كيف تحولت سجون إسبانيا إلى بؤر استقطاب "الإرهابيين الجدد"

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 09:00 م
كيف تحولت سجون إسبانيا إلى بؤر استقطاب "الإرهابيين الجدد"
سجون - أرشيفية

أسبانيا ودول عديدة فى أوروبا معرضة لانتشار الإرهاب على اراضيها حيث قال معهد إلكانو للدراسات الأمنية إن السجون تعد أحد واحات انتشار الفكر المتطرف فى الآونة الأخيرة، مشيراً إلى السجناء المدانين بالإرهاب خطرهم لا ينتهى فى مراكز الاحتجاز، وإنما يشكلون تهديداً آخر ألا وهو نشر أفكارهم بين المدانين بجرائم جنائية أو جرائم غير إرهابية بشكل عام.

وأكد المعهد فى الدراسة التى نشرتها عدة وسائل إعلام إسبانية إن 10.5% من الذين أدينوا بنوع من النشاط الإرهابى فى أسبانيا كانوا ينقلون تطرفهم إلى السجناء بجرائم عادية.

 

وكشف التقرير بحسب صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن السجن أصبح أرض خصبة لنشر الإرهاب وهى حقيقة معروفة للمسئولين عن الأمن والاستخبارات فى الدول الغربية، ولكن الآن وبعد عدة سنوات من الدراسة، فإنه خرج 20 إرهابيًا من السجون الاسبانية فى الفترة بين 2015-2018، وسيخرج 52 حتى 2022، وأكثر من 70 حتى عام 2026، ولكن كل ارهابى قضى فترة العقوبة فى السجن يمثل خطورة على المسجنونين الأخرين الذين يتم تحويلهم إلى إرهابيين يحملون افكار متطرفة.

يقول فيرناندو ريناريس، مدير برنامج التطرف العنيف والإرهاب العالمى فى معهد إلكانو ، إن السجون فى إسبانيا هى نقطة انطلاق للنشاط الإرهابى، مضيفا أن " نسبة التطرف فى السجون الإسبانية كبيرة لكنها أقل بكثير من ذلك المسجل فى بلدان آخرى، إلا أن الأمر يحتاج إعادة نظر، وفصل ذوو الفكر المتطرف عما دونهم من السجناء".

 

وشددت الباحثة الرئيسية للبرنامج، كارولا جارثيا كالفو، على أن غالبية الحالات من الرجال، ومتوسط العمر 28 عاما، وجميعهم لديهم رؤية أصولية للدين الإسلامى.

أما الباحث ألفارو فينيستى، فيشير إلى أن أول اعتقالات للمتطرفين كانت فى عام 1995، ولكن أول جماعة متطرفة تم اعتقالها بين عامى 2000 و2002 فى سجن توباس فى سالامانكا، مشيرا إلى أن عبد الرحمن الظاهرى، الارهابى المعروف باسم محمد أشرف، وهو سجين مغربى أدين بجريمة عادية ولكنه تلقى الافكار المتطرفة فى السجون ثم قام بتشكيل مجموعة ارهابية صغيرة ، تكونت من 30 سجينا، وتم تفكيكها من قبل الحرس المدنى قبل بضعة أسابيع فقط.

 

أما الخبير فى مكافحة الإرهاب، توماس رينارد، العضو فى معهد إيجمونت الملكى للعلاقات الدولية، فأقر إنه "بين عامى 2006 و2015 تم وضع اول خطة للسيطرة على المتطرفين ، ولكن بيئة السجن لم تكن أولوية ولم تجذب اهتمام الكثير من وسائل الإعلام، وبعد هجمات 2015 ، تم وضع الخطة الثانية ، والتى تخص مراقبة السجون بشكل خاص من قبل الاجهزة السرية، و فصل السجناء الى وحدات مختلفة، وهى امور ضرورية للسيطرة على الفكر المتطرف.

 

بينما يدرج الخبير البلجيكى فى أربعة أقسام المتطرفين المسجونين: "أولئك المدانون بالإرهاب ، والمجرمين يتصلون بطريقة ما بالإرهاب - مثل بيع الأسلحة أو الوثائق المزورة - والمقاتلين فى الخارج والعائدين والمتطرفين فى السجن أو قبل دخول السجن ".

وللتأكيد على صعوبة دراسة الظاهرة، يشير إلى أن بيانات وزارة العدل البلجيكية تختلف اختلافا كبيرا عند محاولة إحصاء الراديكالية، فوفقاً لبيانات وزارة العدل، هناك 240 سجيناً حالياً، بينما ترفع تقديرات استخباراتية هذا الرقم إلى 450 ، وعاد 50 منهم من سوريا والعراق.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق