الشيخ زايد.. رجل التعايش والسلام والخل الوفي للأشقاء

الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 05:02 م
الشيخ زايد.. رجل التعايش والسلام والخل الوفي للأشقاء
الشيخ زايد بن سلطان

سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة، اسمها بحروف من ذهب في سجلات التسامح والتعايش بين الشعوب، وعملت على ترسيخ مكانتها دوما بوصفها دولة رائدة فى مجال نشر قيم الإنسانية وروح العطاء وخلق مناخ للتعايش السلمى بين الشعوب.

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- منذ أن وحد الإمارات السبعة، وضع الخطوط العريضة للتسامح، وعلاقات خطوط عريضة للعلاقات بين أبو ظبى والقاهرة، اتسمت بالقوة والصلابة، ولم تتغير حتى بعد رحليه وحافظ عليها أبنائه البررة.

27868127_1859697077405038_3726608316095041123_n

هناك اعتراف دولي بما تفعله الإمارات بتبنى ونشر القيم الإنسانية، لأن ذلك يشكل عناوين مهمة ضمن مفهوم الخير والعطاء وقيم التسامح التى قام عليها بنيان الدولة الاتحادى منذ نشأتها عام 1971، لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، قالت: دولة الإمارات حافظت خلال العام 2017 على مكانتها ضمن قائمة أكبر المانحين الدوليين فى مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا إلى دخلها القومى وبنسبة 1.31% وهو ما يشكل ضعف النسبة العالمية المطلوبة وتبلغ 0.7% والتى حددتها الأمم المتحدة مقياسا عالميا لجهود الدول المانحة فى مجال العطاء.

واستلهمت القيادة الإماراتية الحالية منظومة الخير من فكر وتوجهات الشيخ زايد، حيث تم البناء على تلك المنظومة من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وذلك بهدف إعلاء صروح هذه القيم الإنسانية التى تقوم عليها رسالة دولة الإمارات بمجالات التنمية الشاملة وتوجهاتها الإنسانية على مستوى العالم.

images

ولم تكتفى دولة الإمارات بالدور الذى تقوم به فى تقديم يد العون والمساعدة إلى المحتاجين فى العالم، ولكنها رسخت لتلك الثقافية عبر إنشاء معهد دولى فى الإمارات مهمته تقديم المشورة والخبرات اللازمة فى مجال السياسات التى تعزز القيم الإنسانية الراقية بين الشعوب، وترسيخ تلك القيم فى نفوس الأجيال للقضاء على منابع التعصب والانغلاق والطائفية التى باتت تشكل عناصر رئيسية للمشكلات التى يواجهها العالم حاليا.

مساعدات تقدمها أبو ظبي للعالم والشعوب الأكثر احتياجا حيث تشير الإحصائيات الرسمية على رأسها اليمن، وعملت الدولة على مدار 3 سنوات على تنفيذ مئات البرامج الإغاثية للمتضررين من الانقلاب الحوثى، فقدمت منذ أبريل 2015 وحتى أبريل 2018، مساعدات مختلفة للشعب اليمنى بما يعادل 3.76 مليار دولار، ولا يزال عطاء زايد مستمرا.

images (1)

وحسب إحصائيات رسمية حديثة، صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإماراتى، فقد قدمت الإمارات، خلال 3 سنوات لليمن، 13.82 مليار درهم، أى ما يعادل 3.76 مليار دولار، لتسهم فى تطبيب أوجاع اليمنيين وانتشالهم من الأوضاع التى خلفها الاقتصاد.

التعامل الإماراتي دائما ينبع من دوافع أخوية وإنسانية، وجسدت العلاقة المصرية الإماراتية خير مثال على السمو في التعامل، الذي رسخ له الشيخ زايد، فكان يقول إن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء في بحر ما قامت به مصر نحو العرب، عُرف زايد بعلاقته القوية بمصر حيث ربط بين البلدين، مصر والإمارات، حبل وثيق من العلاقات.

وقال زايد فى وصيته الأخيرة أوصيت أبنائى بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، وهذه هى وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.

download

وبدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر بدءا من عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعوا شعار «القومية العربية».

ومرت العلاقات بمراحل هامة، بداية من تأييد الاتحاد، وبعثات المدرسين والمهندسين والأطباء التى ذهبت إلى الإمارات، في منتصف الخمسينيات، انطلاقا من دور عربى وإنسانى، وأيضا فتحت مصر ذراعيها لاستقبال الراغبين فى التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم.

وبعد انتهاء العدوان، على مصر ساهم الشيخ زايد في إعادة إعمار مدن قناة السويس التى دمرها العدوان الإسرائيلي عام 1967، وكان دوما يردد خلال اللقاءات مع القادة العرب ويقول عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا.ً

وعقب وفاة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، سنة 1970، حرص الشيخ زايد على زيارة ضريح جمال عبدالناصر مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتحديدا فى المرة التى رصدتها عدسات الكاميرا، وعرضها موقع متحف زايد الوطنى، وأهدى الشيخ زايد وشاح آل نهيان للرئيس محمد أنور السادات أثناء زيارته للقاهرة.

وفي عهد الرئيس السادات، توطدت علاقة مصر بالإمارات، نظرا لمواقف الشيخ زايد، عند بدأت حرب أكتوبر 1973، كان الشيخ زايد في زيارة إلى بريطانيا، ولم يتردد عن إعلان دعمه لمصر في حربها، كما اقترض مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي لمصر أثناء حربها لاسترداد الأرض التى سلبها العدو الصهيونى فى أكتوبر 1973.

935115_10151367170112377_1818725763_n

وعندما شنت الدول العربية حربا على الغرب الداعم لإسرائيل، كان للشيخ زايد موقف بارز، حينما قال: إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلي من الدماء العربية، وقال إن البترول يشكل ثروة اقتصادية يستخدمها العرب من أجل التنمية والتقدم وإذا تعرض العالم العربي لخطر الحرب فمن البديهي أن هذه الثروة هي وجميع الموارد الأخري سوف تعبأ للدفاع عن العالم العربي.

945064_10151367169122377_721450241_n

وعقب عقد اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، كثرت ردود الفعل المعارضة لتلك الإتفاقية في معظم الدول العربية، لدرجة أن هُناك بعض الدول قاطعت مصر بعد قمة بغداد، ولكن موقف الشيخ زايد كان مختلفًا، حيثُ ظلّ على تواصل مع الرئيس محمد أنور السادات، وقال جملتهُ الشهيرة: لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية.

الرئيس السادات والشيخ زايد آل نهيان

وفي عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ارتبط البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة‏، إذ تربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما ‏1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطني، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 مليارات دولار عام 2010 في قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر.

 

عقب وفاة الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004، توجه الرئيس السابق حسني مبارك وقرينته إلي دولة الإمارات لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ زايد، بعد أن بعث مبارك ببرقيتي تعزية إلي كل من الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس دولة الإمارات العربية المؤقت، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي‏،‏ والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حاكم أبوظبي.

 

940958_10151367168387377_1397183362_n

 

311

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق