بلطجة أردوغانية في شرق المتوسط.. تصعيد ضد قبرص أم مناورة؟

السبت، 23 فبراير 2019 05:00 م
بلطجة أردوغانية في شرق المتوسط.. تصعيد ضد قبرص أم مناورة؟
سفينة الفاتح التركية

يمارس النظام التركي، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان بلطجة واستعراض للقوة في شرق البحر المتوسط، فبعد دخوله في صراع ثنائي مع كل من اليونان وقبرص، بمنعه الأخيرة استكشاف الغاز في مياها الإقليمية، عبرت سفينة تركية الجمعة مضيق الدردنيل متجهة إلى بحر مرمرة، للاستعداد للمشاركة في أنشطة تركيا للتنقيب عن النفط والغاز، في خطوة رأها محللون أنها تصعيدًا تركيًا في المتوسط.

وتمر علاقات قبرص واليونان من جهة وتركيا من جهة أخرى، بحالة من الاشتباك المتكرر نتيجة صراع ونزاع دائم على الوضع القائم في قبرص، حيث ترى أنقرة أن نظام الحكم في نيقوسيا غير متأقلم مع توجهاتها، وهو ما يزيد من التوتر فيما يخص استخراج النفط والتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، واتخذت تركيا من منطقة شمال قبرص الانفصالية ذريعة لتبرير اعتدائه على ثروات نيقوسيا خاصة في مجال الطاقة.

واشترت تركيا سفينة «ديبسي ميترو -1» في وقت سابق مقابل 262.5 مليون دولار، بهدف المشاركة في أعمال التنقيب عن النفط في البحار، ورافقها سفينات حربيتان للجيش التركي إلى جوانب قوراب خفر للسواحل، ما يشير إلى نية تركيا للتصعيد، حيث ستكون ثاني سفينة تركية، تقوم بأعمال التنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط، بعد سفينة «فاتح» المحلية، التي بدأت القيام بأول عملية تنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط  في أكتوبر الماضي بشرق المتوسط.
 
ودائمًا ما تعترض نيقوسيا على عمليات التنقيب التي تجريها تركيا قبالة قبرص، وهدد الرئيس القبرصي قبل ذلك بتقديم شكوى ضد أنقرة في مجلس الأمن بسب استمرار تحرشاتها المستمرة بقوات قبرص في شمال البحر المتوسط بحثا عن الغاز.

وتمثل هذه الانتهاكات التركية تجاه المياه الإقليمية للدول الأخرى، إصرار واضح من جاني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إدخال بلاده في متاهات دولية جديدة، تضاف إلى المتاهة التي تعيشها قوات تركيا العسكرية في سوريا والدول المجاورة الأخرى.

وتناول موقع أحوال التركي عبور السفينة «ديبسي ميترو-1» معتبرًا أنه يمثل تصعيدًا جديدا من قبل أنقرة، لاسيما بعد تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي أكد فيه أن بلاده ستبدأ التنقيب عن النفط والغاز قرب قبرص في الأيام المقبلة، لتأتي كل هذه التوترات على عكس الأجواء التي حاولت حكومة الرئيس رجب طيب أردوعان إظهارها إيجابيا خلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس مؤخراً لتركيا، ما يطرح سؤالًا هل هذه التحركات تصعيد حقيقي ضد قبرص أم مناورة للاستفادة من هذا الوضع في مفاوضات القبرصين الخاصة بتوحيد الشطرين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق