قل محافظة المنيا ولا تقل امارة المنيا..!

الخميس، 06 سبتمبر 2018 12:44 م
قل محافظة المنيا ولا تقل امارة المنيا..!
د .ماريان جرجس تكتب:

يُعد الانتصار الحقيقى للارهابى هو مجموعة الاغتيالات المعنوية التى يرتكبها قبل وبعد اشعال فتيل الحدث الطائفى نفسه ، بالاضافة الى مجموعة من النزاعات الشفهية على هامش الحدث الطائفى وبعض من التغييرات المجتمعية الجذرية والتى تعد هى أقصى طموحاته.

فالقاء قنُبلة أو اشعال نيران أو هدم مبنى بعينه دون تلك الحُلى والعٌرب المعنوية التى يجود بها فعلته الآثمه ، لن يحقق ذلك الدوى الهائل والذى- للأسف- نساعده نحن فى ارسائها عن دون قصد .

وبعد أحداث قرية دمشاو بالمنيا وجدت الكثير من رواد التواصل الاجتماعى يستهلون تناقل أخبار الأحداث هناك بكلمة" امارة المنيا "  أو "ولاية المنيا" ، ليس اثقالا للموقف أكبر من حجمه ولكن تلك المصطلحات ما هى الا طعن فى سيادة الدولة دون أن يدركوا أو يتحققوا من وقع تلك المسميات على المجتمع وما قد تخلقه من انتصار معنوى للارهابى الذى بدأ شرارة الأحداث ، فالدولة المصرية لن تسمح يومًا ما بالتعدى على سيادتها ، وان دفاعها على أى نسمة تحيا على أرضها  ما هو الا دفاع عن سيادة الدولة المصرية التى لن ينتزعه  منها أحد .


نستطيع تفهم حالة الغضب واستثارة العواطف الجياشة الدينية  خاصة بين أبناء الصعيد  اثر تلك الحوادث  وهى مشكلة قيد البحث وسبل الاحتواء  ولكن لا أتفهم أننا نساعد مشعلى الفتنة الطائفية بصبغة  أحاديثنا بلون مصطلحاتهم الرثة !


ولا أتصور أن بشهوة " الشير " اللعينة نستطيع نشر ثقافتهم أيضًا ! فتصدير الثقافة هو أصل فكرى من الأصول الفكرية للغزو والانتصار ، فقديمًا  لم يكن الفاتح بأسطوله وجيشه يكتفى بنهب الثورات واحتلال الأرض ولكن كان يفرض على المحتل لغته وثقافته .


ان الدولة تبذل قصارى جًهدها لاحتواء أى حدث طائفى سواء بالتوعية الفكرية أو بانشاء مجلس قومى لمحاربة الارهاب أو تجفيف منابع الارهاب فى سيناء والصحراء الشرقية والغربية قبل أن تصل للمجتمعات المدنية  تلك العناصر المخربة  ، تنادى بتغير الخطاب الديني وتعضد أواصر المحبة والاخاء والمواطنة بين أبناء الشعب الواحد  والارتقاء والترفع عن مناقشة تلك النقطة من الأساس  ، فتعضد مصر اليوم علاقتها بكل دول العالم من شرق العالم لمغربة ، من شرق اسيا لدول كثيرة لم تكن العلاقات الدبلوماسية بيننا منعشة مثل فيتنام وكازخستان وأوزبكستان  منفتحة على العالم كله من أجل التقدم والازدهار  مقبلين على استثمارات صينية ضخمة فى المنطقة مما يعنى تواجد مستثمرين أجانب أكثر من كل البلدان والديانات والطوائف  ، فكيف لنا أن نلحق بقطار الدولة المصرية  سريع الايقاع ونحن لازلنا نقف عن تلك النقطة ؟ ولا نستطيع استيعاب وتقبل الاخر بل بالأحرى،  لا نستطيع مساندة الدولة فى حربها ضد أى تطرف فكرى  ؟

فنحن القوة الناعمة التى تستطيع أن تحارب التطرف الفكرى ووأده تمامًا ، نستطيع أن  نمتنع عن مساعدة الارهابى فى تصدير ثقافته ونتحرى وندقق فى كلامتنا أكثر واختيار مصطلحاتنا أكثر ونفقد الارهابى لذة ذلك الاغتيال المعنوى ، فالحكمة  يا أهل مصر!... 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق