فى ذكرى إعدامها.. هذا مافعلته الجميلة المبذرة فتسبب فى تفجر الثورة الفرنسية

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 09:00 م
فى ذكرى إعدامها.. هذا مافعلته الجميلة المبذرة فتسبب فى تفجر الثورة الفرنسية
مارى أنطوانيت
كتب مايكل فارس

«إذا لم يجدوا الخبز.. فليأكلوا الكيك أو البسكويت».. بتلك العبارة مارى أنطوانيت ملكة فرنسا  وزوجة الملك لويس السادس عشر، التاريخ، حيث أدت لتفجير الثورة الفرنسية التى غيرت مجرى التاريخ المعاصر، وأعدمها الشعب في 16 أكتوبر 1793.

ماري أنطوانيت التي ولدت عام 1755 في فيينا، انتقلت إلى فرنسا لتتزوجه هناك، وهي أصغر أبناء الملكة ماريا تيريزا، تزوجت من الملك لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشر من عمرها وكان هو في الخامسة عشرة من عمره، وأنجبت منه 4 أطفال.

حين تزوجت مارى ولي العهد لويس السادس عشر، ما لبث أن أصبح ملكا لفرنسا سنة 1774، وأصبحت هي ملكة للبلاد، إلا أنهما لم يتفاهما فيما بينهما، فهو  كان يعشق الصيد والهدوء والعزلة، فيما كانت هي تدمن الحفلات والرقص والأزياء، لتبدأ حياتها معه بالانغماس في الترف والملذات والانحلال وعمل الحفلات، وبسحب المؤرخين كان لها عشاقًا، وابتعدت عن أمور الحكم والشعب، وكان كل ما يشغلها هو الصرف والتبزير على رغباتها فارتدت أغلى الثياب والمجوهرات فى عصريها، وبنت لنفسها قصرًا فخمًا خاص بها وبأصدقائها يضم بين أركانه أغلى وأروع أنواع الأثاث أنذاك وجعلته منتجعا لها تقيم فيه حفلاتها الخاصة.

 

مارى انطوانيت
مارى انطوانيت


لم تر أنطوانيت كافة ما يتعلق بالحكم ورجاله، غارقة في رغباتها والبذخ الغير مبرر، في الوقت الذى تعاني منه البلاد من انهيار اقتصادى أدى لجوع الشعب الفرنسي، جعل منها شخصا محل نقد وسخرية، بين طبقة النبلاء والشعب معًا، فكانوا يعقدون مقارنة بين نقص الأمن الغذائى الموجود فى البلاد وبين بذخها المفرط، فترسخ يقين لديهم أنها السبب الرئيسى فى إفلاس خزينة الدولة، واعتقد الفرنسيون أنها سبب الأزمة وأفلست بسبب بذخها.

 

الثورة الفرنسية
الثورة الفرنسية
 

بدء الثورة والمواجهات الدموية

بداية عام 1789، انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب فى فرنسا، خاصة شهري يونيو ويوليو، حين بدأ الملك لويس بقمع مطالب الطبقة الثالثة والفقراء المطالبة بتوفير الطعام، واعتقالهم، وزاد الطين بله حين طلبت أنطوانيت مساعدة أخيها ملك النمسا لقمع المظاهرات التى تخرج، على اعتقاد منها أن هناك أطرافا خارجية، رغب في تأجيج الوضع فى فرنسا فهى تؤمن بالملكية المطلقة، عكس ما يطالب به البعض من وجود أعضاء منتخبين فى السلطة.

 

تأججت الأوضاع أكثر وأكثر، وخرج المتظاهرون من كل صوب واتجاه وفى 14 يوليو  1789، اقتحموا سجن الباستيل -أشهر سجن فى أوروبا آنذاك- ولم تهدأ الشوارع ولم تستطع قوات الملك السيطرة على الجماهير الغاضبة، الأمر الذى دفع ببعض النبلاء للهروب خوفًا من القتل، إلا أن ماري أنطوانيت قررت البقاء لمساعدة زوجها فى السيطرة على الوضع، رغم أن حياتها فى خطر.

 

الثورة الفرنسية
الثورة الفرنسية

 

لم يهدأ الوضع وأقنعت ماري أنطوانيت زوجها لويس بالفرار من باريس في 20 يونيو 1791، وخرجت العائلة الملكية متنكرة في عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، ولكن أحد المتظاهرين تعرف على الملك من صورته المطبوعة على العملة الورقية، وتم إيقاف الملك والملكة في «فاران»، وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس، وأدى هروب لويس وماري إلى زيادة فقدان ثقة الشعب بهما، ولكن لويس وعد بأن يقبل دستورًا جديدًا أدى إلى الحد من سلطاته.

الخيانة و الإعدام

سعت أنطونيت بكل الطرق للحصول على المساعدة من الخارج لقمع الثورة العارمة، وحينما بدأت الحرب مع النمسا وبروسيا في عام 1792، اتهمها الوطنيون فى فرنسا بافشاء أسرارًا عسكرية إلى الأعداء، وصدق الشعب على هذه التهمة، وفي 10 أغسطس 1792، أوقف الملك عن تولي أمور مُلكه بعد مظاهرات عنيفة، وطالبت بخلعه وساقت به وبالعائلة وبولي العهد ابنه الطفل لويس السابع عشر إلى سجن «المعبد» وتولت جبهة «الكونفنسيون» محاكمته، وحكمت عليه بقطع الرأس ونفذ الحكم في 21 يناير 1793 في ساحة الكونكورد.

بعدها بـ10 أشهر، أعدمت أنطوانيت في 16 أكتوبر 1793، عن عمر يناهز 38 عامًا، بعدما اقتيدت في عربة مكشوفة، دارت بها شوارع باريس حيث رماها الغوغائيين بالأوساخ، وكل ما يقع تحت أيديهم، وقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير في المقصلة، وبقي ولي العهد الطفل وحيدًا في السجن ثم مات بعد فترة متأثرًا بمرضه.

 

إعدام مارى أنطوانيت
إعدام مارى أنطوانيت

وعقب إعدام الملك وزوجته انتهت الملكية فى فرنسا، لتبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ أوروبا، مبنية على غرار الثورة الفرنسية التى شددت على قيام نظام حكم يعترف بالفصل بين السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير، والقضاء على النظام الاقطاعي وامتيازات النبلاء ورجال الدين، إضافة لوضع مبدأ مجانية واجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق