قائمة أسعار التكريم كشفت الفضيحة.. مهرجان الفضائيات العربية مصطبة لعواجيز الفن

الأحد، 16 سبتمبر 2018 09:00 م
قائمة أسعار التكريم كشفت الفضيحة.. مهرجان الفضائيات العربية مصطبة لعواجيز الفن
مهرجان الفضائيات العربية
كتب- أمل غريب

 

 

ولد مهرجان «الفضائيات العربية» لقيطا منذ اللحظة الأولى، التي بدأ يخرج فيها للنور عام 2008، خاصة بعد اعتماده على التربيطات والمصالح و«تلميع» فناني الصف الثاني والثالث، لذا لم يكن غريبا أن يلقبه الكثير بـ «مهرجان الكومبارسات».

في دورته الـ 9 التي انطلقت السبت الماضي، وضعت الشركة المنظمة للمهرجان، التي دأبت على رعاية وتنظيم مؤتمرات ومهرجانات «السبوبة»، قائمة أسعار خاصة لمن يريد الحصول على تكريم وشهادة تقدير عن أي عمل قام به مؤخرا، ورغم هذا فإن بالأخير لم يحقق أي صدى أو نجاح.

التسعيرة التي خصصتها الشركة المنظمة للمهرجان، تضمنت دفع 600 دولار في مقابل الحصول على درع تكريم وشهادة تقدير معا، و400 دولار لشهادة التقدير فقط، بينما الحصول حددت  سعر درع التكريم وحده بمبلغ 550 دولارا، رافعة شعار «كله بحسابه.. وأنت وشطارتك».

مهرجان الفضائيات العربية، الذي يترأسه أحمد عليوة الرئيس التنفيذي لشركة «فينجر برنت» للإنتاج والحلول الإعلامية، ويحضره كبار الفنانيين الذين انحصرت عنهم الأضواء وانطفت نجوميتهم، إما لكبر سنهم أو لعدم تقديمهم لأي أعمال جديدة قد تلقى أي صدى لدى المشاهدين، بات يعمل على إعلاء القيم التي تسيء للأعمال الفنية وتهدر كرامة الفن والفنانيين على حساب «الشللية» والمحسوبية فقط.

ناديه الجندى فى مهرجان الفضائيات العربيه
نادية الجندى في مهرجان الفضائيات العربية

وهناك معايير واشتراطات تضعها إدارة أي مهرجان «محترم» لتحديد الأعمال المشاركة واختيار منها ما تنطبق عليه تلك المعايير، سواء كانت على مستوى السيناريو أو الإخراج أو القصة أو المونتاج أو الإضائة أو أي من المحددات التي يتم على أساسها التمييز بين الأعمال وفقا لقواعد المهرجان، أما أن تكون الأعمال المقدمة والمشاركة «سداح مداح» فهذا أمر آخر.

الواقعة الأغرب، إن إدارة القائمين على المهرجان اخترعت آلية أخرى، ليس في اختيار الأعمال المشاركة فحسب، بل في الأعمال الفائزة أيضا، وتركت المسألة لـ «تصويت» الجمهور على الحساب الرسمي للشركة المنفذة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

كل هذا يشير إلى عدم وجود أي شفافية من جانب إدارة المهرجان ولجنة التحكيم التي لا يعرف أحد اختصاصاتها بالضبط، سوى مجرد شيك بنكي يحمل عليه رقم وبجانبه 5 أصفار، فلا هي عرفت الأعمال المشاركة، ولا هي وضعت ضوابط للمشاركة، ولا اختارت الأعمال ولا قامت بأي عملية تقييم، واقتصر دورها فقط على مجرد تقديم ورقة أعلنت فيها أسماء الأعمال الفائزة، وورقة أخرى حملت أسماء الفائزين من فناني «الترسو».

رئيس مهرجان الفضائيات العربيه
رئيس مهرجان الفضائيات العربية

سبوبة المهرجانات التي اجتاحت الساحة الإعلامية خلال العشر سنوات الأخيرة، أساءت للحقل الإعلامي بشكل لافت للنظر، فلا أحد يعلم من يمول تلك الفاعليات ويدفع لها الأموال الطائلة، ولا من يرعاها من شركات مجهولة ولا من يقيم مَن أو يمنح الجوائز لمن؟ فقد طغت فوضى المصالح الخاصة على حساب أي قيمة فنية أو أدبية أو حتى ثقافية.

ورغم المساعي الحسيسة التي تجريها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، للنهوض بدور الثقافة على أرض مصر وإعادة تصحيح الصورة الذهنية لدى المواطنين، يأتي مهرجان «الفضائيات العربية»، الذي لا أصل ولا تاريخ ولا سمعة طيبة له، ليهدم كل ما تحاول الوزيرة تقديمه، ومحاولتها إعادة تصحيح الأوضاع من خلال تنظم عمل المهرجانات داخل مصر، وإعطائها صبغة ثقافية ذات جودة عالية وقيمة أعلى وأهم من مجرد «مصطبة» للمنافع الخاصة على حساب سمعة بلد يسير نحو إعلاء القيم الرفيعة ويحفر في الصخر لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بعد ضياعها وسط هوجة الانفلات الأخلاقي التي عاشها في أخر 10 سنوات.

« عبد الدايم» خلال اجتماعها مع اللجنة العليا للمهرجانات، منذ أيام قليلة، والتي شكلها مجلس الوزراء يوليو الماضي، حددت المعايير الواجب توافرها في المهرجانات التي تقام بمصر، حفاظا على الهوية المصرية وتنمية روح الإبداع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتفعيل التبادل الثقافي بين مصر والعالم، تحقيقا لتقديم عدالة ثقافية للمواطنين، يتم تقديمها في أجندة محددة لكل المهرجانات شاملة المجالات الفنية والثقافية والإعلامية، تحقيقا لمبدأ نشر الوعي والارتقاء بالذوق العام للجمهور بعد انتشار ثقافة الانحدار، الأمر الذي يحتم تدخل وزارة الثقافة لوقف مهزلة «سبوبة» المهرجانات التي تجمع أموال لا نعرف حقيقة مصدرها ولا جهات إنفاقها.

71b232d4f342c966e057347e049c1ebd
 
_640x_2bdd4c58f4c598813a0364c9230d7d67d538cb35bcdf9c88aeaa34d62199eae4
 
02_1
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق