أبى، لكن والدى نسج شخصية المعلم من خلال معاملاته وصداقته لعدد كبير من المعلمين الذين كان يقابلهم على المقاهى».

 

AHMED MAROUF (19)
مقتنيات المعلم رضا

 

وأضاف: «كان أبى يدقق فى كل التفاصيل ويفصل بنفسه الملابس والجلاليب البلدى بكل متعلقاتها عند ترزى خاص به، ولا يعتمد على الإنتاج، وكان يتضايق عندما يشاهد عملا، ويرى الممثل يرتدى جلابية، ويظهر من تحتها أسورة القميص، ويحرص على تفصيل الصديرى وارتداء الملابس الداخلية التى يرتديها المعلمون».

 

وأردف قائلا: «كان أبى يحتفظ بعلبة تحتوى على مجموعة متنوعة من أشكال الشنبات ليختار بنفسه الشنب المناسب لكل شخصية، والغريب أنه فى الواقع لم يربى شنبه مطلقا، وكان يختار ويبتكر الإيفيهات وطريقة الكلام ويضع (التاتش بتاعه) على الدور، وكان المخرجون يثقون فيه ولا يناقشونه، فيمكن أن يكون الإفيه فى السيناريو جملة عادية فيحورها بطريقته».

 

AHMED MAROUF (20)0
علبة شنبات المعلم رضا

 

الغريب أن الفنان محمد رضا الحاصل على دبلوم الهندسة التطبيقية كان رشيقا ووسيما، ولذلك كان يحلم بأن يؤدى أدوار «الجان» فى السينما والمسرح، ولكن عانده القدر ولم يطلبه المخرجون فى بداية حياته الفنية رغم فوزه بالمركز الثانى فى مسابقة لاختيار المواهب الجديدة ، وتخلى المهندس الشاب عن وظيفته المرموقة فى إحدى شركات البترول سعيا وراء حلمه فى التمثيل.

 

وعن تحول مساره ليصبح أشهر معلم فى السينما والمسرح قال أحمد محمد رضا: «كان المخرج كمال ياسين يجهز مسرحية زقاق المدق واختار أبى فى دور المعلم كرشة، واعترض الجميع على هذا الاختيار، وقالوا إن والدى لا يصلح لأداء هذا الدور، لأنه وسيم ورشيق وليست به الصفات الجسمانية التى تؤهله لدور المعلم».

 

وتابع: «والدى أخذ المسألة تحدى، وبذل كل جهده لينجح فى هذا الدور، وأعدوا له (كرش) صناعيا حتى يرتديه تحت الجلابية، وأدى الدور باقتدار، وتحدث الجميع عن نجاحه، وبعدها طلبه الفنان فريد شوقى لأداء شخصية المعلم فى مسرحياته فى الخمسينيات، وعندما تحولت رواية زقاق المدق إلى فيلم كان بديهيا أن يؤدى والدى فيه دور المعلم كرشة».

 

AHMED MAROUF (21)
 

وأضاف: «قال الأديب العالمى نجيب محفوظ إن محمد رضا عمل الدور كما رسمه بالظبط وبنفس الشكل، ووصل نجاح والدى فى أداء شخصية المعلم أنه كان يقع عليه اختيار المخرجين مباشرة  فى أى عمل به شخصية معلم، وكان المخرجون يتهافتون عليه، حتى وصل الأمر أنهم اتفقوا على التنسيق فيما بينهم فى مواعيد التصوير حتى يستطيع والدى أن يؤدى أكثر من دور مع عدد من المخرجين فى وقت واحد بدلا من أن يستعينوا بممثل آخر، فكان يمكن أن يستعيضوا بأى ممثل إذا انشغل أحد أفراد العمل إلا دور المعلم المخصص لمحمد رضا».

 

AHMED MAROUF (18)
 

 

وأكد ابن معلم السينما والمسرح، أن والده قرر الاستغناء عن الكرش الصناعى وساعده فى ذلك مهارة زوجته فى الطبخ، وحبه للأكل، وصداقته بالمعلمين، فكان يتناول معهم الطواجن بعد المسرح، وأصبح سعيدا بالكرش ولم يتضايق منه، وشعر أنه جزء من شخصيته، مؤكدا أنه رغم ذلك كان خفيف الحركة جدا على المسرح.

 

AHMED MAROUF (17)
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة