من الخط الساخن للصواريخ الحارقة.. المكر الإسرائيلي يسقط في فخ الدب الروسي

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 07:00 م
من الخط الساخن للصواريخ الحارقة.. المكر الإسرائيلي يسقط في فخ الدب الروسي
نتنياهو و بوتين
كتب- مايكل فارس

 

في 20 سبتمبر 2015، تدخلت روسيا عسكريا بدعوة من النظام السوري، فى الحرب الدائرة بين القوات السورية من جهة والجماعات الإرهابية والمسلحة من جهة أخرى، ونظرا لقيام إسرائيل بضربات جوية، اتفقت إدارتي النظام الروسي والإسرائيلي على إنشاء خط عسكري ساخن بين موسكو وتل أبيب فى قاعدة حميمم، حيث مقر القوات السورية، وقيادة كيريا فى تل أبيب، لمنع الطائرات الحربية أو الوحدات المضادة للطائرات من الاشتباك بطريق الخطأ فوق سوريا.

إسقاط طائرة استطلاع جوي روسية - إيليوشين 20- وعلى متنها 15 عسكريا روسيا، من دفاعات الجو السورية -إس 200- بسبب استخدام الطائرات الإسرائيلة الطائرة الروسية كغطاء جوي أثناء هجومها على سوريا، فى 17 سبتمبر الجاري، جعل «الخط الساخن» ريشة في مهب الريح، فذاك الخط الذى ينقذ الأرواح، لأنه ساعد على تجنب سوء الفهم في بداية الانخراط الروسي في سوريا، بحسب ماوصفه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، في تصريحات صحفية سابقة، ستنظر روسيا مجددا في فعاليته.

الرواية الإسرائيلية

رفضت سوريا الاتهامات الروسية التي تحملها مسؤولية إسقاط الطائرة، في اللازقية غرب سوريا، وأرسلت وفدا برئاسة قائد سلاح الجو الجنرال أميكام نوركين إلى موسكو، الخميس الماضي في محاولة للتهدئة وتوضيح ملابسات إسقاط الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ أثناء تصدّي القوات السورية لغارة جوية إسرائيلية، ومقدما المعلومات لروسيا لتبرئه ساحتها، كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه أرسل الجنرال نوركين إلى موسكو من أجل «الإبقاء على التعاون بين بلدينا» بين أمور أخرى.

لجنة تحقيق في الحادث

فتحت موسكو لجنة تحقيق موسعة فى حادث إسقاط طائرتها، أخذة في الاعتبار بياناتها الخاصة وما أرسلته إسرائيل من بيانات، إلا أن نتيجة التحقيقات أغضبت روسيا التي استشفت منذ البداية أن تل أبيب ضللتهم، وأن قواتها الجوية استخدمت طائرتها كغطاء جوي لتنفيذ هجومها على أهداف سورية، الأمر الذي حدى بها لشرح الملابسات في بيانات وتصريحات صحفية بلهجة شديدة وقاسية، فقد خرج الكرملين الإثنين، بعد أسبوع من الحادث، وبعد انتهاء اللجنة من التحقيقات، ليؤكد أن ماحدث هو عمل إسرائيلي متعمد لا يمكن إلا أن يضر بالعلاقات بين البلدين.

إس- 300  لصد المتهورين

تعلم جيدا روسيا ما يغضب إسرائيل، لذا رغم اعتذاراتها المتكررة وتقديم واجب العزاء، إلا أن الرد الروسي كان قاسيا، وستتحمل تل أبيب تبعياته، فقد قررت موسكو تزويد سوريا بنظام الدفاع الجوي إس 300 الأحدث من نوعه ليحمي سماء دمشق، الأمر الذي سيجعل عبور أي طائرة إسرائيلية للأجواء السورية رهن مطرقة المنظومة الجديدة.

 وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أن قرار روسيا تزويد سوريا بمنظومة «إس 300» المضادة للطائرات يهدف إلى تعزيز سلامة الجيش الروسي.

سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي، قال إن روسيا سوف ترسل أنظمة الدفاع إلى سوريا في غضون الأسبوعين المقبلين، ما سوف يهدئ بعض المتهورين الذين تشكل أفعالهم تهديدا لقواتنا.

وأضاف، أن روسيا ستشوّش على اتصالات أي طائرة تحاول ضرب سوريا من فوق البحر المتوسط، كما أن الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية ورادارات الطائرات وأنظمة اتصالات الطائرات الحربية التي تهاجم أهدافا أرضية ستلغى في المناطق المحاذية لسوريا في البحر المتوسط.

لماذا تصر روسيا على التضليل الإسرائيلي؟

عقب تقديم إسرائيل بيانات الحادث لموسكو، وبعد انتهاء لجنة التحقيق، تأكدت روسيا بأن إسرائيل قدمت معلومات مضللة، ليخرج الناطق العسكري الروسي إيغور كوناشينكوف، ويؤكد أن الجيش الروسي تلقى اتصالا من القيادة الإسرائيلية في الساعة 18:39 بتوقيت جرينتش تحذّر فيها أن إسرائيل ستضرب في «شمال سوريا»، حيث كانت طائرة إيليوشين-20 روسية للاستطلاع تراقب منطقة خفض التصعيد في إدلب.

 وأشار إلى أن موسكو طلبت من طائرتها العودة إلى القاعدة، لكن بعد دقيقة من الاتصال الإسرائيلي ضربت الطائرات الإسرائيلية هدفا في اللاذقية في غرب سوريا، مضيفا أن المعلومات المضللة للضابط الإسرائيلي في ما يتعلق بموقع الضربات جعل من المستحيل إرشاد طائرة إيل- 20 إلى مكان آمن.

ويشرح كوناشينكوف تفاصيل الحادث قائلا: «بينما كانت طائرة إيليوشين-20 تهبط قرب اللاذقية، بدأت إحدى طائرات (إف-16) القيام بمناورة في الساعة 18:59 ت غ لتقترب من الطائرة الروسية، التي تم اعتراضها من قبل الدفاع الجوي السوري كطائرة تعاود الإغارة، ونتج من ذلك إسقاطها، مؤكدا أن المقاتلات الإسرائيلية استخدمت إيليوشين-20 كغطاء من الصواريخ المضادة للطائرات، واستمرت بمراقبة المنطقة حتى بعد وقت طويل من سقوط الطائرة الروسية».

استئناف الضربات الجوية الإسرائيلية فى سوريا

ووصف كوناشينكوف، حادث إسقاط الطائرة بـ «ردا جاحدا جدا على كل ما فعلته روسيا لإسرائيل»، ورغم أن إسرائيل سارعت لنفي الرواية الروسية، وقالت في بيان رسمي صادر عن الجيش، إن طائراتها لم تختبئ وراء أي طائرة وأن مقاتلاته كانت في المجال الجوي الإسرائيلي وقت إسقاط الطائرة الروسية، إلا أنها أكدت أيضا استئناف ضرباتها الجوية في الأراضى السورية، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأحد، أن إسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية ضد الوجود الإيراني في سوريا بالرغم من حادثة سقوط الطائرة الروسية في الأجواء السورية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق