كيف استغل معلمو الدروس الخصوصية نظام الثانوية الجديد لتحقيق مكاسب مالية؟

الأحد، 21 أكتوبر 2018 12:00 ص
كيف استغل معلمو الدروس الخصوصية نظام الثانوية الجديد لتحقيق مكاسب مالية؟
الدكتور طارق شوقي - وزير التربية والتعليم
إبراهيم الديب

أقاويل وشائعات كثيرة طالت نظام التعليم الجديد، الذي تعمل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على إرساء قواعده الأولى للعام الدراسي الحالي، خاصة فيما يتعلق بمرحلة الثانوية العامة، ونظم الدراسة والامتحان بها، والتي تعتبر مرحلة تمهيدية العام الجاري، لبدء تطبيقها بشكل فعلي على الطلاب بدءا من العام الدراسي 2018/ 2019.

اقرأ أيضا: «عجز المعلمين».. شهور من دراسة المقترحات ولا زالت الفصول خاوية

نظام التعليم الجديد يهدف إلى القضاء على استراتيجية الحفظ والتلقين التي اعتمدت عليها قاعدة عريضة من المنتمين للحقل التعليمي، طلابا كانوا أو معلمين، وأضحت الامتحانات تقيس مدى مقدرة الطالب على حفظ نصوص المواد ونقلها إلى كراسة الإجابة، دون معرفة نسبة فهمه للمعلومات وتطبيقها عمليا في حياته وعمله.

اقرأ أيضا: حكايات من دفاتر الاعتداء على التلامذة.. «متعة التعليم» تتحقق على حذاء معلمة الدقهلية

النظام القديم أدى إلى تشوهات كثيرة طالت جبين التعليم المصري، وتسببت في ترهل العملية التعليمية ككل، وهنا كانت الحاجة إلى اعتماد أطر تعليمية تتماشى والتطورات العصرية من حولنا، وتساهم في خلق جيل واع وقادر على الإبداع والابتكار، وتحقيق الذات، بما يساهم في النهوض بالوطن، وتحقيق التنمية الشاملة على كافة الأصعدة.

«محاربة الدروس الخصوصية»، واحدا من الأهداف العامة التي أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن تحقيقها مع تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد، والذي يتم من خلاله عقد 4 امتحانات بكل عام دراسي، على أن يتم مراجعة الـ12 امتحانا نهاية مرحلة الثانوية بأعوامها الثلاث، وقياس درجة فهم واستيعاب الطالب، واعتماد الامتحانات الأعلى في الدرجات تمهيدا لالتحاقه بالجامعة التي توافق اهتماماته.

اقرأ أيضا: أول رد فعل رسمي لطارق شوقي على واقعة تحرش مُعلم بتلميذة المنيا.. (التفاصيل الكاملة)

وبالتالي فإن نظام الفرصة الواحدة لدخول الجامعة، والتي ترتكز على عقد امتحان واحد يحدد مصير كافة الطلاب، سيتم اختفاءها في النظام الجديد للثانوية العامة، القائم على فكرة النظام التراكمي، وهو مايتيح فرصة أكبر للطالب في الحصول على الدرجات التي تؤهله للدخول إلى الجامعة، وترفع العبء والضغط النفسي عنه، وأهله.

وجد معلمو الدروس الخصوصية في نظام التعليم الجديد ضياعا لمستقبلهم غير الوظيفي، فبحسب تصريحات الدكتور طارق شوقي، إنه لن يحتاج الطالب إلى الحصول على حصص دروس خصوصية عقب تطبيق تلك الاستراتيجية، فإن بنك المعرفة سيتيح للطالب الاطلاع على أكثر من فيديو لطريقة شرح المواد، وجمع المعلومات، كما أن الامتحانات لن يضعها المعلم في المدرسة، ولن يتمكن من توقعها.

اقرأ أيضا: ومن «الفسحة» ما قتل.. نجاة طفل من الموت داخل مدرسة في الجيزة (فيديو)

ولكن بدأت الشائعات تطارد النظام الجديد في تلك الجزئية تحديدا، وبدأ الحديث عن إلغاء فكرة الثانوية التراكمية، وأن الدراسة ستسير وفقا لماهو متبع الفترة الماضية، الأمر الذي نفاه «شوقي» جملة وتفصيلا، مؤكدا أن نظام الثانوية العامة التراكمى الجديد سيُطبق بدايةً من العام الدراسي 2018/ 2019، وأن مايتردد شائعات لا أساس لها من الصحة، وفسرت الوزارة تلك الأقاويل بأنها محاولة من بعض المعلمين للضغط على الطلاب واستمرارهم في المشاركة بحصص الدروس الخصوصية.

اقرأ أيضا: طالبان على فراش الموت.. حصيلة أول أيام الدراسة في الجيزة (صور)

الأمر ذاته، أكده بعض أولياء أمور الطلاب بالثانوية العامة، من أن المعلمين يروجون بين أبنائهم أن الثانوية العامة وإن تحولت إلى تراكمية، فإنها تتطلب استعداد أكبر لتحقيق النجاح في مرحلة الثانوية العامة، والالتحاق بالجامعة، وبالتالي فإن أهمية الدروس الخصوصية زادت عن ذي قبل، بعد وضع الطالب في ضغط نفسي وتوتر يدفعه إلى الحصول على الدروس الخصوصية في كافة المواد.

بينما أكدت الوزارة أن الثانوية التراكمية تصب في مصلحة الطالب، كونها تقضي على التوتر النفسي، بالإضافة إلى إتاحة أكثر من اختبار مايساعد الطالب على تحقيق درجات أكبر في أي منهم حسب فهمه للنموذج المعد له، نافية ماتردد بين جموع الطلاب على أيدي بعض المعلمين من أنه قد يرسب الطالب في مادة بعد أداء الـ4 امتحانات ويبقى للإعادة العام الذي يليه، حيث أن الاختبارات الأربعة تقيس مدى فهمه واستيبعابه للدروس وتتيح له أكثر من فرصة لتحقيق النجاح والانتقال إلى الجامعة.

اقرأ أيضا: الحكاية بدأت مع أول أيام الدراسة.. معلومات خاطئة في كتب الصف السادس الابتدائي تعرف عليها

وعلى جانب أخر طالب عددا من أولياء الأمور، وزارة التربية والتعليم، بعقد دورات تدريبية للمعلمين تهدف إلى توعيتهم بالنظام الجديد وإيجابياته، لنشره بالشكل السليم بين الطلاب، وعقد الندوات لتوضيح الأمور المغلوطة بين الرأي العام.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق