لص الكتب علي مولا يعترف في مقال: لا أخالف قوانين الملكية الفكرية في أوروبا

الجمعة، 29 يونيو 2018 02:00 ص
لص الكتب علي مولا يعترف في مقال: لا أخالف قوانين الملكية الفكرية في أوروبا
على مولا
وجدي الكومي

منذ سنوات احتفت صحيفة القاهرة الثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة بأحد أشهر مقرصني الكتب، السوري علي مولا، الذي نجح في أن يكبد الناشرين المصريين والعرب، خسائر عديدة بسبب إتاحته العديد من إصداراتهم مجانا في منتديات الإنترنت التي اعتاد أن يطرح فيها هذه الكتب مجانا، مصورة بصيغة Pdf.

وصفت صحيفة القاهرة الثقافية علي مولا، بأنه روبين هود، في إشارة إلى الحكاية الإنجليزية التي بطلها لص اعتاد أن يسلب الأثرياء أموالهم ومتاعهم، ويمنحها للفقراء في فترة من فترات العصور الوسطى المظلمة في أوروبا، التي علا فيها عتو وفجور الطبقة البرجوازية، وكان من معالم انحطاطها هو تمتعهم بمظاهر البذخ والخيلاء، والإنفاق الشره على متعهم الحيوانية، بينما الفقراء الذين يعملون في ضياعهم لا يجدون سوى كسرات الخبز يقيمون بها بطونهم الخالية، لذلك كان من الطبيعي أن تظهر حكاية كحكاية "روبين هود" التي صارت من كلاسيكيات الفلكور الإنجليزي، لوصف الأوضاع المتردية بين كبار الملاك البريطانيين، وفقرائهم العاملين في الضياع.

وعلى الرغم أن الزملاء العاملين في صحيفة القاهرة مشهود لهم بالخبرة، والمهنية، إلا أنهم سقطوا في فخ الاحتفاء بمنتهك الحقوق الملكية الفكرية، علي مولا، ووصفه بـلقب "روبين هود" على أنه الفارس المغوار الذي أنقذ القراء من أصحاب دور النشر، وحمل لهم المعرفة مجانا.

وما يثير كتابة هذه السطور ليس فقط ما حدث من واقعة الاحتفاء بعلي مولا على صفحات صحيفة مصرية ثقافية، وهو حوار صحفي قديم مع مولا، الذي جدد حديثه مؤخرا مع أحد المواقع العربية، واعترف في هذا الحوار بأنه لا يمكنه اختراق قوانين الملكية الفكرية في أوروبا، ولا يمكنه تصوير الكتب المجرية – حيث يعيش منذ عقود- لأن بوسع المجر أن تطارده وتلاحقه قضائيا لأنه بالطبع، هناك حقوق الملكية الفكرية مصانة، والقوانين صارمة ويتم تطبيقها بصرامة بالغة.

يقول علي مولا في الحوار الذي نشره له أحد المواقع العربية المهتمة بالثقافة والأدب: بصورة خاصة صوّرت بعض الكتب لبعض الأصدقاء في المجر، وكانت المرة الوحيدة التي أصور كتبا غير عربية، حتى يتمكنوا من قراءتها خارج المنزل، ولم أرفعها خوفا من حقوق الملكية، فهنا يطالني قانون الاتحاد الأوروبي، ولا تساهل مع حقوق الملكية، ولا حاجة بي أصلا لرفع الكتب غير العربية، لأن دخلهم يمكنهم من شراء ما يريدون، والكتب الورقية متوفرة بكثافة".

يعترف علي مولا في هذا الجزء من الحوار، بأن قانون الملكية الفكرية مطبق بصرامة، وأنه يخشاه، وأنه يلتزم به، أي أنك طالما تعيش في بلد – علي مولا مقيم في المجر منذ العام 1987- يُطبق فيه القانون بحرفية، وصرامة، وحدة، فستلتزم به، أما إذا هبطت على أرض غير الأرض، بها فوضى ويعيث فيها الفاسدون والمارقون فسادا، فافسد كما تشاد، واخترق قوانين الملكية الفكرية كما تشاء، هكذا يواصل علي مولا في حواره قائلا:

في الوطن العربي يختلف الحال، فلا توجد مخاطر كون حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي ليست ضمن نطاق المسؤولين العرب، فهم مشغولين في الحفاظ على مناصبهم".

هكذا يبرر سارق الكتب الأشهر علي مولا، سرقة الكتب، ومجهود الناشرين، وتعب المؤلفين، وعرقهم، فالمؤلف العربي، يكدح، حتى يؤلف كتابا، ويكدح حتي ينشره، وقلما يتلقى عنه حقوقا، تساعده في الإنفاق على أبنائه، أو تربيتهم، ومواصلة كدحه الكتابي، وكذلك الناشر العربي، الذي يكدح حتى يصحح الكتاب، وينفق ويسدد فواتير خدمات، ويشتري خامات الورق، ويدفع لصاحب المطابع، ويدفع لمصمم الأغلفة، وكذلك يدفع للدولة ضرائب عن نشاطه، ويدفع لمعارض الكتب لحجز أجنحة وللمشاركة فيها، ويدفع أيضا للمؤلفين نسبا من حقوق بيعهم، وفي النهاية يأتي علي مولا، وآخرين مثله، ويستحلون تعب وعرق وأموال الناشرين والكُتاب ويتيحون الكتب مجانا على المنتديات والمواقع الإليكترونية التي تنتهك الكتب.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة