أمريكا تشدد الخناق على طهران والأخيرة تتوعد برد قاسي.. باحث إيراني: روحاني يناور ترامب

الخميس، 06 ديسمبر 2018 04:00 م
أمريكا تشدد الخناق على طهران والأخيرة تتوعد برد قاسي.. باحث إيراني: روحاني يناور ترامب
الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب
منة خالد

تحدت دولة إيران الإدارة الأمريكية بعد التصريحات التي أدلاها الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بشأن خرق العقوبات الأمريكية التي حكمت ربطتها على رقاب طهران، فيما طرحت تصريحات الرئيس الإيراني  حسن روحاني، حول دائرة الصراع الأمريكي الإيراني التي لم تأتي بنتائج بعد، أسئلة عدة حول ما ستقوم به طهران في الفترة المقبلة لاستفزاز أمريكا.
 
ولم تجد طهران أمامها سبيلاً لمقاومة التضييق الأمريكي، بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية حزمتين من العقوبات الأمريكية على إيران في أغسطس ونوفمبر الماضي على التوالي، من أجل كبح جماح سلوك طهران الإقليمي، وتقويض عجلة تطوير صواريخها الباليستية التي تهدد حلفاء واشنطن، وتقييد برنامجها النووي إلا بتطوير جناحها العسكري بشكل أو بآخر، حيث ضم الجيش الإيراني المدمرة "سهند" إلى الأسطول البحري للجيش الإيراني في مراسم جرت صباح السبت الماضي، وحسب وكالة فارس الإيرانية، أن المدمرة مصنعة في إيران ومن مميزاتها أنها لا يتم رصدها من قبل الرادار، وتم تصميم وتصنيع المدمرة "سهند" التي تعد المدمرة الوطنية الأكثر تطورًا في منطقة الشرق الأوسط على يد الخبراء الشباب في القوة البحرية التابعة لجيش إيران.
 
«لو منعنا من تصدیر نفطنا فلن نسمح بذلك للآخرین».. هذه الكلمات ردّدها «روحاني» أمام أهالي مدينة شاهرود، وسط بلاده أمس، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتمكن من وقف صادرات نفط بلاده، وإلا في هذه الحالة ستتخذ طهران موقفها، مؤكدًا أن طهران لن تسمح بارتسام البسمة علي شفاه "العدو" –أي أمريكا- كاشفًا عن رد فعل طهران حال ذلك قائلًا: « لتعلم أمریكا إننا سنبیع نفطنا، ولن تتمكن من وقف صادراتنا من النفط.. ویجب أن تعرف إنها لو منعتنا من تصدير النفط عبر الخليج في یوم من الأیام فلن نسمح للآخرین بتصدیر نفطهم».
 
وشدّد «روحاني» في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أن أمریكا غیر قادرة علي قطع علاقات إيران التجاریة مع المنطقة والعالم، إذ يرى أن أمریكا تحاول عزل أوروبا عن إیران، وتسعي إلي فصل الصین والهند والدول المجاورة عن إیران، وبث الإیرانوفوبیا في المنطقة.
 
هناك عدة جوانب تواجهها أمريكا داخليًا وخارجيًا وعلى المستوى الإقليمي في أزمتها مع إيران، في الوقت الذي تتيح لإيران مكاسب على الصعيد الداخلي، إذ يصبح روحاني أكبر المُستفيدين من الأزمة باعتبار أن ذلك يسمح له بتوحيد الصف الداخلي في مواجهة الأزمة الداخلية، وهو ما يُعرف في علم الصراع الدولي بمنطق (إدارة الأزمة بأزمة) وذلك في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران .. هكذا أوضح طه علي، الباحث في الشأن الإيراني، عن تداعيات فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
 
وقال "علي" في تصريحات لـ "صوت الأمة" إن هُناك مأزق تقع فيه إدارة ترامب بشأن إيران إذ أن الوضع مُختلف تمامًا في الوقت الحالي، مُقارنة بالأمر قبل ذلك بثلاثة أعوام أثناء المفاوضات التي أسفرت عن الاتفاق النووي الشهير ..فواشنطن في السابق كانت في وضع إجماع دولي بشأن التفاوض بجانب أوروبا، وكانت تتفاوض مع إيران في خندق واحد، والآن هناك اختلاف دولي بشأن مصير أوروبا، فبينما تتبني واشنطن (ترامب) ضرورة الانسحاب أو إعادة صياغة الاتفاق، نجد أطراف دوليين يتبنون رؤى مختلفة بحكم تباين المصالح مع طهران.. كما أن أوروبا وبخاصة ألمانيا وفرنسا اللّتين تربطهما بطهران روابط اقتصادية يصعب التخلي عنها لأجل رغبات ترامب ومغامراته.
 
من جانب آخر، تواجه إدارة ترامب أزمات داخلية تُعقّد له المسألة، مُضيفًا "كل ذلك يدركه الرئيس الإيراني وفريقه (صانع القرار) وما يحدث أن الإيرانيين يناورون لإحكام المأزق الذي يواجهه ترامب".
 
يقول طه علي، إن مصدر قوة الرئيس الإيراني في تلك المعادلة متعدد الأبعاد فبخلاف ما أشرنا إليه سيكون من الصعب على الدول المُصدرة للنفط (أوبك) التوافق حول إمكانية تعويض العجز الذي يترتب على العقوبات الأمريكية، فيما سيؤدي أيضًا تعقُّد الوضع الإقليمي في سوريا واليمن والعراق إعطاء إيران مساحة للمناورة والضغط على إدارة ترامب في العملية الصراعية الدائرة.
 
وهناك عامل آخر يتمثل في الطرف الروسي، حيث يمثل أحد مفاتيح القوة الإيرانية، في وقت تراجعت فيه بعض الشركات الغربية عن اتفاقياتها مع إيران خوفا من العقوبات الأمريكية، حيث دخل بوتين على خط الأزمة ليلعب دور الوسيط بين الأوروبيين وطهران حتى يفلت الأوروبيون من وطأة الضغط الأمريكي، وتوصّل معهم بشكل ضمني إلى توصيل المنتجات الأوروبية لطهران ومن طهران لأوروبا ليستفيد من دور الوساطة ذلك من خلال هامش الربح من كلا الجانبين.. يُضيف "علي"، "بذلك يضمن بوتين الضغط على ترامب وتفريغ العقوبات من جدواها وخطورتها ومضمونها وفي الوقت نفسه يضمن الإيرانيين الإفلات من العقوبات".
 
وبالعودة إلى الوضع الداخلي، يقول الباحث إن هناك ما يضمن السند لروحاني في مواجهة ترامب، وهي ضريبة الخُمس التي اعتمد عليها الاقتصاد الإيراني في مواجهة العقوبات الدولية قبل الاتفاق. متابعًا: «يُمكننا تجميل الأمر بأن روحاني يُناور ترامب مُعتمدًا على  تحارب أمريكا معتمدة على عوامل دولية وإقليمية وداخلية». 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق