بسبب التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر.. الأراضى المصرية تواجه الطبيعة

الخميس، 30 أغسطس 2018 06:00 م
بسبب التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر.. الأراضى المصرية تواجه الطبيعة
دكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى
كتب ــ محمد أبو النور

يُشكِّل التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر،أهم عوامل التهديد للأراضى المصرية،نتيجة للزحف المستمر لكلاهما على التربة،منذ عدة سنوات،بسبب ذوبان الجليد فى القطب الشمالى،والتقلبات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية عالمياً.

وكانت المؤتمرات الدولية الخاصة بالتغيرات المناخية،وقمم الأرض المتعاقبة،قد دقت ناقوس الخطر خلال السنوات الماضية،وحذّرت من هذه العواقب الوخيمة لزيادة الاحتباس الحرارة وأثره على بلدان العالم،وخاصة التى يزحف إليها التصحر وزيادة منسوب المياه.

التصحر وزيادة منسوب المياه

دكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى
دكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى

 

يسمع الكثيرون عن التصحر وزيادة منسوب مياه البحر وتملح التربة،من خلال متابعتهم لوسائل الإعلام،ونشر وإذاعة وبث الندوات العلمية والمؤتمرات واللقاءات المحلية والدولية،التى تتحدث عن ذلك،دون أن يشعروا بخطورة هذه العبارات والمصطلحات التى يسمعونها،غير أن سكان الصحارى والشواطىء،هم أدرى وأعلم من غيرهم بزحف الصحارى وغيض ونضوب الماء الجوفى،وغمر مياه البحار للشواطىء.

وكانت مؤتمرات دولية متعاقبة،ودراسات عديدة،قد حذّرت من هذه الكوارث،وأثرها على دول العالم ومن ضمنها،وأهمها مصر فى قارة أفريقيا،وكانت الأمم المتحدة كذلك،قد أعلنت منذ  السبعينات،أن مصر من أوائل دول العالم صحراوياً،نظراً للظروف القاسية،التي تتميز بها الصحراء داخل مساحتها البالغة مليون كيلو متر مربع،وتحتوى على حوالي 86% من الأراضي شديدة القحولة،و14% من الأراضي القاحلة،وهي جزء من حزام الصحراء الكبرى الممتد من المحيط الأطلنطى غرباً عبر شمال أفريقيا بكاملها إلى الجزيرة العربية.

الوادى الجديد وشمال سيناء

2176847-الرمال-تلتهم-ألسنة-الكورنيش-(2)
الرمال تغطى ممشى الشاطىء بشمال سيناء

فى المحافظات الصحراوية،وأهمها شمال وجنوب سيناء ومطروح والوادى الجديد،وجزء كبير من محافظة البحر الأحمر،والظهير الصحراوى لعدد كبير من المحافظات،يعانى المزارعون من زحف الرمال على أراضيهم وزراعاتهم باستمرار،كما يشاركهم فى هذه المعاناة التنفيذيون،بالقرى والمراكز عندما تزحف الرمال أيضا على الطرق الرئيسية والمصالح الحكومية ومحطات المياه والصرف الصحى،وتضطر المحافظات لتغيير مسارات الطرق،كما حدث فى الوادى الجديد،حيث تقرر تغيير مسار طريق "باريس – الأربعين" وشرق العوينات، بتكلفة بلغت 20 مليون جنيهاً،نتيجة زحف الكثبان الرملية على الطريق وقطعه لفترات زمنية متفاوتة تسببت في إعاقة الحركة المرورية،وفى شمال سيناء التهمت الرمال المتحركة ألسنة الكورنيش على ساحل مدينة العريش،وقد اختفت هذه الألسنة التى تعتبر ممشى من الكورنيش وصولا لمياه البحر،تحت الرمال الزاحفة بين مياه البحر وامتداد الشاطئ، وأختفت معالمها كلياً فى بعض الألسنة، بينما ظهرت أجزاء منها فى مناطق أخرى، وأصبح السير عليها صعباً،وطالب أهالى مدينة العريش، بسرعة إنقاذ هذه الألسنة التى تعتبر أحد أهم مظاهر ومعالم كورنيش العريش، والمتنفس الحيوى للأهالى.

الاستعدادات المصرية للمواجهة

634064_0
فى الوادى الجديد الرمال تغطى الطرق

وإذا كانت المحافظات تتعامل مع هذه المشكلة،من وقت لآخر وحسب درجة خطورتها،وكلما تفاقمت وأعاقة الطرق والشواطىء،فإّن الحكومة كانت سبّاقة فى هذا الشأن،وقد اتخذت عدة خطوات فعّالة لمواجهة هذه المشكلة المزمنة منذ سنوات،فى الإطار العام لخطط الدولة،لمواجهة التصحر وزيادة منسوب المياه،فى المحافظات الشمالية المُطِلّة على البحر المتوسط،وكان منها تقييم ومتابعة عملية التصحر و بناء القدرات،ودعم برامج تحسين المراعي ،والتى تشمل إعادة تأهيل أراضي المراعي المتدهورة ،و صيانة موارد الأراضي و المياه ،وإدارة المراعي الطبيعية،والاهتمام ببرامج تثبيت الكثبان الرملية ،والذى يشمل حماية شواطئ بحيرة ناصر منها ،وتثبيت الكثبان الرملية في واحة سيوة ،وكذلك في شمال سيناء، وأيضا دعم برامج الزراعة المروية ،ويشمل تحسين و تطوير طرق الري والإدارة المتكاملة ،لمشروعات الري ،وإدارة وتحسين الأراضي ومعالجة تلوث التربة والمياه ومعالجة التلوث البيئي ،في منخفض وادي الريان،وأيضا دعم برامج الزراعة المطرية ،وتشمل تخطيط استخدامات الأراضي في الساحل الشمالي وتحسين الثروة الحيوانية ،وتحسين إنتاجية المجترات الصغيرة في شمال سيناء والحد من انجراف التربة.

download
شواطىء الإسكندرية تتعرض لزيادة منسوب مياه البحر

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق