من يفك اشتباك فتاوى العمائم والذقون؟.. حرمانية الموسيقى وعمل المرأة قضايا لم تحسم بعد

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 09:00 م
من يفك اشتباك فتاوى العمائم والذقون؟.. حرمانية الموسيقى وعمل المرأة قضايا لم تحسم بعد
الموسيقى

قضايا دينية، ثار حولها الكثير من الجدل، ومع مرور الوقت لم تحسم حتى الآن مدى مشروعيتها أو حرمتها، رغم كون الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.
 
بين الحين والآخر تظهر تلك القضايا إلى الساحة يأخذ البعض بحلها بينما يرى فريق آخر أنها ليس بها أي شبهات تحريمية، وأنه لم يرد فى القرآن أو فى السنة ما يقطع بذلك، والآخر بحرمتها. 
 
على رأس تلك القضايا «الموسيقى والغناء»، فهي أكثر الموضوعات جدلية، على الرغم من أن الكثير أفتى بتحريمها، كالقرطبى والطبرى وابن الصلاح وابن القيم وابن رجب الحنبلى وابن حجر الهيتمى وابن تيمية»، مستندين إلى النص القرآنى: «ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ».
 
واستند من قال بالحرمانية، إلى الحديث الشريف "ليَكُوْنَنَّ فى امَّتِى أقوامٌ يَسْتَـحِلُّونَ الحر (أو الـخَزَّ) والحرير والـخَمْرَ والمعازِفَ»,
 
ومن قال بالتحرير، استند إلى قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِى لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» (التحريم 1)، وعلى رأسهم ابن حزم وابن القيسرانى، ومحمد الشوكانى وأبى حامد الغزالى، والعز بن عبد السلام، وعبد الغنى النابلسى، وغيرهم.
 
الدكتور محمد عمارة أشار في كتابه «الغناء والموسيقى حلال.. أم حرام؟» إلى حرمانية الغناء، قائلًا: «إذا كان الغناء فى جوهره: صوت جميل تصاحبه ألحان وأنغام مؤتلفة تزيده جمالا، فلقد عرض الفكر الإسلامى لهذا الغناء باعتباره فطرة إنسانية تحاكى بها الصنعة الإسلامية الخلقة الإلهية التى أبدعها الله وخلقها فى الطيور والأشجار، فالصوت الجميل الصادر من حنجرة الإنسان هو محاكاة للأصوات الجميلة الصادرة من حناجر البلبل والعندليب والكروان».

ومن بين القضايا الجدلية، «النقاب والحجاب»، فهناك فريق يرى حرمانية خلع المرأة للحجاب، مستشهدين بالآيات (30،31  من سورة النور): ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا»  إلى أخر الآية الكريمة. 
 
ومن يقول بعد فرضية الحجاب، ساق عدة أدلة تنتهى إلى أن الإسلام لم يحدد زيا للمرأة، وأن الحجاب ليس فرضًا، متهمًا من قالوا بفرضية الحجاب بأنهم يريدون أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين والناس ويريدون فرض ثقافتهم القروية على نساء العالم، وعلى رأسهم سعد الهلالي وعدد من رجال الدين، فين حين يقول الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب بفرضية الحجاب، ومندوبية النقاب.
 
واتخذ الفن التشكيلي مساحة من الجدل على الساحة، حيث حرمها البعض مستدلا بأنها «مضاهاة» لخلق الله، وتحريم المجسمات الكاملة عن طريق إقامة التماثيل فى الميادين العامة مثلاً؛ خشية تقليد الكفار بتقديس هذه التماثيل، فيما يقول فريق أخر بأن هذه الفنون كلها من أجل العلم، وعملها مباح مثلما أجاز العلماء تشريح جثث الموتى من أجل العلم والبحث فى خلق الله، وأيضا جواز الفن التشكيلى، مستندين للنص القرآنى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53).
 
ومن الأمور الجدلية، عمل المرأة، ويرى فريق أن الإسلام كرم المرأة وحافظ عليها وصانها وقال باقتصار دورها على المنزل، ورأوا أن الله تعالى أمر النساء بلزوم البيوت؛ لأن خروجهن غالبا من أسباب الفتنة، مستندين للآية القرآنية: وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33]، ويقول الرأي الآخر بإباحة عمل المرأة، وقال إنه ليس له تأثير سلبى على حياتها العائلية، وذلك مع تحقق التزامها الدينى والأخلاقى، وأمنها على نفسها وعرضها ودينها، حال قيامها به.
 
ويستشهد الفريق الذى يجيز عمل المرأة، بعدد من الآيات القرآنية من بينها بالآية الكريمة: وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (غافر40).

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق