البداية 6 سبتمبر.. كيف تخطط التعليم للقضاء على العنف المدرسي؟

الجمعة، 31 أغسطس 2018 10:00 ص
البداية 6 سبتمبر.. كيف تخطط التعليم للقضاء على العنف المدرسي؟
العنف المدرسي - صورة أرشيفية
إبراهيم الديب

آفة مزمنة يعاني منها التعليم عبر سنوات عدة مضت، وتستمر محاولات التربوين في وضع حلول جذرية لها داخل حرم دور العلم، إلا أنها تؤرق مضاجع المعلمين وقيادات المدارس المصرية، والمتعرضين لها من الطلاب يوميا إلى أن تخلصهم فترة الإجازة من همها، «العنف المدرسي» أصبح أحد المشاهد المعتاد رؤيتها داخل المدارس، والتي تطورت من المضايقات بين الطلاب، إلى التشاجر فيما بينهم، أو الاعتداء المتبادل مع المعلمين، وسجل العام الماضي عدة وقائع انتهت بسقوط حالات وفاة أو تحرير محاضر بقسم الشرطة بين أطرافها.
 
تقرير المجلس القومي للطفولة والأمومة سجل وقوع 189 حالة تعد بدني، ولفظي، وجنسي، العام 2016 داخل المدارس المصرية، منهم 129 بلاغا بين الذكور، و60 للإناث، منهم 78 بلاغا لطلاب التعليم الثانوي، و 99 للابتدائية، و12 لأطفال الحضانة، وأبرز تلك الحوادث ماتعرض له الطفل إسلام شريف، بالصف الخامس الابتدائي، مدرسة «شهداء بورسعيد» بإدارة السيدة زينب التعليمية، في القاهرة، من ضربة باليد على رأسه من قبل أحد المعلمين في المدرسة، تسبب في إصابته بنزيف في المخ لقى على إثره مصرعه.
 
ومابين المعلم والطالب، دارت حوادث عديدة تمثل أحد أشكال العنف المدرسي كان حصيلتها العام الماضي، تسجيل نحو 13 حالة طعن بسلاح أبيض، و33 حالة عنف من المدرسين ضد الطلاب، و15 حالة تعد لأولياء الأمور على المعلمين، و7 حالات من الطلاب، و5 حالات عنف من أولياء الأمور ضد زملاء أبنائهم، كان أشهرها اقتحام جزار و‏20‏ شخصاً من أقاربه مدرسة «تل البلد الابتدائية» في الإسماعيلية والاعتداء بالضرب على مديرة المدرسة وعدد من المدرسين بسبب شائعة وفاة ابنته الطالبة بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة‏، وطالب الإسكندرية الذي لقى مصرعه بمدرسة «مبارك الثانوية» أثناء مشاجرة مع زميله بسبب الخلاف على معاكسة الفتيات‏، وغيرها من حالات الاغتصاب والتحرش التي سجلتها دفاتر التعليم.
 
ووسط حلول الخبراء والتربويين وآليات تطبيقها والاستفادة منها من عدمه، أطلقت وزارة التربية والتعليم حملة «ضد التنمر» لمواجهة أشكال العنف المدرسي، ومحاربة ظاهرة التنمر بين طلاب المدارس، والتي تعرف بـ«التنمر المدرسي»، أو البلطجة، والتسلط، والترهيب، والاستئساد، والاستقواء، والتي تمثل كلها أسماء مختلفة لظاهرة سلبية واحدة، بدأت تغزو مدارسنا.
 
الغزو الإعلامي الغربي، و تغير كثير من العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع المصري، هي الأسباب التي رأرجعت وزارة التربية والتعليم انتشار تلك الظاهرة إليها، والتي وصفتها بـ«شديدة الخطورة» على سلوكيات أبنائنا داخل المدارس وخارجها، مطلقة الحملة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
 
تهدف الحملة إلى التوعية بأخطار ظاهرة التنمر على طلاب المدارس وإبراز دور المعلم وولى الأمر للمساعدة في القضاء على هذه الظاهرة، حيث أنها تشكل خطورة علي أبنائنا في المدارس، وتُشير الدراسات العالمية، بأن ثمانية من طلاب المدارس الثانوية يغيبون يومًا واحدًا في الأسبوع على الأقل بسبب الخوف من الذهاب إلى المدرسة خوفا من التنمر.
 
من جانبها قالت يسرا علام، مستشار الوزير للتسويق والترويج، إن التنمر المدرسي يعرف بأنه أفعال سلبية متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الأذى بتلميذ آخر، تتم بصورة متكررة وطوال الوقت، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السلبية بالكلمات مثل: التهديد، التوبيخ، الإغاظة والشتائم، كما يمكن أن تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل، أو حتى بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي مثل التكشير بالوجه أو الإشارات غير اللائقة، بقصد وتعمد عزله من المجموعة أو رفض الاستجابة لرغبته، لذ وجب الاهتمام الجاد بعلاج هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها، لحماية أبنائنا الطلاب بمساعدة معلميهم وأولياء أمورهم والمجتمع كله بكافة مؤسساته.
 
وأشارت «علام» إلى أن الحملة بدأت فعالياتها فعليًا على مواقع التواصل الاجتماعي، من يوم 29 أغسطس 2018، وسوف تتوالى الحملات التلفزيونية، واللافتات الخارجية بالشوارع والميادين بمناطق متنوعة، بداية من يوم 6 سبتمبر 2018.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق