قصة منتصف الليل.. سماح والبالطو الأبيض: عيادة هتك العرض

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. سماح والبالطو الأبيض: عيادة هتك العرض
إسراء بدر

خرجت «سماح» الفتاة العشرينية، من قسم الشرطة وعينيها مكسورة وقلبها محطم بعد شعورها بضياع مستقبلها وصعوبة الوصول إلى حقها فيما مرت به.. جلست على إحدى الأرصفة وغطت دموعها بكفيها وبدأت تتذكر ما عانته طوال الفترة الماضية.
 
مأساتها بدأت عندما أصيبت بهبوط في الدورة الدموية بعد خروجها من منزل صديقتها المقربة بأحد المناطق الراقية لتسلك طريقها إلى منزلها بحي شعبي بسيط، وتطوع المارة بمساعدتها للوصل إلى أقرب عيادة لطبيب أمراض باطنة، وبعد إجراء الكشف الطبي عليها وإظهار قدرتها على التحرك أخبرتهم أنها بخير وتستطيع العودة للمنزل، فذهب الأهالي وعادوا إلى حياتهم الطبيعية، وبعدها طلب الدكتور إعطاءها حقنة مؤكدا أنها ستساعدها على تنشيط الدورة الدموية وتعوضها عن نقص الفيتامينات فوافقت «سماح» دون تردد في الأمر.
 
ولكنها لم تشعر بشيء بعد دقائق من حقنها، وهنا جاء دور الطبيب وهاتف أصدقاءه الذين يتخذون من الدور العلوي للعيادة مسكنا لهم، فجاءوا ليجدوا فتاة شديدة الجمال، مفاتنها تحرك غرائز الناظرين إليها ومسطحة على السرير مستسلمة لما هو آتي نتيجة تأثير المخدر الذي أقنعها الطبيب بأنه مجرد فيتامينات.
 
تبادلا معاشرة العذراء العشرينية مستمتعين باستسلامها للأمر، وبعد إشباعهم لغرائزهم المكبوتة بحثوا في حقيبة يدها عن هاتفها والتقطوا لها صور عارية وأرسلوها لأنفسهم ولصديقهم الطبيب، وأعادوا ملابسها مثلما كانت إلى أن انتهى تأثير المخدر وعادت إلى وعيها فلم تجد أمامها سوى الطبيب فسألته عن سبب الآلام التي تشعر بها حاليا فأكد لها أنها تحتاج إلى راحة بعض الأيام والابتعاد عن الإرهاق والضغط النفسي لما تعانيه من مشاكل صحية.
 
وعندما عادت «سماح» إلى منزلها وبدأت تستبدل ملابسها فشعرت ألم شديد في الجهاز التناسلي فظنت أنه موعد الدورة الشهرية وأنذرتها بالآلام والمنغصات، وظلت تنتظر نزول الدورة الشهرية ولكنها لم تأتي فذهبت إلى طبيب أمراض نساء دون أن تخبر أحد. وهناك علمت أنها مارست الجنس، ونظرات الطبيب لها بأنها فتاة لعوب حطمت عقلها: «أزاي عملت كدا وأمته أنا عمر ما حد لمسني، طب أمي لو عرفت هايحصلي أيه؟!». كل هذه الأسئلة وأكثر سيطرت على عقلها.
 
لم تجد من تلجأ له سوى صديقتها فقصت عليها ما حدث فبدأت الشكوك تحوم حول التوقيت الذي غابت فيه عن الوعي في عيادة الطبيب، فذهبا سويا إلى قسم الشرطة وحررا محضر ضد الطبيب وأخذ مجراه القانوني بهدوء، ولكن التحاليل أثبتت أن الطبيب لم يعاشرها، وهو ما حدث بالفعل، فأصدقاءه هم من اغتصبوها وليس الطبيب، ولكن المنطق وعقل الفتاة العشرينية وصديقتها توقف عن التفكير خاصة أنهم لم يعلما بوجود أصدقاء الطبيب، وهنا اضطرت «سماح» إلى إخبار أهلها بما حدث والذين أجمعوا على ثقتهم بها، فلقد تربت على أيديهم ولم يظهر عليها ما يقلل من ثقتهم بها، وبدأ يتحرك شقيقها الأكبر في الأمر باحثا عن حق أخته، وراقب الطبيب ولاحظ خروجه مع مجموعة من جيران العيادة بشكل متكرر وظهرت على علاقتهم ببعض الصداقة القوية.
 
لم يجد أمامه سوى أن يتقرب إلى هذا الجمع من الأصدقاء وتعرف على أحد منهم وبدوره تقرب من الباقين، إلى أن وصلت العلاقة بينهم لزيارتهم بالمنزل بشكل مستمر، وذات يوم أثناء تواجده مع هذا الجمع جاء لأحدهم اتصال هاتفي فنادى الجميع للنزول إلى صديقهم الطبيب فذهب معهم وشاهد ما حدث لأخته بعينيه ولكن لضحية أخرى، فوجد الجميع منهمك بما يفعل فوقف وكأنه ينتظر دوره في الحصول على نصيبه من الفتاة المخدرة وأخرج هاتفه بهدوء وسجل بالصوت والصورة المشهد بالكامل وما يثبت أنها عيادة هذا الطبيب وأن الفتاة غائبة عن الوعي.
 
انسحب شقيقها بخطوات هادئة وأسرع إلى المنزل ليخبر «سماح» وباقي أفراد الأسرة بما حدث وعرض عليهم مقطع الفيديو، وهنا ظهر حق «سماح» أمام الجميع ونشروا مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لتبدأ الضحايا اللاتي التزمن الصمت طوال الفترة الماضية لعدم وجود أدلة ضد الطبيب في إعلان ما تعرضن له، ليقف الطبيب في النهاية أمام جرائمه برفقة أصدقاءه وينال العقاب الذي يستحقه خاصة أنه استغل البالطو الأبيض في ارتكاب مثل هذه الجريمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق