قانون "القوات الأجنبية".. كيف مهدت إيران لاستعمار العراق؟

الثلاثاء، 22 يناير 2019 11:17 ص
قانون "القوات الأجنبية".. كيف مهدت إيران لاستعمار العراق؟
العراق

خطوات مشبوهة تتخذها طهران تمهد لإحكام السيطرة على العراق، من خلال تمرير قانون في البرلمان العراقي يقود لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، معتمدة على نفوذها في أروقة الحكم ببغداد.
 
وتتمركز القوات الأمريكية في قاعدة غرب الموصل بالقرب من الحدود العراقية السورية، لكنها وبحسب مصادر أمنية محلية تخطط لإنشاء نحو 8 قواعد أخرى في حدود الموصل.
 
وتمثل القواعد الأمريكية القائمة أو المزمع إنشاؤها عقبة في طريق إيران التي تخطط من جهتها لتمهيد ممر من طهران إلى ساحل البحر المتوسط لتسهيل نشاطها الإرهابي العابر للعراق وسوريا ولبنان، وبناء شبكة دعم لوجستي لمليشياتها.
 
وفي مسعى لإزاحة عقبة القوات الأمريكية تعمل قوى سياسية عراقية موالية لإيران على تمرير قانون لإخراج القوات الأجنبية من البلاد.
 
وقال النائب عن تحالف البناء، منصور البعيجي، في بيان، إن "التحالف سيقدم مشروع القانون لرئاسة مجلس النواب لإدراجه على جدول الأعمال، من أجل تمريره داخل البرلمان في أسرع وقت ممكن".
 
في المقابل، يرى اللواء صلاح الفيلي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أنه رغم محاولات المليشيات الإيرانية والقوى السياسية المساندة لها؛ فإن مجلس النواب "لن يتمكن من إصدار القانون إذا أرادت واشنطن البقاء"، مشيرا إلى أن تصريحات الإدارة الأمريكية تؤكد رغبتها في الوجود لفترة أطول.
 
وحذر الفيلي من أن مليشيات إيران ستكون السبب في انطلاق الشرارة الأولى للصراع المقبل بين طهران واشنطن داخل الأراضي العراقية.
 
تصريحات الفيلي تدعمها شواهد عن تكثيف النظام الإيراني عمليات حشد وتعبئة العراقيين ضد الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال تسريبات إعلامية عن زيادة أعداد القوات الأمريكية، فضلا عن لقاءات أجراها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي مع مسؤولين ورؤساء العشائر في جنوب العراق بهدف ترتيب الأوراق الإيرانية وتهيئة المواطنين لمساندة نظام ولاية الفقيه استعدادا لمواجهة الولايات المتحدة.
 
وأمام التحركات الإيرانية كشف الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث الرسمي للعشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان العراق، عن أن القوات الأمريكية كثفت من تحركاتها خلال الأشهر الماضية على الشريط الحدودي مع سوريا.
 
وأكد الحويت لـ"العين الإخبارية" أن القوات الأمريكية تمكنت من قطع نحو 70% من الإمدادات البرية الإيرانية إلى سوريا، خصوصا في المناطق الحدودية التابعة لمحافظة نينوى.
 
وأضاف أن العرب السُّنة يؤيدون وجود القوات الأمريكية في مناطقهم، وينددون بمحاولات إيران ومليشياتها لتشريع قانون إخراج القوات الأجنبية.
 
وأرجع الحويت تأييد العرب بقاء قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلى أنها تصدت لجرائم المليشيات الإيرانية ضد أبناء المناطق السنية منذ عام 2003.
 
وتشير المعلومات الأولية إلى أن القوات الأمريكية تعتزم إنشاء قواعدها الجديدة في أقضية تلعفر وسنجار ونواحي زمار والربيعة ومنطقة سهل نينوى شرق الموصل ومدينة الحضر جنوب غربها، بحسب مصادر أمنية مطلعة تحدثت لـ"العين الإخبارية".
 
وأوضحت المصادر الأمنية أن البنتاجون يخطط لأن تكون للقواعد الأمريكية الجديدة مقرات فرعية على طول الشريط الحدودي الذي يبلغ طوله أكثر من 600 كيلومتر، إضافة إلى قواعد جديدة في محافظة الأنبار التي تتقاسم مع الموصل الحدود العراقية السورية.
 
وتنتشر مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، على الحدود العراقية السورية أيضا ضمن حدود محافظة الأنبار غرب العراق، وكذلك على بعض النقاط الحدودية مع سوريا، ضمن حدود محافظة نينوى، مع وجود قوات محدودة من الجيش العراقي وحرس الحدود.
 
ومن أبرز المليشيات المدعومة من طهران، والتي تمتلك مقرات على الشريط الحدودي: مليشيات عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراق، وكتائب الإمام علي، ومنظمة بدر، وفرقة العباس القتالية، وكتائب سيد الشهداء، وفصائل أخرى.
 
ويرى المتحدث الرسمي للعشائر العربية أن إيران تسعى من خلال التشريع المشبوه وحشدها المليشياوي إلى إفراغ العراق من قوات التحالف الدولي، في خطوة تمهد للاستعمار الإيراني للعراق. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق