بعد أن تخطى الهدف منه..

خبراء: فيسبوك اختراع مخابراتي تستخدمه الجماعات الإرهابية لبث الشائعات والفوضي

الإثنين، 18 مارس 2019 11:00 ص
خبراء: فيسبوك اختراع مخابراتي تستخدمه الجماعات الإرهابية لبث الشائعات والفوضي
مارك زوكربيرج

أعظم اختراع مخابراتى على مستوى العالم ... هكذا وصف الخبراء شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والتي تحولت في سنوات قليلة من منصة اجتماعية إلي وسيلة لبث الشائعات، بعد أن استغلتها جماعة الإخوان الإرهابية في بث الفوضي والشائعات خدمة لاغراضها.

بدأ «فيسبوك» كوسيلة بسيطة للتواصل الاجتماعى فيما بين الأقارب والأصدقاء، إلا أنه تحول بصورة تدريجية إلى منصة ثقافية واجتماعية، وأصبح وسيلة لنشر الأمور الثقافية والفنية والرياضية بين المستخدمين، وتم تدشين صفحات لتقديم محتوى ترفيهى مثل " الكوميكس " وذلك مع ظهور التقنية الجديدة التى أتاحها والمتمثلة فى إمكانية إنشاء صفحات، بل أن بعض الكيانات السياسية لجأت لدفع مبالغ لبعض أصحاب الصفحات التى تتمتع بعدد كبير من المتابعين لتبنى فكرة معينة ونشرها، بهدف نشر الشائعات والأكاذيب وتزييف الحقائق، وهي الطريقة التي لجأت اليها جماعة الإخوان الإرهابية.

فى البداية، قال وليد حجاج خبير أمن المعلومات والمعروف إعلاميا بـ" صائد الهاكرز "أن الفيس بوك أصبح منصة خصبة لبعض الجهات لاستخدامها فى تهديد الأمن القومى داخل بعض الدول، موضحا أن الفيس بوك اعظم اختراع مخابراتى على مستوى العالم، خاصة وأنه يتم استخدامه بشكل مجانى مما اتاح الفرصة لاستخدامه من الجميع.

وتابع، أن الفيس بوك أكبر دولة سكانية على مستوى العالم خصوصا وأنه لا توجد دولة واحدة يتخطى عدد سكانها 2 مليار،لافتا إلى استحداث وظائف جديدة بعد انتشاره تتمثل فى النصب والاحتيال على مواقع السوشيال ميديا، خاصة فى ظل وجود تهافت من بعض الشخصيات للحصول على أكبر عدد من المتابعين، بجانب استخدامه كمجال لتصفية الحسابات.

من ناحيته قال جمال مختار خبير أمن المعلومات، أن الفيس بوك وسيلة لزيادة العمليات الإرهابية والتواصل بين المنظمات والعصابات الذين يعتبرونه وسيلة غير خاضعة لرقابة الحكومات والدول، موضحا أن اللجان الالكترونية التابعة للإخوان واسرائيل بلجانها الالكترونية التى تتحدث اللغة العامية المصرية، يعملون دائما اضعاف مصر.

أما داليا زيادة، رئيس ومؤسس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، فقد أكدت أن الفيسبوك هو منصة إلكترونية للتدوين الشخصى ولا يمكن اتهامها هى بنواقص مستخدميها الذين يستخدمونها لإثارة الفتن والأكاذيب، وأهمها عدم قدرتنا على التفرقة بين الحوار الافتراضى على السوشيال ميديا، والحوار الحقيقى على أرض الواقع، مما حول هذه المنصات لأداة سهلة فى يد مثيرى الشائعات ومحدثى الفتن، وترتب على ذلك حالات استقطاب شديدة كانت تهدد أمن البلاد فى أكثر من حادث سياسى مرت بها مصر.

وبشأن المسئول عن إعادة الفيس بوك لدوره فى التوعية والتثقيف، قالت داليا زيادة، أن إعلام الدولة هو المسئول بالدرجة الأولى، بجانب الهيئات الإعلامية العاملة حالياً هى على قمة المسئولين عن توعية الناس بهذا الأمر.

بدوره أكد الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن مواقع التواصل الاجتماعى تمثل منصات عامة ومجانية وحرة تجاوزت فى وظائفها التواصل الاجتماعى إلى أن صارت وسيلة للتأثير الاجتماعى والسياسى من خلال ما تتمتع به من سمات تتمثل فى المرونة، والمجانية بشكل نسبى، والتفاعلية والإتاحة المستمرة بين كافة الأوساط والفئات المجتمعية، الأمر الذى جعلها الفاعل الأكثر تأثيرا فى موجات الحراك الجماهيرى التى شهدها العالم كله وليس العالم العربى فقط خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات "فيس بوك" فى غير محلها إلى الحد الذى صار عنده وسيلة تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتنة بين الأفراد والجماعات بل والدول.

وتابع: ربما يرجع السبب وراء ذلك الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعى إلى الفوضى التى أصابت المجتمعات العربية فى أعقاب ما يعرف بـ "الربيع العربي"، حيث كسرت كافة الحواجز والقيود فبات النقد العشوائى يستهدف كافة ثوابت الثقافة العربية، فالرموز الدينية نفسها باتت عرضة للنقد العشوائى بسبب عشوائية استخدام تلك المنصات الإلكترونية الجديدة، ومثال على ذلك كتب عظيمة الشأن فى التراث الإسلامى كصحيح البخارى ومؤسسات كالأزهر الشريف وحتى الكنيسة لم تسلم من النقد العشوائى، بجانب ذلك، هناك صعوبة فى السيطرة على تلك العشوائية فى النشر عبر "فيس بوك" وإلا ستصبح الدولة التى تمارس السيطرة عليه من ضمن الدول التى تكبح الحريات وصولا إلى تأثر سمعتها عالميا.

واستطرد طه على: كما لا يغيب دور الإعلام عن مواجهة تلك الظاهرة، وكذلك الخطاب الدينى الذى ينبغى أن يتضمن التركيز على الجوانب الاخلاقية بشكل أكبر مما هو عليه حاليا، كما أن المجتمع بكافة مؤسساته مطالب بمواجهة تلك الظاهرة وفى القلب منه مؤسسة الأسرة التى تعد صمام الأمان والظهير الأساسى فى مواجهة تلك المشكلات وذلك من خلال التربية والتوجيه.

فى إطار متصل أكد الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة،أن الهدف الرئيسى من ايقاف بعض الدول للفيس بوك هو منع استخدامه وتوظيف مواقع التواصل لأعمال غير مشروعة وهو ما برز فى توظيف أجهزة المعلومات للفيس بوك بل وتويتر وهناك مواقع أخرى غير شهيرة تصل إلى 50 موقعا تعتمد على بث الشائعات والأخبار الملونة والمدسوسة والسعى لمعرفة توجهات الرأى العام وحالة الرضاء الشعبى والإحباط والقبول للحكومات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق