هل يستطيع أردوغان اللعب مع الكبار؟.. تعرف على النتيجة

الأربعاء، 16 يناير 2019 12:00 م
هل يستطيع أردوغان اللعب مع الكبار؟.. تعرف على النتيجة
أردوغان وترامب
كتب مايكل فارس

 

أوهم رجب طيب أردوغان الرئيس التركي نفسه، حين اعتقد أنه سيكون طرف فاعل في سوريا ليملي إرادته على أمريكا، فحتى بعد احتلاله عفرين شمال سوريا، لم يكن ذلك إلا بسماح من أمريكا وحين قرر أن يستكمل إجراءته فى مقاتلة الأكراد المدعومين منها، هنا جاء الرد الأمريكي الذى لم يستطع أردوغان مواجهته.

فتغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي هدد فيها تركيا بتدمير اقتصادها إذا هاجمت الأكراد في سوريا، والاتصال الهاتفي اللاحق من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مجرد ساعات لكنها كانت كافية لاستيعاب أنقرة لسياسة العصا والجزرة التي وضعتها واشنطن في التعامل مع الحليف المتمرد، الذى لن يسمح لها بتحقيق كل ما تبغيه، ففي الوقت الذي تواصل تركيا نشر قواتها في المناطق الحدودية مع سوريا استعدادا لشن عمل عسكري ضد المسلحين الأكراد الذين ساعدوا واشنطن في القضاء على تنظيم داعش، لم تنجح مهمة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في إقناع الأتراك بوقف خططهم لغزو المناطق الكردية في الشمال السوري.

اللعب التركي لن يجدى مع أمريكا، فهى من تملك قواعد اللعب، فحين أراد أردوغان توجيه رسالة إليها عبر رفضه لقاء جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للأمن القومي، الذى التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ما يفيد بأن الحليف التركي سيلتزم بالخطوط الأمريكية الحمراء في سوريا وضمان عدم مهاجمة الأكراد، وقد تمكن ترامب منذ عدة أشهر عبر فرض عقوبات اقتصادية قبل في من إجبار أنقرة على إطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون برغم صدور حكم قضائي بحقه، وكانت العقوبات المتمثلة في زيادة الرسوم الجمركية على الواردات التركية، وإدراج وزيري العدل والمالية على قائمة حظر السفر الأميركية، قد هوت بالعملة التركية غير المستقرة إلى مستويات غير مسبوقة.

التوتر الجديد تمثل العملية العسكرية التي حضرت لها أنقرة لضرب الجماعات الكردية التي انضوت تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، بؤرة توتر جديدة في العلاقات بين الحليفين، وقد عدلت واشنطن عن قرارها بالانسحاب السريع من سوريا إلى انسحاب تدريجي، بعدما وصلت لقناعة أن الأتراك لن يحلوا محلها في مكافحة تنظيم داعش، بل لينفذوا أجندة قومية تتعلق بضرب قدرات الأكراد في الشمال السوري.

ترامب الغاضب

حين غضب ترامب من أردوغان هدد تركيا في تغريدة قائلا إنه "سيدمر اقتصادها إذا هاجمت الأكراد"، الأمر الذى فتح الجرح التركي الذي مازال ينزف في العديد من القطاعات الاقتصادية، واعقب تغريدة ترامب تصريح لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو تفسيرا لكلمات ترامب القاسية، عندما قال إن تغريدة الرئيس كانت تشير إلى عقوبات يمكن فرضها على أنقرة في حال تحركت عسكريا ضد الأكراد.

التهديدات الأمريكية جاءت بنتائج بالفعل فى ظل الاقتصاد الهش التركي الذى لن يتحمل ضربة جديدة بحسب الأرقام الرسمية فلم تمر التغريدة حتى انخفضت الليرة التي خسرت نحو 30 % من قيمتها مقابل الدولار في العام الماضي، إلى 5.53 مقابل العملة الأمريكية حتي الاثنين الماضي، فى ظل أن وزارة المالية التركية أعلنت أن ميزانية 2018 أظهرت عجزا قدره 13.35 مليار دولار، فيما أظهرت بيانات من معهد الإحصاءات التركي أن معدل البطالة في تركيا بلغ 11.6 % في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر، ارتفاعا من 11.4 % بين أغسطس وأكتوبر.

بعد تغريدة ترامب تحدث أردوغان مع ترامب هاتفيا، وكشف محتواها عن استجابة الرئيس للتهديدات وأيضا للخطة الموجزة التي طرحها ترامب عبر تويتر، بإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري بعمق 30 كيلومترا، ويرى المحللون أن ترامب لحوح بالجزرة الاقتصادية بعدما رفع العصا في التغريدة التي سبقتها، قائلا إنه تحدث مع نظيره التركي ليجري تقييما بشأن كافة المواضيع في سوريا، ومن بينها تقدم المعركة ضد داعش، والمنطقة العازلة، وكذلك تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، والإمكانات الكبيرة لتوسيعه.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق