نجاح الرباعي العربي في دعم الاستقرار.. كيف رسمت الرياض طريق السلام بين إثيوبيا وإريتريا؟

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 06:00 م
نجاح الرباعي العربي في دعم الاستقرار.. كيف رسمت الرياض طريق السلام بين إثيوبيا وإريتريا؟
شيريهان المنيري

رحبت دول المنطقة العاملة على حفظ الأمن والاستقرار بها وحمايتها من الإرهاب والتطرف وكل من يحاول العبث بدول الشرق الأوسط، بتوقيع اتفاقية جدة للسلام بين الجانبين الأثيوبي والإريتري، بعد ما شهدته العلاقات بين البلدين من توتر على مدار سنوات طويلة.

وتمت فعاليات توقيع الاتفاقية الأحد الماضي برعاية العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضور ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الإماراتية، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرس.

هذا وشهدت السعودية بعد توقيع الاتفاقية السابقة الذكر بيوم واحد؛ لقاء تم وصفه بـ«التاريخي» فقد جاء بعد 10 أعوام من القطيعة بين رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، ورئيس إريتريا، أسياس أفورقي.

اقرأ أيضًا: 12 صورة تحكي تفاصيل توقيع «أفورقي» و«آبي» إتفاقية السلام بجدة

المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، تلك الدول التي أخذت على عاتقها محاربة ومكافحة الإرهاب على مدار عام، للحفاظ على الأمن القومي العربي ولاسيما الخليجي.

وأشاد الخبراء والمتابعون السياسيون بالدور السعودي والإماراتي إلى جانب مصر في احتواء الأزمة الإثيوبية الإريترية وغيرها من العراقيل التي شهدتها القارة الإفريقية خلال الأعوام الماضية، ما حاول أعداء المنطقة حيث قطر الحمدين وتركيا أردوغان والنظام الإيراني في إستغلاله لحل أزماتهم الداخلية ومع دول المنطقة. فيما أن جهود الحلفاء الأربعة تساهم بفاعلية في نشر الاستقرار في القرن الإفريقي والبحر الأحمر ومنطقة باب المندب وبين دول نهر النيل إلى جانب المنطقة العربية ككل».

في هذا الخصوص أشاد المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي بالجهود الدبلوماسية السعودية، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «لقد نجحت تلك الجهود في ردمّ خندق النزاع وتجسير الهوة بين أطراف النزاعات التاريخية بين الأشقاء والأصدقاء، ما أثمرّ عن اتفاق السلام الذي وقع في جدة تحت رعاية الملك سلمان للمصالحة الأثيوبية الإريترية وأنهي عقودًا من النزاع والاحتراب بين الجارين المهمين في القارة الإفريقية.

كما نجحت الوساطة السعودية في عقد لقاء تاريخي بين الرئيس الجيبوتي والرئيس الإريتري في جدة أيضًا لتثبت الدبلوماسية السعودية من جديد قوتها وتأثيرها وفاعليتها وأن هناك ثقل للرياض سياسيًا واقتصاديًا وإسلاميًا، إلى جانب ما تتمتع به من حكمة ومصداقية وصدق في النوايا».

وأضاف أن «اتفاقية جدة جاءت تتويجًا للجهود الدبلوماسبة السعودية الخيرة والحثيثة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين والمعتمدة على الصبر وحسن النوايا وصدق العزيمة»، موضحًا أنه «بكل تأكيد نجاح الجهود السعودية ساعدها إدراك رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي بأن المصالحة ستنهي الحرب التي قتلت آلاف منذ 20 عامًا إيذانًا بالمضي قدمًا في فتح المعابر البرية والموانىء البحرية والمطارات وتبادل السفارات لتحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار لمنطقة القرن الإفريقي».

وقال «آل عاتي»: «بتوقيع اتفاقية جدة تكون أديس أبابا وأسمره قد ردمتا مراكز الاحتدام على طول حدودهما وسحبتا قواتهما المسلحة إلى معسكراتها، مدركتين أن السلام ممكن متى ما توفرت الإرادة الصادقة الهادفة لإنقاذ بلديهما وجعلهما يلحقان بركب الدول المتحضرة وينهضا بشعبيهما، حيث يستحقان الأفضل».

اقرأ أيضًا: «الأمن القومي» كلمة السر في إتفاقية جدة للسلام.. رئيس تحرير «عاجل» السعودية يكشف التفاصيل

يذكر أن دول التحالف العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أعلنت منذ 5 يونيو من العام الماضي (2017) عن تحالفها رسميًا في مواجهة ما تشهده المنطقة من تحديات تقف في طريق استقرارها وتقدمها، وقطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب والعبث بالأمن بالأمن القومي للمنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق