«الطلاق مش لعبة».. نواب يقدمون روشتة علاج انفصال الأزواج

الأحد، 09 سبتمبر 2018 09:00 م
«الطلاق مش لعبة».. نواب يقدمون روشتة علاج انفصال الأزواج
الطلاق في مصر
مصطفى النجار

«إن أبغض الحلال عند الله الطلاق».. حديث شريف يتردد على الأذهان مع كل حالة طلاق نسمعها لأصدقاء أو أقارب أو زملاء في العمل، لكن الطلاق قد يكون ملاذًا للبعض من جحيم أو عدم توافق ظهر مؤخرًا في علاقة زوجية لسبب أو لأخر، وهو ما يضع أعباء اجتماعية واقتصادية ونفسية على الشريكين المنفصلين، ولتشخيص الارتفاع غير المسبوق لحالات الطلاق في مصر استطلع «صوت الأمة» أراء عدد من النواب.

ووفقًا لأرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن حالات الطلاق، فإن عدد المطلقين في مصر بلغ 710 آلاف و 850 نسمة، وتنقسم الأرقام إلى نسبة 64.9% من الإناث المطلقات، ونسبة 35.1% للذكور المطلقين، بينما سجلت مصر 938 ألف حالة زاوج في العام الماضي وحده، ما دفع مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار لإصدار تقرير ليؤكد فيه أن مصر أصبحت الأعلى عالميًا.

طارق متولي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، قلل من ظاهرة الطلاق، مؤكدًا أنه بالمقارنة بعدد السكان والوافدين الذين يتجاوزون إجمالاً 110 ملايين نسمة نجد أن حالات الطلاق لاتزال في إطار الأعداد المنطقية وفقًا لعدد السكان.

ولافت متولي، في تصريحات لـ «صوت الأمة»، إلى أن كل المجتمعات البشرية بها مشاكل ولديها حالات انفصال كبيرة، فمثلا الولايات المتحدة من الممكن أن يظلان منفصلان لعدة سنوات وفي بريطانيا يمكن أن ينفصلا لمدة 5 سنوات قبل الطلاق الرسمي، لكننا في مصر بسبب التعاليم الدينية والتقاليد الاجتماعية لا يصح أن تظل امرأة على ذمة رجل وهو منفصلًا عنها مضيفًا: «بيسموها زي البيت الوقف، ومتعلقة لا عارفه تشوف حالها ولا عارفه تاخد منه حقها».

وتابع،أن الزواج والطلاق أمران اجتماعيان لن يخلو مجتمع منهما وأنهما سيظلان يسببان أرق لكافة المجتمعات، ولن في المجتمعات الغربية الأكثر تقدمًا عبرة، فرغم كل التطور إلا أنهما لم تستطيع السيطرة على فكرة الانفصال، ويكتفيان بالمسكنات التي تمنح أحد الشريكين حقوقًا في حالات محددة لكن تظل المشكلة قائمة لأنها تتعلق بتصرفات البشر وطريقة تعاملهم وليس هناك شخصان متشابهان في التصرفات بشكل متطابق يضمن استمرارية أي علاقة.

من جانبها، قالت إلهام المنشاوى عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن انتشارا حالات الطلاق تحتاج لعمل كثير من خبراء علم الاجتماع فالقوانين ليست أزمة ولا تتسبب في تزايد حالات الطلاق أيضًا لأن القوانين هى أُطر تشريعية تضبط أمور المجتمع بشكل عام لكنها لا تتحكم في زيادة أو نقصان، فالجميع يدرك جيدًا الأزمة من الناس فالتعاملات وعدم تحمل المسئوليات والاختيار المتسرع لشريك الحياة هى السبب الحقيقي، مضيفة: «عشان كده بقول المشكلة في الناس مش في القانون».

وطالبت «المنشاوي»، في تصريح لـ «صوت الأمة»، بضرورة إطلاق برامج توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«يوتيوب»، لانتشار استخدامهما في أوساط الشباب، من خلال شخصيات دينية وأطباء نفسيين ومتخصصين في علم النفس والاجتماع لتوعية المقبلين على الزواج، تحت مظلة الدولة لتفادي الأفكار المتطرفة التي نشاهدها اليوم.

 وأضافت «المنشاوي»، أن النموذجين الموجودين للتوعية الآن إما سيدة تظهر في إحدى القنوات الفضائية تتحدث باسم الدين بينما مذيعة أخرى تعطى نصائح للانفصال وكيفية إدارة العلاقات بين الشاب والفتاة من واقع خبراتها الشخصية، التى قد تفتقد للحكمة أو العلم وبالتالي يساهم ذلك بشكل أو بأخر في زيادة حالات الطلاق بشكل غير مباشر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق