أزمة 2008 تلوح في الأفق.. مخاطر عالمية تنذر بـ"عام اقتصادي أسود"

السبت، 26 يناير 2019 12:00 م
أزمة 2008 تلوح في الأفق.. مخاطر عالمية تنذر بـ"عام اقتصادي أسود"
كيف يبدو المشهد الاقتصادي في 2019؟

توقعات قوية من محللين اقتصاديين تشير إلى أن 2019 سيكون حافلا بالمخاطر التي ربما ستعصف باقتصادات العالم، بسبب وجود بيئة خصبة لأزمة مالية جديدة شبيهة بتلك التي حدثت عام 2008.
 
"عام اقتصادي أسود" هكذا أقر غالبية الاقتصاديين حول العالم عند وصفهم لـ2019، بعدما أرجعوا المخاطر إلى تنامي فرص ركود الاقتصاد الصيني، وارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل عالميا، فضلا عن تصاعد السياسات الاقتصادية "الشعبوية" التي تقوض مصداقية استقلال البنوك المركزية، ويرفع من الفائدة على السندات الحكومية الآمنة، وفقما نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن كينيث روغوف، أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في جامعة هارفارد الأميركية.
 
في حين حرب تجارية شرسة سهد رحاها العالم بين بكين وواشنطن خلف ذلك مزيدا من فقد الثقة في الاقتصاد الصيني الذي كان قائما على التصدير، مع توقعات بأن يتراجع النمو في ظل التناقض القائم بين النظام السياسي المركزي والحاجة لنظام اقتصادي لامركزي يقوده الاستهلاك.
 
من ناحية أخرى ىيعاني قطاع العقارات الصيني مع صعوبة توفير المواطنين لجزء من أموالهم للاستثمار في هذا المضمار، الأمر الذي يجعل التوقعات الإيجابية بشأن هذه السوق غير واقعية.
 
ورغم كل هذه المؤشرات السلبية المتعلقة بالاقتصاد الصيني، فإن "المارد" يبدو في وضع أفضل مقارنة بالاقتصاديات الغربية التي يتميز قطاعها المصرفي "بالهشاشة"، كما أن تداعيات أي انكماش محتمل في أسعار المساكن قد يكون "مؤلما للغاية"، ولا يمكن تحمل تبعات نتائجه.
 
ومن شأن أي انكماش في النمو بالصين أن يؤثر على "القارة الصفراء" ككل، بالإضافة إلى الاقتصادات الناشئة وتلك المصدرة للسلع الأساسية، فيما لن تنجو أوروبا من ذلك لا سيما ألمانيا، كما أن الولايات المتحدة ستتأثر هي الأخرى لتعرض الأسواق المالية والصادرات بشكل أو بآخر إلى ما يجري في بكين.
 
ومن أبرز العوامل التي ترجح حدوث ارتفاع في أسعار الفائدة، الطفرة في الإنتاجية، إذ بدأت "الثورة الصناعية الرابعة" تؤثر على الإنتاج بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعا، وهو أمر جيد للاقتصاد العالمي، لكنه قد يجهد الاقتصاديات الضعيفة ويتسبب بتأخر في الفوائض المالية، ويقودها إلى العجز في نهاية المطاف.
 
ويبقى "انفجار الشعبوية"، الخطر الأكثر ترجيحا لضرب الاقتصاد العالمي، وبقدر ما ينجح الشعبيون في قلب السياسات الاقتصادية للأسواق، ستكون النتائج أخطر، وستنطوي على معدلات فائدة أعلى، وانتشار حالة من الشك وعدم اليقين في قدرة الدول على تحصين ديونها، مع ارتفاع عجز الميزانيات.
 
وسيجعل ارتفاع مستويات الديون من الصعوبة بمكان بالنسبة للحكومات، الاستجابة لأي "هزات اقتصادية" أو حروب تجارية أو حتى هجمات إلكترونية، مما سيزيد خطر الركود، وهو ما تؤكده الدراسات الأكاديمية التي تربط بين مستويات الدين المرتفعة بتباطؤ النمو.
 
وبطبيعة الحال، فهناك مخاطر أخرى تؤثر على النمو العالمي بما فيها السياسات الداخلية الأميركية وقضية "البريكست"، وترنح البنوك الإيطالية، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.
 
وقد تكون جميع هذه المخاطر، بحسب روغوف، مجرد توقعات قد تخيب، إذ لا يزال الاقتصاد الأميركي متماسكا، كما أن نمو أوروبا قد يكون جيدا ويواصل تعافيه من أزمة الديون والتي عصفت بالقارة منذ بداية العقد، فيما قد يثبت الاقتصاد الصيني، كما فعل أكثر من مرة، أن المشككين به كانوا مخطئين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة