«حكومة في الشارع».. كيف أنهى رئيس الوزراء عصر التقارير المكتبية؟

الأحد، 30 سبتمبر 2018 06:00 م
«حكومة في الشارع».. كيف أنهى رئيس الوزراء عصر التقارير المكتبية؟
رئيس مجلس الوزراء في الصعيد
سيد محفوظ

«مش عايز حد يقعد فى المكاتب.. أنزلوا الشارع واسمعوا مشاكل الناس وحلوها.. كلنا جايين علشان نخدم المواطن ونحقق رضاه وده هدفنا الأول».. تلك هي الاستراتيجية التي تنتهجها الدولة ممثلة في مجلس الوزراء حاليا.

تولي الدكتور مصطفى مدبولي، منصبه رئيسا للوزراء، ووزيرا للإسكان والموافق والمجتمعات العمرانية، في وقت كانت تحتاج فيه مصر إلى مسئولين في الشوارع، لمراقبة ومعاينة الوضع على الطبيعة، دون رتوش وتزيين «التقارير المكتبية».

سياسية أو استراتيجية معاينة الأوضاع على الأرض أول من اتبعها كان رئيس الوزراء نفسه، فعلى مدار الفترة الماضية، خاصم الدكتور مصطفى مدبولي مكتبه، وقرر أن يكون في الشارع بين المواطنين، للإجابة عن استفساراتهم والاستماع لشكاويهم، والعمل على حلها بنفسه، أو التوجيه بحلها من جانب المسئولين المختصين.

الصحفيون والإعلاميون يشكون من نشاط «مدبولي» الملحوظ، فهو لا يجلس على مكتبه سوى في اجتماعات مجلس الوزراء والمحافظين، أو عندما يلتقي مسئولا خارجيا، عدا ذلك فهو في الشارع يسأل ويستمع ويحل المشاكل.

وحتى عند عقد اجتماعاته في مجلس الوزراء، تكون التوجيهات المستمرة للوزراء والمحافظين بالنزول للشارع والاستماع للمواطنين وحل مشاكلهم باستمرار، حتى لا تتراكم المشاكل وتتسبب في كوارث.

مصطفى مدبولي، يدرك تماما أن الجنوب هو الحل لمعظم مشاكل مصر، فكانت زياراته المتتالية لمحافظات الصعيد بدأها بمحافظة أسيوط، وبعدها انتقل إلى محافظة سوهاج، ثم محافظة قنا، وافتتح خلال تلك الزيارات عديد من المشروعات المهمة التي من المقدر أن تسهم في تنمية اقتصاد الصعيد، وبالتالي اقتصاد الدولة، لكن الأهم من ذلك كانت سياسية «مدبولي» حيث الاستماع الجيد لشكاوى المواطنين الصغار منهم والكبار، والعمل على حلها، أو التوجيه بذلك.

إقرأ أيضا : الحكومة في الصعيد.. لهذه الأسباب يزور مصطفى مدبولي سوهاج بلد المواويل

عدد لا بأس به من المسئولين في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، استمع جيدا إلى نصيحة وتوجيه رئيس الوزراء، ونزل الشارع ورأى بنفسه ما يعانيه المواطنون، وهو ما فعله محافظ الجيزة، اللواء أحمد راشد، الذي ظل على مدار الفترة الماضية يجري زيارات وجولات مفاجئة للعديد من المراكز والمدن والمنطق التابعة للمحافظة.

وأنتجت جولات «راشد» العديد من المميزات، فالشوارع بالمناطق التي زراها تغير حالها، من حيث النظافة والاهتمام بوضعها، كما أنتجت الزيارات الكشف عن عدد كبير من المسئولين المقصرين المهملين، فتم معاقبتهم جميعا، إما بالاحالة للنيابة، أو بالخصم، أو الإيقاف عن العمل.

استراتيجية «حكومة الشارع» يتبعها أيضا اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، الذي اجتمع بسكرتيرى عموم المحافظات بحضور عدد من قيادات الوزارة، ووجههم بالنزول للشارع، والعمل على حل مشاكل المواطنين، وقال خلال الاجتماع: «انزلوا للمواطنين وشوفوا مشاكلهم على أرض الواقع، وافتحوا قنوات اتصال مباشرة معهم خاصة فى القرى.. وأنا معاكم وفِي ظهركم، وسأقف شخصياً مع الشرفاء والمخلصين لحل مشاكل الناس».

وطالب اللواء محمود شعراوي، سكرتيرى عموم المحافظات، بسرعة حصر المشروعات المتعثرة، وموافاة الوزارة بها خلال 48 ساعة، وذلك للعمل على إزالة الأسباب التى أدت إلى ذلك، والتأكد من  إدارتها بصورة جيدة، وحل المشاكل التى تواجهها، بالتنسيق مع الوزارت المعنية بالحكومة.

اقرأ أيضا: خصم وإيقاف وإحالة للنيابة العامة.. هكذا يتعامل محافظ الجيزة مع الموظفين المقصرين

وأشار اللواء محمود شعراوى، إلى أهمية تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين فى كافة القطاعات بالمحافظات، لتحقيق رضاهم عن تلك الخدمات، مشيراً إلى ضرورة اختيار شخصيات تتمتع بالخبرة والكفاءة المطلوبة، لإدارة المشروعات التى تديرها المحافظات، لتحسين مواردها والتغلب على أى معوقات.

وشدد «شعراوى» على ضرورة تفعيل مجموعات الرصد والمتابعة بالأحياء والمدن والمراكز على مدار اليوم، وتنفيذ منظومة التدخل السريع فيما يخص مشكلة القمامة والنظافة، لتحسين الصورة الحالية للشارع المصرى فى جميع محافظات الجمهورية.

وأضاف: «لازم المواطن يشعر بوجود تغيير حدث على أرض المحافظات سواء فى مستوي تحسين الخدمات المقدمة إليه أو مشكلة القمامة أو إزالة التعديات للمبانى المخالفة أو إزالة الإشغالات فى الشارع».

وأكد وزير التنمية المحلية على أهمية تفعيل المشاركة الشعبية والمجتمعية، لحل بعض المشاكل بالمحافظات، والبحث عن الحلول المبتكرة والجديدة، مشيرا إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدنى والمستثمرين على أرض كل محافظة، للمساهمة فى إقامة مشروعات تخدم المواطنين، وتقضى على بعض المشكلات التى تواجههم بالقرى والمدن، سواء كانت صرف صحى أو مياه شرب أو قمامة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق