«قاعدة تميم الجوية».. مخاوف قطرية أم سلعة وهمية جديدة صناعة تنظيم الحمدين؟

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 09:00 م
«قاعدة تميم الجوية».. مخاوف قطرية أم سلعة وهمية جديدة صناعة تنظيم الحمدين؟
المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد
شيريهان المنيري

اعتاد النظام القطري على بيع الوهم لشعبه وخاصة منذ بداية أزمة الدوحة في 5 يونيو من العام الماضي (2017)، حينما أعلنت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) مقاطعتها دبلوماسيًا وتجاريًا، إثر ثبات دعمها وتويلها للإرهاب، وتهديد أمن واستقرار المنطقة.

أوهام تنظيم الحمدين تمحورت على مدار الشهور الماضية في إثارة الرأي العام القطري تجاه الدول العربية ولاسيما محيط الدوحة الخليجي، في محاولة إقناع الشعب القطري بأن ما حدث من قبل دول الرباعي العربي يُعد اعتداءًا على السيادة القطرية (المزعومة)، وأن قطر مهددة عسكريًا، وهو ما تم نفيه جملة وتفصيلًا من قبل الدول المقاطعة لقطر بسبب جرائمها.

أصبحت الدوحة كالجزيرة المعزولة عن محيطها ما مثل ضغطًا نفسيًا على شعبها إلى حد كبير، حيث دفعه من قبل قيادته إلى التوجه إلى إيران وتركيا، بدلًا من أشقاءهم الخليجيين. هذا وتستمر محاولات تنظيم الحمدين ومن خلال الأذرع الإعلامية التابعه له في تضخيم الأمور، وتصوير الأمر وكأن الدوحة تعيش حالة من الحرب تجمع لها العدة والعتاد.

تصريح لنائب قائد القوات الجوية الأميرية القطرية، اللواء ركن طيار أحمد إبراهيم المالكي في حوار مع مجلة «الطلائع» الصادرة عن مديرية التوجيه العنوي بوزارة الدفاع القطرية، تم نشره الأثنين، وتم الترويج له في الإعلام القطري على نطاق واسع، حيث إعلانه عن إنشاء قاعدة جوية جديدة تحت إسم «قاعدة تميم الجوية»، إلى جانب حديثه حول إجراء توسيع في قاعدة العديد الجوية الأمريكية، وأيضًا قاعدة الدوحة الجوية، لافتًا إلى الاتفاقات العسكرية التي أبرمتها قطر على مدار الشهور الماضية للحصول على أنواع طائرات بعينها، في مقدمتها «الرافال» الفرنسية، و«F15» الأمريكية، والـ«تايفون» الأوروبية.

1
 

جابر الحرمي

الجدير بالإشارة أن قطر كانت قد أعلنت عن توسيع قاعدة العديد الأمريكية خلال شهر يوليو الماضي، فيما كذبت الولايات المتحدة الأمريكية ذلك الأمر، وقالت المتحدثة بإسم وزارة الدفاع القطرية، ريبيكا ريبارتش في تصريح لصحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية: «لم يتم تحديد الخطط لنهائية لمشاريع البناء في قاعدة العديد بالدوحة»، نافية تمامًا ما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام القطرية، نقلًا عن وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية.

توسيع العديد
 

وعلى الرغم مما سبق إلا أن قطر تعاود الأمر ذاته الآن، ولكن يبدو أنها محاولة قطرية أخيرة لإستعادة الرضا الأمريكي، بعد أن إنحازت الدوحة إلى تركيا في أزمتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما أحرجها مع الحليف الأمريكي، ودفعه إلى التلويح لجرائمها ودعمها للإرهاب، حيث علاقاتها من جماعة الإخوان الإرهابية والنظام الإيراني، والذي قررت واشنطن معاقبته مرة أخرى وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليه، وإلغاء الاتفاق النووي.

اقرأ أيضًا: «انت مع مين فيهم».. قطر الحائرة بين إرضاء «أردوغان» وواشنطن

ذا ناشيونال
 

ويعتقد خبراء ومتابعون أن «قاعدة تميم الجوية» ربما تأتي كنوع من الاستعداد والبدائل في حال تحرك قاعدة «العديد» أو تجميد نشاطها في الوقت الحالي، وأيضًا يمكن أن تكون ساحة جديدة لحلفاء قطر الجدد حيث القوات التركية وعناصر الحرس الثوري الإيراني، وخاصة أن مثل تلك الأخبار جاءت متزامنة مع اتصال هاتفي جديد بين أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ونظيره الإيراني حسن روحاني، وإعلان مواصلة التعاون وتوسيع أوجه نشاطه بين الجانبين، وهو الأمر ذاته الذي أعلن عنه الجانبان التركي والقطري، خلال زيارة «تميم» إلى تركيا أغسطس الجاري. أيضًا مساحة قطر وقدرها في المنطقة لا تحتاج إلى كل تلك القواعد  العسكرية، التي أصبحت تحتل مساحات كبيرة ربما أكثر مما يقطنها القطريون، هذا إلى جانب أن النسبة الأكبر من أفراد الجيش القطري من المجنسين، ما يعني أن تصريحات المسؤولين العسكريين بوزارة الدفاع القطرية حول التعزيز والتوسع في القوات غير منطقي أن يكون من أهل البلد، ولكنه كما اعتادت الدوحة «مستوردًا».

الوذين
 
العرب القطرية
 

 

المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد يرى أن مثل هذه الدعاية القطرية تشكل أمر نظري بحت، موضحًا أن العالم أجمع يعرف جيدًا أن قطر الحمدين لا يمكنها أن تكون قوة عسكرية في المنطقة، وفي ظل وجود القاعدة الأمريكية الضخمة على أراضيها، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «مراهقة قطر السياسية مضحكة وتدع للعجب فهي تريد أن تقنع المراقبين بأنها تستطيع التعاون مع إيران والولايات المتحدة الأمريكية بنفس الوقت، وهذا مستحيل؛ فيمكن بالمنطق فهم تعاونها مع تركيا وأمريكا لأنهما مثلًا عضوان في حلف الناتو، وهنالك علاقات وثيقة لهذا الحلف مع دول الخليج، ولكن علاقات عسكرية وثيقة مع إيران فهو ضرب من الخيال».


وأضاف أن «حكومة الحمدين وبعد مرور عامين على مقاطعة التحالف الرباعي العربي للدوحة لا تستطيع أن تكون ذات نفوذ لا سياسي ولا اقتصادي ولا عسكري؛ فحكومة قطر الآن أصبحت مجرد ماكينة صرف بنكية تنفق المليارات هنا وهناك لرشوة بعض الدول الصناعية بشراء الأسلحة التي لا تحتاجها ولا يمكنها استخدامها، وفي الآونة الأخيرة أصبحت مجرد بنك تمويل للعجز المالي في تركيا وإيران اللتين ما لبثتا تبتزان النظام القطري كلما انهارت عملتيهما وتعثر اقتصادهما».

وتابع «المرشد» بأن «قطر تتوقع حظرًا أمريكيًا عليها قريبًا إذا استمرت في هذه السياسة العبثية في محاولة إنقاذ إيران من أزمتها في الوقت الذي تبذل أمريكا جهودًا جادة مع حلفاءها لتشديد الحصار والعقوبات الاقتصادية وغيرها لتغيير سلوكها وسياستها في دعم الإرهاب وزعزعة أمن المنطقة.. ان قطر وإيران كلاهما يواجهان مأزقًا سياسيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا عميقًا، وقد اقترب وقت مواجهة الحقائق».

أما عن استمرار قطر في الزج بقاعدة العديد وفكرة توسعتها خلال وسائل إعلامها، وعلى الرغم من نفي «البنتاجون»، قال الخبير السياسي السعودي البارز أن «البنتاجون لا يأخذ بالآراء القطرية، وفي النهاية يتخذ قراراته الذاتية، وهو يعلم أن كل همها استمرار الوجود العسكري الأمريكي، وأنها ترتعب كلما هدد دونالد ترامب بنقل العديد إلى دولة أخرى»، مضيفًا أن كل ما يحدث من تضخيم إعلامي حول فكرة دعم قوة عسكرية قطرية تستعد للمخاطر التي تزعم أنها تحيط بالدوحة أمرًا لا يوجد إلا في خيال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، المقرب من تنظيم الحمدين، عزمي بشارة، والداعية الإخواني الإرهاب، يوسف القرضاوي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق