فتحى وفوزية ع المشاية

الخميس، 08 أغسطس 2019 02:35 م
فتحى وفوزية ع  المشاية
هبه العدوى

 
مرت مصر بحرب استنزاف في الفترة من 1967 حتي 1970، وهي تعني كمفهوم إستراتيجي " لكي يتم الإنتصار في حرب ما يجب إضعاف العدو حتي ينهار ويفقد قدرته علي المواصلة في الحرب".
استنزاف تعني في المعجم اللغوي إستنفاد موارده وطاقاته.. استنزفه أي أستهلكه بكامله.
*********
دخل فتحي علي فوزية هلكان.. أصله تقريبا بيجري في المكان.. إرتفاع في الأسعار.. هيه غالبا بتجري معاه ..طيب لما الإتنين يجروا بنفس المعدل وبرضه في المكان.. مين حياخد باله من تربية العيال ؟ 
*********
المقهي يستنزفك يا بني روح لعيلتك..
 قرر محافظ الإسماعيلية غلق المقاهي في الواحدة ليلا صيفا لتقليل إرتفاع معدلات الطلاق.. بدا لي عند قراءة العنوان أن المحافظ ربما شاهد فيلم "النوم في العسل" لعادل إمام وشريف عرفة، فالوباء ربما كان من وجهة نظره هو المقهي.
ضحي الجميع خلال حرب الإستنزاف بكل ما يملكون.. الشهداء الفدائيين بأرواحهم.. وكل من عاصر الفترة عصروا أنفسهم من أجل مصر، والنصر "الذي كان تعريفه واضحا أمام الجميع وهو تحرير الأرض" .. تحدثنا تلك الفترة عن الصابونة شاهين والتليفونات المقطوعة وحالة من التقشف سادت كل البيوت المصرية، ربنا تناسبت وقتها مع مفهوم الشيوعية الإقتصادي.. أو قل كان الناس غير الناس كما يحدثوننا دوما.
*********
لكن هل يختلف البشر ؟.. أم أن ماكينة صنع الإنسان "أفكاره" هي من تختلف؟.. يحدثنا التاريخ عن سيطرة الرأسمالية "إلهث، إجري، كل ساندوتش ماكدونالدز سريع يا بنى".. إن القنبلة لن تحسم الصراع، وما يحسمه هو إختيار طريقتكم أنتم في الحياة في العالم العربي وكل العالم، قالها يفيد روكفلر فى سبتمبر 1973 لمحمد حسنين هيكل. 
*********
لم ينفذ السادات قرار التعويم.. نُفِذ منذ سنوات.. القرار كان ضرورة حتمية منذ وجود الرئيس السادات رحمه الله.. تجري الدولة علي قدم وساق لتوفير حياة كريمة لجميع أفرادها والمشروع رائع بحق.. تزامن أن حدثنا الرئيس منذ ما يقارب السنة عن سعي الدولة وراء أسباب إرتفاع معدلات الطلاق.
*********
مشاية الجيم بنزود فيها السرعة حسب قدرتنا علي الجري عليها، واللي فينا رجليه ضعيفة بيخللي سرعته بطيئة وإلا رجليه توجعه ويمرض بكل أعراض السترس سندروم التي تقضي علي النفسية قبل أن تأتي بالأمراض العضوية. 
لم يختار جيل الثمانينات والتسعينات سرعة ركوبه للمشاية، لكنه الآن يقف ليأخذ قراره بالإنفصال عن شريك حياته في كثير من البيوت ظنا أنه ربما ارتاح ورفع عن كاهله بعضا من العبء الذي يئن بحمله، آخرون كثيرون لم يتعلموا كيف يكون التعامل تحت الضغوط وكيف تؤثر في الشخصية ومن ثم النفسية وكل تفاعلات الحياة، والنتيجة أن الكل يلهث ولا أحد يحتوي أو يطبطب، لا أحد يستمع لأحد لأنه لا وقت لذلك، أليس هذا هو وقت أن يتعلم الجميع كيف يمشي علي السرعة الجديدة للمشاية؟، أو ربما تعرف عن إجابة سؤال "كيف يعرف إن تضحياته واستنزاف سنوات عمره التي أتت بشيب شعره قبل الآوان قد حملت النصر لمصر التي يعشقها؟".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق