"لم تدفع اشتراك الأمم المتحدة".. هل تعرفون جمهورية سان تومي وبرنسيبي التي أسسها اليهود؟

السبت، 29 سبتمبر 2018 10:00 م
"لم تدفع اشتراك الأمم المتحدة".. هل تعرفون جمهورية سان تومي وبرنسيبي التي أسسها اليهود؟
شعار دولة سان تومي وبرنسيبي
كتب مايكل فارس

يوجد أربعة دول من أعضاء الأمم المتحدة، فقط لم يسددوا الاشتراكات المستحقة للمنظمة الأم فى العالم، بحسب ما ذكرت على موقعها الرسمي على الإنترنت، وبذلك لا يحق لهم التصويت على قرارات الجمعية، بموجب المادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة، التى تؤكد أنه لايكون للعضو الذي يتأخر عن سداد اشتراكاته المالية في المنظمة حق التصويت في الجمعية العامة إذا كان قيمة المتأخر عليه مساويا لقيمة الاشتراكات المستحقة عليه في السنتين الكاملتين السابقتين أو زائدا عنها.

 والأربعة دول هم، جزر القمر، غينيا، الصومال، سان تومي وبرنسيبي، وتلك الدولة الأخيرة قد لايعرفها أحد، فنادرا ما نسمع عنها، فهى لم تظهر على الساحة الدولية ولم تشارك فى أحداث تذكر رغم التقلبات السياسية والعسكرية التى تحيط بالقارات كافة.

السكان والديانة

تعد ساو تومي وبرينسيبي ثاني أصغر بلدان أفريقيا من حيث عدد السكان بعد سيشل، إذ يبلغ عدد سكانها 199,910 نسمة (بحسب إحصاء عام 2016)، ما يجعلها أصغر بلد ناطق بالبرتغالية في العالم، وغالبية السكان من أصول أفريقية ومختلطة، ويدين معظمهم بالمسيحية الكاثوليكية، إضافة لوجود الديانة اليهودية، ويظهر الإرث البرتغالي جليا في ثقافة وعادات وتقاليد البلاد، فثقافة ساو تومي وبرينسيبي هي عبارة عن خليطٍ ثقافي ظهر نتيجة ما تأثرت به الجزيرتان من التدامج الحاصل للتأثيرات الأوروبية والأفريقية.

الجغرافيا
هى دولة جزرية تقع في خليج غينيا على الساحل الغربي الاستوائي من منطقة وسط أفريقيا، وتتكون من من أرخبيلين - الأرخبيل هو أحد أشكال سطح الأرض والذي يرمز لأي مجموعة متقاربة ومتجاورة من الجزر-  يقعان حول الجزيرتان الرئيسيتان، وهما جزيرة ساو تومي وجزيرة برينسيب اللتان تفصلهما مسافة تبلغ حوالي 140 كيلومتر، وتبعد جزيرة ساو تومي حوالي 250 كيلومتر (155 ميل) وبرينسيب حوالي 225 كيلومتر عن ساحل شمال غربي الغابون.

تاريخ الدولة

الجزيرتين كانتا غير مأهولتين بالسكان حتى اكتشاف المستكشفين البرتغاليين لهما في القرن الخامس عشر،  وقام البرتغاليين باستعمارهما واستيطانهما بصورة تدريجية خلال القرن السادس عشر، وقد أصبحت ساو تومي وبرينسيب مركزا حيويا لتجارة العبيد عبر الأطلنطي، كما ساعد توافر التربة البركانية الخصبة وموقعها القريب من خط الاستواء على جعلها موقعا ملائما لزراعة السكر وغيره من المحصولات التجارية مثل القهوة والكاكاو، فاعتمد هذا الاقتصاد الزراعي المربح اعتمادا كبيرا على استيراد العبيد الأفارقة.

 مرت البلاد بأدوار من الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار الاقتصادي خلال القرن التاسع عشر والعشرين وتوجت بنيل البلاد لاستقلالها عام 1975، ومنذ ذاك الحين بقيت ساو تومي وبرينسيب أحد أكثر بلدان أفريقيا استقرارا وديمقراطيةً.

اليهود وتأسيس الدولة

أول من اكتشف الجزيرتين اللتين تشكلان هذه الدولة، هم الملاحون البرتغاليون ، في حدود سنة 1471 م، وكانت قبل هذا الاكتشاف غير مأهولة بالسكان، و أول محاولة استيطانية ناجحة في ساو تومي بدأت في 1493م، ومن جانب ألفارو كامينه، الذي حصل على الأرض منحة من ولي العهد برينسيبي، و قد تمت استيطانها في 1500 في إطار ترتيب مماثل، وكان أول المستوطنين من اليهود وأرباب السوابق،  ليشكلا بذلك ركيزة الدولة الوليدة، حيث كان من الصعب استقدام البرتغاليون فتم إرسال العناصر الغير مرغوب فيها – المجرمين- من البرتغال إلى الجزيرتين أصبحت ساتومي مستعمرة برتغالية تحت سلطة ولى العهد البرتغالى في 1522 وتلتها برنسيبي في 1573.

وبسبب التربة البركانية بدأت في البلاد الزراعة خاصة قصب السكر ،و بحلول القرن السابع عشر كانت من أهم منتجي السكر بفضل الزراعة الكثيفة بايدي عمال السخرة، لكن تدهور الإنتاج حتى القرن التاسع عشر فتم ادخال زراعات جديدة مثل الكاكاو والبن. مما اعاد البلاد إلى الرخاء من جديد. في عام 1908 كانت البلاد أكبر منتج للكاكاو في العالم ولا تزال للمحصول اهميته حتى الآن.

نظام الحكم

رئيس البلاد الحالي هو، مانويل بينتو داكوستا، ونظام الحكم جمهوري وينتخب الرئيس بالاقتراع المباشر لمدة خمس سنوات (و يمكن إعادة الانتخاب لفترة ولاية ثانية)، و الدستور يعطي السلطة العليا إلى البرلمان الذي يتكون من 55 عضوا ينتخبون كل 4 سنوات، وفي سنة 1990 تم عمل استفتاء عام واقرار الدستور الجديد. الذي مهد الطريق لقيام جمهورية ديمقراطية متعددة الأحزاب، مجلس الوزراء يعينهم الرئيس بناء على اقتراح من رئيس الوزراء.

وفي سنة 1952 تكونت حركة من المنفين خارج البلاد تطالب بالاستقلال عن البرتغال، ذلك بعد أن قام ملاك الأراضي البرتغاليون بإخماد اضطرابات عمالية وقتل المئات من العمال الأفارقة، في أبريل 1974 قام الجيش البرتغالي بثورة ناجحة في بلاده ضد الحكم الديكتاتوري،  فقامت الحكومة البرتغالية الجديدة بانهاء المستعمرات البرتغالية بما فيها ساو تومي وبرينسيبي.

ومن أهم المحطات السياسية التى أدت إلى الاستقلال، هو  نقل السلطة من المستعمر البرتغالي إلى حركة تحرير ساو تومي وبرينسيبي (MLSTP)التي كانت تتخذ من الغابون مقرا لها، وأعلنت الحركة عن اختيار زعيمها مانول بينتو داكوستا الذي تلقى تدريبه في ألمانيا الشرقية رئيسا للجمهورية وحصلت البلاد على استقلاها في 12 يوليو 1975، وفى في سنة 1987 أدخلت إصلاحات ديمقراطية في البلاد وفي سنة 1990 تم اجراء تعديلات على الدستور وإضفاء الصفة القانونية على الأحزاب السياسية المعارضة، و في سنة 1995 وقع اتقلاب عسكري اخرج الرئيس من الحكم لمدة أسبوع ولكنه عاد إلى الحكم بعد فشل الانقلاب .

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق