من الحبس إلى تغيير أقوال الشهود.. كيف تراجعت أنقرة عن موقفها بشأن القس الأمريكي؟

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 03:21 م
من الحبس إلى تغيير أقوال الشهود.. كيف تراجعت أنقرة عن موقفها بشأن القس الأمريكي؟
القس الأمريكي
كتب- أحمد عرفة

 

يبدو أن تركيا رضخت في النهاية إلى الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أنقرة للاستجابة للطلب الأمريكي بإخلاء سبيل القس الأمريكي أندرو برونسون وإلغاء قرار فرض الإقامة الجبرية عليه.

القصة بدأت منذ عدة أشهر، عندما قضى القضاء التركي بحبس القس الأمريكي، بتهم متعلقة بدعم الإرهاب، والتورط في محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هذا الحكم الذي أغضب الولايات المتحدة الأمريكية، ودفع واشنطن إلى تغيير حالة الود التي كانت تشهدها العلاقات بين أنقرة وواشنطن، لتشهد توتر بشدة خلال الفترة الماضية.

زاد هذا التوتر بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية بتجميد حسابات مسؤوليين تركيين بارزين هما وزيري الداخلية والعدل الأمريكي، تبعه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض روم جمركية على منتجات الصلب والألومنيوم التركية، وهو القرار الذي دفع رجب طيب أردوغان لإعلان قرارات مثيلة بفرض رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية، بالإضافة إلى دعوة شعبه بمقاطعة المنتجات الأمريكية وعلى رأسها «أي فون».

خلال الأسابيع الماضية، وقبل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خرجت الإدارة الأمريكية لتعلن عزمها فرض مزيد من العقوبات على تركيا حال لم تفرج عن القس الأمريكي، تزامن مع قرار التركي بإلغاء حبس أندرو برونسون وفرض إقامة جبرية عليه، لتقوم تركيا بإرسال وفد سياسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتفاوض بشأن قضية القس الأمريكي، إلا أن تلك الزيارة باءت بالفشل.

ومع استمرار التهديد الأمريكي، وتزايد الأزمة الاقتصادية التركية، دفع أنقرة إلى التراجع، وبدء الحديث حول قرب الإفراج عن القس الأمريكي وعودته لبلاده، وهو ما ألمح له وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي أكد أن تركيا ستفرج عن أندرو برونسون خلال أسابيع.  

وخلال جلسة المحاكمة التي تجرى في القضاء التركي، بشأن قرار فرض الإقامة الجبرية عليه، شهدت إقدام أحد الشهود في القضية ضد القس الأميركي المحتجز على تغيير شهادته، سبقه تغيير المدعي العام الذي كان مسؤولا عن التحقيق مع القس الأمريكي، فكلها وقائع تكشف تراجع الموقف التركي ورضوخه للقرار الأمريكي، كما طالب المدعي العام التركي برفع الإقامة الجبرية عن القس المحتجز.

 

في هذا السياق، قال محمد حامد، الباحث في شؤون العلاقات الدولية، في تصريحات لـ «صوت الأمة»، إن تركيا ستفرج عن القس الأمريكي أجلا أو عاجلا، فأنقرة تعد سلفا لإخلاء سبيل أندرو برونسون، بعد أن تهدأ الأوضاع في تركيا.

 

وأضاف الباحث في شؤون العلاقات الدولية، أن تركيا تراجعت عن موقفها بشأن القس الأمريكي، وسيكون عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس الأمريكي كي يتباهى دونالد ترامب أمام أنصاره أنه تمكن من إعادة القس الأمريكي أمام دولة تشهد تدهورا كبيرا في أوضاع حقوق الإنسان خاصة بعد محاولة الانقلاب التي شهدها في يوليو 2016.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق