كيف تصدى القانون لإفشاء سرية رسائل الماسنجر الخاصة من أحد أطرافها؟

الإثنين، 04 فبراير 2019 01:00 م
كيف تصدى القانون لإفشاء سرية رسائل الماسنجر الخاصة من أحد أطرافها؟
رسائل فيسبوك - صورة أرشيفية
علاء رضوان

غدت وسائل الإتصال عبر شبكة الإنترنت، وكأنها بعض ما أنعم الله به علي نبيه سليمان إذ استطاع الناس في كافة أنحاء المعمورة من التواصل فيما بينهم صوت وصورة و رسائل مكتوبة، سواء على ملئ بصر الكافة أو بينهم في سرية تامة.

ولا شك في أن من حق الإنسان أن يحيا حياته الخاصة بمنائ عن العلانية فالحق في الحياة الخاصة كما عبرت عنه محكمة النقض الفرنسية قطعة غالية من كيان الإنسان، الذي قد يري أن يبوح بمكنون نفسه لمن يأنس إليه دون حرج أو خوف من أن يكشف أسراره ويفضح خصوصياته.   

download (2)

فى التقرير التالى «صوت الأمة» رصد إشكالية إفشاء سرية رسائل الماسنجر الخاصة من احد أطرافها على الرغم من حرص دستور 2014 في المادتين 75 و58 على حماية وسائل الإتصال بكافة انواعها وحظر المساس بسرية الرسائل الاليكترونية الا بضوابط صارمة – بحسب أستاذ القانونى الجنائى والمحامى بالنقض ياسر فاروق الأمير.

حرص دستور 2014 في المادتين 75 و 58على  حماية وسائل الإتصال بكافة أنواعها وحظر المساس بسرية الرسائل الاليكترونية إلا بضوابط صارمة، بيد انه قد يتصادق طرفين علي مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدأ كلاهما في مراسلة الآخر عن طريق رسائل الماسنجر - التي تتمتع بالخصوصية - فيفضي أحدهما للآخر ببعض أسرار حياته – وفقا لـ«الأمير».   

download

ويزداد الأمر تعقيدا إذا كانت الصداقة بين رجل وانثي فيفصح أحدهما للآخر عن مشاعر الحب تجاهه صراحتا أو ضمنا من خلال رموز أو صور أو حتي أغانى، وقد يبادله الطرف الآخر ذات المشاعر إما صراحتا أو تلميحا بالسكوت، ولكن بمجرد أن ينشأ خلاف بينهما يندفع كل طرف إلي فضح الآخر من خلال اطلاع الغير علي الرسائل المرسلة إليه من الطرف الآخر بغية التشهير به بل انه في بعض الأحيان يحيك أحد الأطراف للآخر خطة الإيقاع به فيظهر محبته للآخر حتي يقع في شباكه فيحصل منه علي أسرار خاصة ثم يحاول ابتزازه – الكلام لـ«الشهير».

ولقد عرضت العديد من القضايا علي القضاء الفرنس والأمريكي واتخذت المحاكم موقفا صارما ازائها وصحيحا كذلك، إذ دمغت مسلك المفشي بعدم  المشروعة ووصفته بأنه شخص خائن للثقة والأمانة وأضافة بعض المحاكم أن المفشي شخص خرب الذمة معتل الضمير تصيد ضعف صديقه وما يمر به من ضيق واوهمه بحبه كي يأمن جانبه فيكشف له عما يجول بخاطره ويعترف له بمشاعره نحوه ثم يقول له: «لقد وقعت سيدي في الفخ، أيها الناس اقراوء كتابته انظروا رسايله» - هكذا يقول «الأمير».   

download (1)

ولقد حدث في إيطاليا أن فتاة صادقت أحد الشخصيات العامة علي الماسنجر، ولمحت له بحبها واستدرجته من خلال الخاص حتي بادلها الحب ووثق فيها، وكشف لها عن صفقات مشبوها أجراها بمساعدة بعض كبار موظفي الدوله، فقامت المذكورة بإرسال هذه الرسائل إلي احد الصحف والتي قامت بنشرها، وقدم الشخص ورفاقه إلي المحكمة بناء علي هذه الرسائل إلا أن المحكمة قضت ببرائته وحث جهة الاتهام علي توجيه جريمة إفشاء الأسرار إلي الفتاة التي حكم عليها فيما بعد بالسجن.  

ورفضت المحكمة دفاع الفتاة بأن تلك الرسائل ملكها ومن حقها نشرها واطلاع الغير عليها واسست المحكمة الرفض علي أن الرسائل المتبادله بين طرفين علي الماسنجر أو الوات ساب ملك لطرفيها ولا يحق لأي طرف دون موافقة الآخر أن يطلع عليها الغير وإلا وقع تحت طائله القانون، وهذا قضاء سليم إذ من غشنا ليس منا، ومن سوء الخلق والغش كشف الأسرار– وفقا لـ «الأمير».  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق