رسالة من رضيع ضعيف

السبت، 18 يناير 2020 04:54 م
رسالة من رضيع ضعيف
شيرين سيف الدين

 
رسالة من مواطن مصري رضيع وضعيف لا يقدر على النطق بكلمات، لكنه يعيش في عذاب من البرد والجوع والإهمال في يد أمه أو خاطفته " الله أعلم"، فتلك السيدة عديمة الرحمة قررت اصطحابه للتسول في الشوارع في عز البرد والمطر.. ينفطر من البكاء وهو ملقى على الرصيف دون رحمة من تلك القاسية قلبها، دون ذنب اقترفه ذلك الإنسان الذي خلق في الدنيا كريما وقررت هي إهانته وبهدلته في الطرقات.
 
عندما أمر على هؤلاء السيدات معدومات الضمير وهن يفترشن الأرض الباردة، ويلقين بصغار رضع عليها تعلوا أصواتهم بالبكاء أشعر بوجع في قلبي، ويتولد لدي شعور بالعجز تجاه هؤلاء الأطفال المساكين، فكيف لي أن أساعدهم وأنا لا أملك أي حق قانوني في ذلك؟
 
ما أملكه فقط هو قلمي وضميري الذي يدفعني لمحاولة إنقاذ كل طفل مسكين في الشارع، واليوم سعدت بشدة بعد أن علمت أن وزارة التضامن الاجتماعي أطلقت حملة لإنقاذ المشردين من الكبار والأطفال بلا مأوى، وأن وزيرة التضامن رافقت الوحدات المتنقلة، التى تجوب القاهرة الكبرى وعدد من محافظات الجمهورية بحثًا عن المشردين من الكبار والأطفال، ورأيت أنها فرصة مناسبة كي أناشد السيدة الفاضلة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي التي يشهد لها الجميع بالنشاط والرغبة في تغيير الواقع وحل المشكلات القائمة، أناشد سيادتها وكلي ثقة بأن لها قلب أم ينبض بالرحمة ولن تقبل بالوضع القائم، لذا أتمنى أن تضم هؤلاء الأطفال لدور الرعاية حتى ولو كان من يتسول بهم آبائهم وأمهاتهم، فالأم والأب لا يمتلكون الطفل لمجرد أنهم أنجبوه، وليس لهم حق إيذاءه بهذا الشكل فهو ليس دمية ولا صنم كي يلقوه في الطرقات ويحرموه من الطعام والشراب والدفيء والرعاية التي يستحقها من هم في مثل عمره.
 
أناشد المسؤولين والحكومة بأن تأمر بالقبض على كل من يتسول وبصحبته طفل أيا كانت صلته به ومعاقبته حتى ولو بغرامة مالية، فإذا كان هؤلاء الرضع والصغار لا يستطيعون الشكوى أو الهرب من واقعهم الأليم فكلي أمل أن تبدأ الدولة في مساعدتهم باتخاذ وقفة صارمة مع المتسولين الذين أصبحوا يملؤون ربوع مصر وشوارعها.
 

 

تعليقات (2)
اه والله فعلا
بواسطة: فادي
بتاريخ: السبت، 18 يناير 2020 05:19 م

فعلا بؤساء ولو حد فكر يقرب من المتسولين دول بتظهر العصابة كلها فجأة ربنا يساعدهم

الله يفتح عليكي
بواسطة: نجوى
بتاريخ: السبت، 18 يناير 2020 06:01 م

يسلم قلمك وضميرك وعاطفتك الله يفتح عليكي

اضف تعليق