الدقي مستعمرة اليمنيين وملجأ السياسيين في مصر.. هنا عاش صدام حسين والحبيب بورقيبة (صور)

الثلاثاء، 02 أبريل 2019 12:00 م
الدقي مستعمرة اليمنيين وملجأ السياسيين في مصر.. هنا عاش صدام حسين والحبيب بورقيبة (صور)
الدقي مستعمرة اليمنيين ومنفى السياسيين في مصر
إيمان محجوب

حي الدقي الذي يمتد من جامعة القاهرة إلى المهندسين ومن شارع السودان إلى شارع محيي الدين أبو العز ومن شارع نادي الصيد وهيئة التدريس ومصدق إلى شارع المساحة والتحرير، يضم في جنباته كثير من الأحداث التاريخية، باستضافته عدد من الزعماء السياسيين واللاجئين العرب، هنا تشعر أنك داخل جامعة الدول العربية، على يمينك مطاعم يمنية وعلى يسارك محل حلوى سوري، وأمامك محل عراقي، وعلى المقاهي يتجاذب الخليجيون مع القادمين من تونس والحالمين بالعودة إلى الجزائر أطراف الحديث.
 
99060f0b-c02b-4a7b-91c1-52607e2919c1

بعد الأحداث الأخيرة في اليمن من حروب وصراعات، نزح كثير من اليمنيين إلى مصر وتمركزوا بشكل كبير في حي الدقي الذي تحولت مقاهيه إلى ملتقى لليمنيين وفرصة لتبادل الأخبار واستعادة الذكريات.

باتت تشكل  المقاهي تجمعاً يكاد يغطي فئات وأعمار الجالية اليمنية، تضم طلاباً وباحثين عن العلاج وعمال في مطاعم وتجار ونازحون دون عمل وكأنها خريطة إنسانية لأوضاع اليمنيين في مصر.

التقت «صوت الأمة» ببعض اليمنيين رواد المقاهي بشارع إيران،  فقال وليد عبد الربه من عدن إن بعض الصراعات الأخيرة في اليمن، جائت إلى مصر للعلاج، وأضاف أنه لم يشعر في مصر بغربة فالشعب المصري طيب وكريم.

0e23a1a0-0007-490f-b2d8-e40df51c4d3e

أما عبد الباري شياخ السعدي ووجدان عبد الله،قالوا إنهم اختاروا حي الدقي للعيش فيه بسبب تواجد كثير من أهل اليمن به بالإضافة إلى المطاعم اليمنية والفنادق.

فيما أكد محمد شاهر وفضل العبدلي، وهم من الأكاديميين اليمنيين أن تواجد أهل اليمن في الدقي تاريخي منذ توافد بعثات يمنية للتعليم في مصر في الستينيات أيام حكم جمال عبد الناصر، ولأن الدقي قريبه من جامعة القاهرة فكانت هي المكان المناسب لسكن  الطلاب اليمنيين، كما أن السفارة اليمنية متواجدة بالدقي بميدان المساحة، ويذهب إليها كثير من أبناء الجالية اليمنية بالدقي لاستخراج  التأشيرات، وتجديد جوازات السفر والمنح التعليمية وغيرها من الخدمات.

596d5395-4100-4e32-913e-2c9796af32b1

يقول الدكتور السيد علي رضوان الباحث المتخصص في دراسات الشأن اليمني والخليجي، إن مصر بالنسبة لليمنيين هي الوطن الثاني، وليست مجرد بلد للنزوح خصوصاً أن معظم اليمنيين تلقوا تعليمهم في المدارس والجامعات اليمنية على يد أساتذة مصريين، فاليمنيون يعشقون مصر ويوجد في مصر أكثر من نصف مليون يمني، كثيرا منهم جاءوا للعلاج والتعليم كما يوجد الاستثمارات اليمنية في مجال التصدير والاستيراد وإقامة مجموعة مطاعم متخصصة في الاكل اليمني لخدمة ابناء الجإلىة.

وكان للرئيس العراقي السابق صدام حسين قصة مع حي الدقي، فقد عاش فيه ثلاث سنوات عندما كان طالباً يدرس القانون في جامعة القاهرة، وربما هارباً من ملاحقة أجهزة الأمن العراقية إثر محاولته اغتيال رئيس العراق آنذاك عبد الكريم قاسم، وانضمامه إلى حزب البعث.  

 اعتاد  صدام حسين  خلال إقامته في حي الدقي على الذهاب إلى مطعم مشويات، لتناول الطعام وكان طلبه المفضل هو ساندويتشات «الإسكالوب والروز بيف»، فلم يكن يحب الأرز أو الخضراوات. ‏

وفي أوقات كثيرة لم يكن صدام يملك ثمن الطعام، ولذا كان يخجل من الذهاب للمطعم وتناول طعامه فيه، الأمر الذي اضطره للذهاب إلى المقهى وإرسال أحد العاملين فيه لصاحب المطعم مع إبلاغه أن الطعام للطالب العراقي صدام، وأنه سيسدد ثمنها عندما تأتيه أموال، ولكنه لم يسدد ديونه ولم يتوقف صاحب المطعم عن إرسال  الساندوشات المفضلة له.

والموقف الذي أثار ضحك صدام وجعله يروي هذا الموقف الضاحك لكل مسؤوليه، كان عقب تعيينه نائبا للرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر، فقد أرسل مع مندوب له لصاحب المطعم مبلغاً من المال قدره 10 آلاف دولار عوضا له عن ديون قديمة مستحقة عليه، فقال له صاحب المطعم: «هو الأستاذ صدام لقي شغل؟».

كما عاش في حي الدقي أيضا الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة بعد نفيه من قبل القوات الفرنسية لتورطه في مظاهرة شعبية ضدها.

وحي الدقي أحد أحياء مدينة الجيزة وهو حي سكني وتجاري حيوي وتمر به طرق رئيسية تربط بين شطري مدينة القاهرة الكبرى في محافظتي القاهرة والجيزة ويتواجد به كثير من الفنادق ومقرات السفارات العربية والإفريقية ويضم هيئة المساحة المصرية ومركز البحوث وحديقة الأورمان ومقر حزب الوفد الجديد وجامعة القاهرة .

كانت الدقي قرية من قرى ريف الجيزة مثل معظم أنحاء تلك المحافظة، حتى دخلت الحيّز الحضري سنة 1964، وقد جعلها قربها من مدينة القاهرة متنفسا للأثرياء في ذلك الوقت يمتلكون فيها القصور والمزارع كما سكنها بعضهم سكنا مستديما.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق