مولود كل 15 ثانية.. الزيادة السكانية تأكل مستقبل مصر

السبت، 27 أكتوبر 2018 10:00 م
مولود كل 15 ثانية.. الزيادة السكانية تأكل مستقبل مصر
النائب على بدر

 

تشكل الزيادة السكانية، خاطرا داهما على موارد الدولة وجهودها في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعي، الأمر الذي دفع نواب البرلمان للحديث عن تلك القضية الاستراتيجية، محذرين في الوقت نفسه من مغبة الاستمرار في هذا الوضع لأنه «لن يكون هناك أمل أو تحسن للواقع».

وبحسب المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، فإن معدلات الزيادة السكانية في مصر مرعبة بكل المقاييس، خاصة أن كل 15 ثانية يولد طفل بمصر.. ما يعني أن 2.5 مليون طفل يولد سنويا وهذا الرقم يعد تعداد دول كاملة.

في البداية، قال النائب على بدر، عضو مجلس النواب، إن الزيادة السكانية في مصر أصبحت كالوحش الذي يلتهم كل جهود الدولة، ولها تأثيرها السلبي على موارد الدولة وما تشكله من تهديدا مرعبا للجهود المبذولة من جانب الدولة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المرحلة المقبلة.

وأضاف بدر، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم السبت، أن مصر تعد في مقدمة الدول من حيث تعداد السكان الآن، وهذا أمر في منتهى الخطورة ولا يحتمل السكوت عليه، ويجب وضع استراتيجية قومية سريعة تساهم في الوقوف في وجه هذه الظاهرة، التي من الممكن أن تعيدنا للمربع صفر في الإصلاح الاقتصادي.

وبحلول عام 2017 كان عدد المصريين قد بلغ 100 مليون مصري، منهم 92 يعيشون في الداخل المصري، و7.5 مليون يعيشون في الخارج، وبلغ معدل الواليد 20 الزيادة 22.7 شخص لكل ألف من السكان، وهو ما جعل معدل النمو الطبيعي للسكان 2.6% سكانيا وهو ما جعل مصر البلد ذات الزيادة السكانية الأكبر في العالم.

ورغم أن مساحة مصر تبلغ حوالي مليون كيلو متر مربع، إلا أن الصحراء على غرب وشرق الوادي جعلت المساحة المأهولة بالسكان هي حوالى 5.3% فقط من إجمالي المساحة، وهو ما جعل مصر بلدا من أعلى الدول في الكثافة السكانية، ففي القاهرة مثلا يعيش 38.5 ألف نسمة في الكيلو متر مربع بينما تبلغ النسبة في بريطانيا مثلا 428 مواطنا في كل كيلو متر مربع فقط، وفى بلجيكا مثلا تبلغ 375 مواطنا لكل كيلو متر مربع، وهو ما يدفعنا للتفكر فى هذا الفرق الشاسع وآثاره على الكثير من الأمور في حياتنا اليومية، والضغط على البنية التحتية، والطرق وخلافه.

وتابع عضو مجلس النواب: «تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة عن الزيادة السكانية وأنها  تحد كبير أمام الدولة المصرية.. وإذا استمر هذا الوضع لن يكون هناك أمل أو تحسن للواقع، هو حديث مبني على معلومات وواقع يجب التصدي لهذه الظاهرة في الوقت الحالي».

في غضون ذلك، طالب النائب صبحي الدالي، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، مؤسسات المجتمع المدنى بضروة المساهمة في زيادة الوعي لدى المواطنية، مؤكدا أننا جميعا أمام مهمة قومية يجب أن تتحد مؤسسات المجتمع المدني الوطنية في العمل على القضاء عليها.

وأوضح عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أنه يجب وضع خطة استراتيجية للتوعية بخطورة هذه القضية من خلال جميع المؤسسات والجهات الشبابية والثقافية والإعلامية لتوعية المواطنين بالآثار السلبية للقضية، وأضرارها على المجتمع.

وتابع: ىمشكلة مواجهة الزيادة السكانية ليست مشكلة الحكومة أو البرلمان فقط وإنما المشكلة تتطلب سرعة التعاون من أجل الحفاظ على مكتسبات الدولة التى تحققت على أرض الواقع.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن هناك اختلالا في التركيب العمري للمصريين، حيث أن نصف سكان مصر هم أقل من 25 سنة، حيث أن غالبية السكان من صغار السن، ما يعنى المزيد من الضغط على موارد الدولة المستقبلية، من حيث الحاجة للتوسع العمراني، وتوفير فرص العمل، وتكشف الأمم المتحدة في دراسة لها حول الزيادة السكانية في مصر، من أن هذه الزيادة هي أحد أهم أسباب التسرب من التعليم

وأكدت الدراسة التي اعتمدت على تعداد مصر 2017 أن حوالى 7.3% من السكان تركوا التعليم فى المراحل من الابتدائية والإعدادية والثانوية والتحقوا بسوق العمل، فيما بلغت نسبة الذين لم يلتحقوا بالتعليم مطلقا حوالى 26.8% من المصريين، وهي تقريبا أكثر من ربع المصريين، عازية ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسر وتضطرها لتشغيل أبنائها وعدم إلحاقهم بالتعليم.

وترتب على ذلك أيضا ما ذكره المجلس القومي لظاهرة عمل الأطفال في مصر، الذي أصدره المجلس القومي للطفولة والأمومة، وأشار فيه إلى أن هناك حوالي 2.76 مليون طفل عامل في مصر وهم حوالي ربع الأطفال في مصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة