رسائل متناقضة ومعاهدة خادعة.. هذه خطة إيران لإشعال الفتنة بالخليج

الثلاثاء، 28 مايو 2019 10:16 م
رسائل متناقضة ومعاهدة خادعة.. هذه خطة إيران لإشعال الفتنة بالخليج
إيران
كتب مايكل فارس

 

ليس مستبعدا أن تخوض الولايات المتحدة الأمريكية حربا ضروسا مع إيران، بعدما أرسلت حاملة طائرات وقوات إضافية جديدة، الأمر الذى أدى لاضطراب داخل طهران، لذا بدأت توسع فى خياراتها لتقليل عدد الجبهات أمامها.

الخوف الإيراني، دعاها لتجديد الدعوة لإبرام معاهدة عدم اعتداء مع الدول الخليجية،  فقد أعلن، بهرام قاسمى المتحدث الرسمي السابق لوزارة الخارجية وسفيرها لدى باريس، استعداد بلاده الدائم للحوار وتبديد اللبس في طبيعة العلاقات مع بعض دول الخليج، مشددا على أنه لا مكان للسلاح النووي في عقيدة إيران الدفاعية.

وفى مؤتمر نزع التوتر فى الخليج، نقلت السفارة الإيرانية في باريس، المنعقد في مجلس الشيوخ الفرنسي قوله: "السلاح النووي لم يكن مدرجا أبدا في أي وقت من الأوقات في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا مكان إطلاقا للسلاح النووي في العقيدة الدفاعية الإيرانية، فهذه القضية فضلا عن كونها موثقة بفتوى المرشد، تم إثباتها عبر الاتفاق النووي وبتنفيذ إيران تعهداتها.

وبحسب القاسمي، إيران كررت على الدوام خلال الأعوام الماضية استعدادها لعقد معاهدة عدم الاعتداء مع دول الخليج من أجل بناء الثقة والمساعدة بإزالة الهواجس الناجمة عن إيحاءات التخويف من قبل الآخرين، وأضاف، أن إرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة يمكنه أن يتسق مع الواقع حينما يتم الأخذ بنظر الاعتبار مصالح جميع دول الخليج.

 

إيران تجدد دعوتها للمعاهدة مع دول الخليج التى ترى نفسها عرضة لتهديدات إيرانية مستمرة، كان آخرها التقارير التى أشارت إلى تجهيز إيران لصواريخ باليستية على سفنا فى مياه الخليج موجهه إلى بلدانهم، الأمر الذى لم تؤكده أو تنفيه طهران، بل عززت هى الأخرى من تواجدها فى الخليج، ردا على تعزيز التواجد العسكرى الأمريكى مؤخرا ونشر ما يقرب من 1500 جندى تعزيزا لتواجدها العسكري وردعا للسلوك طهران.

 

عقدت إيران مباحثات فى  العراق والكويت وسلطنة عمان، حيث عقد نائب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي مباحثات مع مسئوليها، كما زار رجل الصفقات الإيرانية ووزير خارجيتها محمد جواد ظريف العراق، وبحث مع الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وقيادة ائتلافين برلمانيين في هذا البلد، وبعد يوما من الزيارة، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي أنه سيزور كلا من واشنطن وطهران لبحث أوضاع المنطقة على خلفية التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى أن زيارة ظريف "حملت موقفا واضحا".

 

ويرى محللون أن المعاهدة الجديدة التى ترغب طهران فى ابرامها لن تأتى بالجديد الذى يريده المجتمع الدولى وهذه البلدان من إيران، حيث أنها على سبيل المثال لن تتعهد على ما يبدو بوقف عدائها لجيرانها على ضفاف الخليج، ولن تغير من سلوكها فى المستقبل القريب، أو على أقصى تقدير لن تتضمن تقليص نفوذ الحرس الثورى فى اليمن أو سوريا، ويبدو أنها لم تجد صدى لدى الخليج الذى لا يزال ينظر حتى هذه اللحظة بريبة إلى تحركات إيران وحرسها الثورى وقواته الضاربه فى البلدان العربية.

 

"شكرا لك يا سيد ظريف، اقتراحك مرفوض .. هل تظن ان دول مجلس التعاون الخليجي ساذجة كى تفرح وتتبني "اقتراحك السخي" أو ربما ظن أننا ساذجون لدرجة أننا سنؤمن بـ "نوايا طهران الطيبة "، بهذه العبارات ردت  صحيفة جولف نيوز الاماراتية على دعوة ظريف ، مضيفة، بعد عقود من العدوان المباشر وغير المباشر على دول الخليج ومصالحها، ووصفت الاقتراح بالغريب الذى تعرضه إيران من أجل انقاذ نفسها، متهمة طهران والحرس الثورى بنشر الفوضى فى الخليج.

ويحاول المسؤولون الإيرانيون تبرئه ساحة بلادهم، فبالتوازى مع مساعيها للقيام بتسوية مع الخليج، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران لا ترى أي فرصة للتفاوض مع الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث فيها عن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وصرح عباس موسوي :"نحن الآن لا نرى مجالا لأي مفاوضات مع أمريكا".

 

 وفى قراءة التتصريحات الإيرانية فقد جائت متناقضة مع مساعيها فى تهدئة التوتر مع الولايات المتحدة عبر قنوات تواصل سرية ربما قد لاترغب طهران بالافصاح عنها الآن حتى لا يثير المتشددين بالداخل المشحونون بخطابات عدائية ضد الولايات المتحدة، لكنه من الواضح من خلال لهجة طهران أنها لم تغلق تماما باب الحوار بل سيظل مواربا للوسطاء على الأقل فى هذه المرحلة الحرجة.

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق