علوم مسرح الجريمة.. السطو المسلح والسلب من الجذور لـ«الأشكال»

الخميس، 04 أبريل 2019 11:00 ص
علوم مسرح الجريمة.. السطو المسلح والسلب من الجذور لـ«الأشكال»
السطو المسلح - أرشيفية
علاء رضوان

بدا على السطح فى الأونة الأخيرة شيوع ظاهرة السطو المسلح على الصيدليات والبنوك وغيرها من الأماكن وهى فى الحقيقة يعد أمر حتمى للإجراءات الحكومية المتعارف عليها حيث يمثل «السطو المسلح» جريمة من أبشع الجرائم  التي عرفها التاريخ، وذلك لما فيها من  أخذ أو محاولة أخذ شيء ذو قيمة بالقوة أو التهديد باستخدام القوة أو عن طريق وضع الضحية في حالة خوف.

والسطو قانوناً في القانون العام، يتم تعريف السرقة وأخذ ممتلكات أخرى، بقصد حرمان شخص من تلك الممتلكات بشكل دائم، عن طريق القوة أو الخوف وهي جريمة اختلفت قوانين الدول في تعريفها، وينطبق تعريف السطو على الجريمة حينما يدخل أحد الأشخاص منزلاً أو مكان عمل شخص آخر دون إذن بغرض ارتكاب جريمة خطيرة .    

hqdefault_1_693817_highres

كثير من الناس يخلط بين السطو و جريمة السرقة، إذ إن هناك فرقًا كبيرًا بينهما؛ فالمجرم يرتكب جريمة السرقة بسلبه شيئًا من شخص آخر بالقوة، أو بالتهديد، أو بالعنف، أما المجرم الذي يرتكب جريمة السَّطو، فيدخل المنزل أو المبنى بنيَّة السرقة، أو ارتكاب جريمة أخرى .  

ويحدث هذا من جانب المجرم دون الاحتكاك بأيّ شخص بالداخل، وعلى ذلك فالمجرم يسلب الناس، ويسطو على المنازل، والسّطو تُعد جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون حيث أنه يقال عن الشخص الذي يتعدى على الأمكنة بأنه يرتكب جريمة السطو على الأمكنة إذا توصل إلي الدخول فيها بأية طريقة من الطرق.  

فى التقرير التالى «صوت الأمة» رصد الفرق بين جريمة السطو المسلح والسلب من حيث الأشكال والجذور حيث أن التعريف التفريقى لكل منهما هو أن الحماية فى جريمة السرقة هو المال فقط، فى السطو المسلح محل الحماية هو المال والمكان والأشخاص، أما جريمة السلب فمحل الحماية هو المال والأشخاص الذين يملكونه – بحسب الخبير القانونى والمحامى بالنقض ياسر سيد أحمد. 

11

يرافق جرائم السطو أو السلب ذعر لدى الضحايا المتعرضين للجريمة بسبب مفاجأة المجرم بإستخدام سلاح قاتل، وهذه المشاعر تمتد لعموم المجتمع وتولد شعور عام بفقد الأمان، وبالتالى البقاء فى المنزل وتجنب السير بالشوارع وارتياد الأماكن العامة، وهذا بالتالى يريح المجرمين ويتيح لهم المزيد من فرض السطو- وفقا لـ«أحمد».

ويصنف مرتكبو جريمة السطو المسلحة إلى نوعين: 1-أعضاء فى عصابات ترتكب جرائم مخطط لها بدقة، 2-مجرمين يرتكبوا الجرائم بتخطيط بسيط نسبياَ عند توفر الفرصة فى المحيط الذين يسكنون فيه.

وجرائم السطو والسلب من الجرائم التى تشكل تهديداَ للمجتمع وتعطى أولوية قصوى من قبل الشرطة والنيابة العامة لأنها تهدد الأمن والسلم الإجتماعى – الكلام لـ«أحمد».

1-جرائم السطو التى تقع على مؤسسات تجارية: وعلى الأشخاص المسؤولين عن الأموال أو البضائع الثمينة من موظفى البنوك أو بائعى المجوهرات أو مكاتب الصرافة والشركات المالية أو الصيدليات أو محطات الوقود، حيث أن الأهداف النموذجية للسطو المسلح هى المتاجر والشركات التى تقع بالقرب من طريق رئيسي وأيضاَ محطات الوقود ومحلات السوبر ماركت التى تفتح أبوابها لساعات متأخرة من الليل. 

القبض-على-المجرمين-1

2-جرائم السطو المسلح التى تقع على المنازل والشقق المآهولة بالسكان والتى تقتحم من قبل المجرمين مستخدمين السلاح والعنف، وهذه من أخطر الجرائم المرعبة وتشكل خطراَ مباشراَ على المواطنين فى منازلهم، وترتكب من قبل أ‘ضاء فى عصابات الجريمة المنظمة أو المجرمين الذين ينتهزون فرصة السرقة أو من قبل مدمنى المخدرات والكحول.

3-جرائم السلب التى تقع على الأشخاص فى المناطق العامة المفتوحة عند خلوها من عدد كبير من المواطنين وخاصة عقب استخدام الصراف الآلى وخاصة بعد منتصف الليل، وفى بعض الأحيان يسلب المجرم من الضحية بطاقة الصراف والرقم السرى ويقوم هو بسحب المبلغ وسرقته، وقد يستخدم التهديد بالسلاح من قبل المجرم وقد يكون التهديد من قبل أكثر من مجرم بإستخدام العنف المباشر على جسم الضحية، وتقع هذه الجرائم بشكل متكرر على سائقى التاكسى وخاصة فى فترة المساء وما بعد منتصف الليل وعند الطلب من السائق التوجه لمنطقة غير آهلة بالسكان. 

سطو-مسلح-على-سيارة-نقل-أموال-ببنها-وإصابة-قائدها

وما هى جذور جريمة السطو المسلح والسلب والتهديد بالسلاح؟

-العوامل الفردية لدى مرتكبى جرائم السطو المسلح: الصفات الشخصية السلبية مثل انخفاض ضبط النفس والاندفاع ترافق الإنسان منذ طفولته وهى صفات شائعة لدى مجرمى السطو المسلح، كما وأن السلوك الإنسانى هو سلوك متعلم بما فى ذلك السلوكيات الإجرامية، إلا أن الجريمة لا تتحقق إلا بوجود الفرصة والبيئة الإجتماعية التى تتصف بالفقر والبطالة.  

-الجذور المتعلقة بشخصية المجرم من حيث اكتسابه السلوكيات الإجرامية منذ الصغر أو من رفقاء السوء أو بدافع تعاطى المخدرات والكحول لها أهمية ولكن ليست هى العامل الرئيسى لإرتكاب جرائم السطو والسلب حيث أن أغلب هذه الجذور تتعلق بالوضع الاقتصادى وتهميش المجتمعات المحلية.

العوامل المجتمعية المتعلقة بالوضع الإقتصادى العام: 

نظرية الفرصة: فى المناطق التى تكون فيها فرص العمل قليلة والوظائف ضئيلة وفرصة الحراك الإقتصادى للخروج من الأزمات الإقتصادية ضئيلة جداَ أيضاَ حيث يتوقع شيوع نسبة مرتفعة من جرائم السطو المسلح وجرائم السلب مثل هذه المجتمعات لديها أدنى مستويات من الفرص الإقتصادية المشروعة ليصبح السلب والسطو المسلح فرصة غير مشروعة للنجاح. 

download

نظرية الفوضى: فنتيجة الأزمات الإقتصادية فى المجتمعات المختلفة وعدم التجانس السكانى، تكون الحماية والسيطرة الإجتماعية ضعيفة جداَ أو مفقودة، ما يؤدى لشيوع الجرائم ومنها السطو المسلح والسلب.  

العوامل المتعلقة بجودة الأمن فى محل ارتكاب الجريمة: إن كان «محل الجريمة» المؤسسات التجارية والبنوك والصيدليات، أو إن كان محل الجريمة منازل المواطنين فى جريمة السطو المسلح، أو إن كان «محل الجريمة» فى الأماكن العامة فى أماكن السلب يشكل التراخى فى توفير الحماية الوقائية من قبل قوى الأمن عوامل خطورة إضافية، لزيادة شيوع هذه الجريمة فى الأماكن العامة أو حول المؤسسات الإقتصادية أو حول منازل المواطنين.

ويزداد إحتمال حصول السطو المسلح إذا تراخت المؤسسات الإقتصادية بتوفير سبل الأمن والحماية للمكان وللموظفين ويشمل ذلك استخدام شركات حماية وحراسة متخصصة أو التراخى بإستخدام وسائل تكنولوجية متطورة والتى يشكل مجرد وجودها رادع وقائى لحصول جريمة السطو، علماَ بأن ضبط جودة شركات الحماية المستخدمة فى المؤسسات الإقتصادية والبنوك يتطلب إجراءات ترخيص صارمة من قبل الحكومات بمرجعية معايير مهنية موثقة علمياَ.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق